18-يناير-2022

مكتبة الشبكة العربية للأبحاث والنشر - فرع القاهرة

ألترا صوت – فريق التحرير

أعلنت الشبكة العربية للأبحاث والنشر إغلاق مكتبتيها في القاهرة والإسكندرية، وذلك لأسباب تتعلق بالتضييق الأمني والتحريض عليها والتفتيش المتكرر وغيرها، كما أوضح مدير الشبكة نواف القديمي على صفحته في فيسبوك، في بيان ننشره هنا:


"عقب الثورة المصرية المجيدة، وفي الشهور الأخيرة من عام 2011 افتتحنا المكتبة الأولى للشبكة العربية، وكانت في القاهرة، وتحديدًا في "وسط البلد" المكان الذي شهد معظم فعاليات الثورة والاحتجاجات. وفي بداية 2013 فكرنا جديًا بالتوسع وافتتاح مكتبة أخرى كبيرة في مدينة نصر بالقاهرة، تضم مكانًا لإقامة الفعاليات والندوات، واخترنا المكان بالفعل، ثم تراجعنا عن ذلك بعد ما جرى في 30 حزيران/يونيو وما تلاها من أحداث. ولكن في 2016، وذلك بعد الهدوء النسبي في مصر، عدنا وافتتحنا مكتبة أخرى في الإسكندرية.

نواف القديمي: "كنا - في الشبكة العربية - نعتقد دومًا أن التواجد في مصر مهم وركيزة أساسية لأي عمل ثقافي عربي أيًا كان الوضع السياسي فيها"

اقرأ/ي أيضًا:  كتاب "أسئلة الحداثة في الفكر العربي".. من الهوية إلى المعنى

كنا - في الشبكة العربية - نعتقد دومًا أن التواجد في مصر مهم وركيزة أساسية لأي عمل ثقافي عربي أيًا كان الوضع السياسي فيها، وأنه يجب السعي من أجل البقاء والاستمرار على الرغم من التراجع الاقتصادي والتدني المُستمر في سقف الحريات. حتى حين مُنعتُ في مطار القاهرة من الدخول إلى البلد في نيسان/إبريل 2017 لم يؤثر ذلك في قرار الاستمرار.

وبعد عشرة أعوام، وفي كانون الأول/ديسمبر 2021 - وتحديدًا قبل ثلاثة أسابيع - أغلقنا مكتبة الشبكة العربية في القاهرة. وسبقها بشهرين إغلاق مكتبة الشبكة في الإسكندرية. بكل أسف، لم نستطع الاستمرار وذلك لأسباب عدة، منها التضييق الأمني المستمر، والتحريض الصحفي، والتفتيش المتكرر للمكتبات، وعمل قضية ضد الشبكة وصاحبها بدعوى بيع كتب إثارية، والقلق على الموظفين بعد احتجاز اثنين منهم ليومين، والرقابة المُشددة على دخول الكتب - إحدى شحنات الكتب التي أُرسلت إلى المكتبة من بيروت وضمت 90 كرتونة بقيمة تجاوزت الـ 40 ألف دولار، بقيت مُحتجزة في الجمارك لعام ونصف بحجة تفتيشها ووجود كتب مخالفة - نضيف إلى كل ذلك تراجع الوضع الاقتصادي وضعف المبيعات، خاصة أن مكتبة الشبكة تعتمد على بيع الكتب غير المحلية، أي إنها لا تبيع كتبًا صادرة في مصر؛ لذلك فكل كتبها تأتي من الخارج. ومع تشديد الرقابة وتعطيل الشحنات وصعوبة وصول الكتب إلى المكتبة، بات الاستمرار صعبًا.. مع التأكيد أنه لم يصدر قرار أمني بالإغلاق، وإنما تم ذلك بقرار من الشبكة العربية.

لم يصدر قرار أمني بإغلاق المكتبتين في مصر، وإنما تم ذلك بقرار من الشبكة العربية نفسها

آسف لذلك.. ولم نكن نتمنى أن نصل إلى الإغلاق الكامل، ولكنها أقدار الله، والظروف الصعبة التي حاولنا مقاومتها منذ سنوات ولكن من دون قدرة على الاستمرار، ونحسب أن ذلك مجرد تعثر بسيط وسط أعوام عربية تعج بالخسارات والتراجعات، والله المستعان.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "كيف تعمل الدكتاتوريات؟".. رسوخها وآليات عملها

سنحاول أن نوفر كتب الشبكة العربية أو بعضها - إضافة إلى كتب بعض دور النشر التي تتولى الشبكة توزيعها - في عددٍ من المكتبات في القاهرة، وسنبقى نُشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا.. كل الشكر لأصدقاء المكتبة الكُثر، لا حرمنا الله منكم ومن تضامنكم. وهذا بمثابة إعلان أنه لم يعد للشبكة العربية أي تواجد أو موظفين في مصر".

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 عناوين دسمة من إصدارات "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" لنهاية 2019

"ابن تيمية وعصره" كما تراه الأكاديمية الغربية