09-أكتوبر-2018

أغلق جوجل بلس بسبب ثغرة يحتمل أن تكون سببًا في قرصنة حسابات نصف مليون مستخدم (رويترز)

بعد اعتراف مارك زوكربيرغ بتمكن جهات مجهولة من قرصنة قرابة 50 مليون حساب إلكتروني على فيسبوك، أقرت شركة "ألفابيت" المالكة لجوجل، أمس الإثنين، بأنه من المحتمل أن تكون حسابات مئات الآلاف من مستخدمي شبكتها الاجتماعية "جوجل بلس"، قد تعرضت للخطر بسبب خلل برمجي تم اكتشافه مؤخرًا.

أعلنت شركة جوجل عن إغلاق شبكتها الاجتماعية "جوجل بلس" بسبب خلل تقني يُحتمل أن يكون سببًا في اختراق حسابات نصف مليون مستخدم

وعلى إثر ذلك، قالت شركة جوجل العملاقة للإنترنت، إنها بصدد إغلاق موقعها الاجتماعي "جوجل بلس" بسبب الاستخدام المنخفض، وخلل تم اكتشافه، يمكن أن يُسرب بيانات حوالي نصف مليون مستخدم، خاصة وأنه كان قائمًا منذ عام 2015، ولم يُكتشف سوى في العام الماضي، وتم تصحيحه على الفور، وذلك في عملية مراجعة شاملة قامت بها الشركة للتأكد من موثوقية برمجياتها الإلكترونية.

اقرأ/ي أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن ليلة الاختراق الكبير لفيسبوك

واكتشفت جوجل هذا الخطأ منذ آذار/مارس 2018، غير أنها لم تعترف به سوى أمس الإثنين الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2018، بعد أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الخبر، وقالت إن "جوجل اختارت عدم الكشف عن مشكلتها الأمنية بسبب المخاوف من التدقيق التنظيمي"، إذ كانت تخشى من أن يؤدي الإفصاح عن المشكلة إلى مقارنتها بفضيحة تسريب معلومات شركة فيسبوك إلى شركة البيانات كامبريدج أناليتيكا.

وبحسب جوجل، فإن الخلل المُكتشف يسمح للمطورين والمبرمجين الخارجيين، إمكانية الوصول إلى بيانات الملفات الشخصية الخاصة بمستخدمي "جوجل بلس"، مثل اسم الشخص وعنوان بريده الإلكتروني والمهنة والجنس والعمر. لكن الشركة نفت أن يؤثر هذا الخطأ على أي بيانات أخرى قد تكون متوفرة في الحسابات.

وقالت جوجل، إن "تحليلنا يظهر ما يصل إلى 438 طلبًا ربما استخدموا واجهة برمجة التطبيقات التي تحتوي على هذه الثغرة". ومع ذلك، "لم نعثر على أي دليل على أن أي مطوّر برامج كان على علم بهذا الخطأ، أو أساء استخدام واجهة برمجة التطبيقات، ولم نعثر على أي دليل على إساءة استخدام أي بيانات للملف الشخصي"، بحسب ما جاء في بيان الشركة.

لم يستطع جوجل بلس المنافسة بقوة في سوق مواقع التواصل الاجتماعي
لم يستطع جوجل بلس المنافسة بقوة في سوق مواقع التواصل الاجتماعي

وجاءت كبوة جوجل هذه، في وقت تتزايد فيه الضغوطات الهائلة على فيسبوك، الشبكة اجتماعية الأكبر على الإنترنت، وخضوعها للتدقيق الشديد، بعد فضائح تسرب الخصوصية الأخيرة، حيث تمكنت شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية من استخراج بيانات 87 مليون مستخدم للموقع الأزرق دون علمهم، وحديثًا تمت سرقة معلومات 50 مليون مستخدم لفيسبوك من قبل قراصنة مجهولين.

وعلى إثر ذلك تعرضت شبكة فيسبوك الاجتماعية لانتقادات واسعة من قبل "زبائنها" المستخدمين، بسبب فشلها في حماية بياناتهم الخاصة، كما استُدعيَ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ، إلى جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي في نيسان/أبريل من هذا العام، لشرح الإجراءات الأمنية للشركة وكيفية تعاملها مع خصوصية المستخدمين.

ولوهلة بدا موقع التواصل الاجتماعي الخاص بجوجل، أكثر أمانًا للخصوصية مقارنة بفيسبوك بعد فضائحه المتتالية، وبدأ بعض المستخدمين ينتقلون إليه قادمين من موقع زوكربيرغ، لكن عزم جوجل إغلاق جوجل بلس خلال الأشهر القادمة، سيضع نهاية لهذه الشبكة الاجتماعية بعد سبع سنوات من إطلاقها. ليس فقط بسبب مشاكل الخصوصية، ولكن أيضا لعدم قدرتها على منافسة تفوق فيسبوك وسيطرته الساحقة على سوق الشبكات الاجتماعية.

ومع تزايد نقاش الخصوصية، تعمل جوجل على تعزيز جدرانها الأمنية لحماية خدماتها الإلكترونية من الاختراق، ولهذا السبب أدخلت حديثًا بعض الإجراءات الاحترازية، من قبيل تحديث متصفح الويب "جوجل كروم" الشهير، وتقييد تطبيقات الأندرويد المسموح لها بالحصول على إذن للوصول إلى بيانات سجل النص والمكالمات على هاتفك، مثلما أصبحت جوجل تفرض منح إذن صريح على المستخدم الذي يود الوصول إلى خدمة أو موقع ما من خلال حسابه الجوجل ميل.

لم تكن الثغرة التقنية السبب الوحيد في إغلاق جوجل بلس، وإنما أيضًا فشل الموقع في منافسة عمالقة السوشال ميديا مثل فيسبوك وتويتر

وعن الموضوع علّق جاكوب ليمان، العضو المنتدب في شركة فريدمان سايزين القانونية، قائلًا لوكالة رويترز: "يحق للمستخدمين أن يتم إخطارهم إذا كان من الممكن اختراق معلوماتهم"، وهو ما لم تفعله جوجل على الفور، موضحًا أنه "نفس السبب الذي جعل فيسبوك يخضع للتدقيق، ارتباطًا بفضيحة كامبريدج أناليتيكا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جناية الإنترنت.. هل يجعلنا جوجل أغبياء حقًا؟

السوشال ميديا بعد الرأسمالية.. كيف يمكن إنشاء فيسبوك اشتراكي؟