21-يوليو-2020

روبرت مردوخ في أبوظبي سنة 2010 (كارل جيفز/Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

قرابة 2 مليون دولار أمريكي حتى لحظة إعداد هذا التقرير هي الحصيلة التي جنتها حملة المرشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسيات الأمريكية، جو بايدن، من أقرباء الدرجة الأولى لعملاق الإعلام اليميني روبرت مردوخ. إذ قدمت أسرة نجل روبرت مردوخ، جايمس وزوجته كاثرين مردوخ ما بلغت قيمته أكثر من مليون دولار أمريكي لصالح حملة مرشح الحزب الديمقراطي المحظي بدعم قطاعات جمهورية واسعة أيضًا. وفق تصريح البيان المالي لحملة بايدن.

يعد روبرت مردوخ، بمشاريعه الإعلامية في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، الشخصية الأساسية التي يرغب كل سياسي يميني أن يحظى بالمساندة منه

بالتأكيد هذه المبالغ ليست الوحيدة التي تلقتها حملة بايدن الانتخابية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ جمعت إلى حد الأن وفق تقديرات بلومبيرغ ما ناهز عتبة 53 مليون دولار أمريكي من التبرعات والهدايا، خاصة من الشخصيات الإعلامية وتلك التي من قطاع المال والأعمال. على غرار التبرع الذي تلقته من جايمس مردوخ الذي لم يقف يومًا بعيدًا عن إدارة مشاريع والده الإعلامية، كشبكة فوكس نيوز، أو مجلس إدارة نيوزكروب ومثلها الـ"وال ستريت جورنال" والـ"تايم". وعلى غرارهما صحيفة الـ"صن" وصحيفة الـ"نيويورك بوست".

اقرأ/ي أيضًا: تحليل إخباري | ممكنات جو بايدن.. لوبيات متنوعة وإمبريالية ناجعة

كما لم يكن مردوخ الإبن إلا صاحب صلة مباشرة بمشاريع والده الإعلامية اليمينية التي تشوبها انتقادات كثيرة، مهنيًا وسياسيًا. سواء لناحية الخطاب اليميني المتطرف الذي تروجه أو طبيعة تورطاتها الكثيرة في فضائح اختراق حسابات وهواتف وتلفيق أخبار كاذبة. ما يتوقع أن يثير بعض الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي والحلفاء التقليدين له في صناعة الإعلام نتيجة هذا الدعم المعلن الذي تلقاه مرشحهم من عائلة مردوخ ورأس حربتها الإعلامية، شاشة فوكس نيوز التي شغل جايمس مردوخ رئاسة إدارتها لسنوات طويلة.

في ذات السياق، أظهرت بيانات حملة بايدن الانتخابية تلقي تبرعات بقيمة نصف مليون دولار أمريكي من حساب عارضة الأزياء السابقة جيري هول، زوجة مردوخ الأب، صاحب الثروة التي تفوق قيمتها السوقية 17 مليار دولار أمريكي. ما حرك تداول النبأ في الإعلام الأمريكي لناحية تواضع المبالغ التي قدمتها عائلة مردوخ مقارنة بثروتها، إضافة لاشتهار العائلة ومشاريعها الإعلامية ليس بالخطاب النمطي اليميني المتطرف فقط، بل وبدعم الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في حملته الانتخابية السابقة. كما لم تفت فرصة التعليق على هذا التحول من طرف آل مردوخ دونالد ترامب الذي قال عبر حسابه في منصة تويتر  أنه يواجه صعوبة الآن في متابعة شاشة فوكس نيوز، وهي للمصادفة ذات الشاشة التي قدم المديح العلني لها كثيرًا خلال سنوات إشغاله للمكتب البيضاوي، وقبلها أيضًا خلال ما يمكن تسميته سنوات الوفاق مع روبرت مردوخ.

في عين الوقت، لم يشكل هذا التحول الطفيف في انتقاء عائلة مردوخ لمرشحهم، استهجان الإعلام والمتابعين كما حصل مع حليفهم السابق دونالد ترامب. هذا أن تلقي جو بايدن، بما يعبر عنه من خطاب ليمين الوسط النيوليبرالي وهو التيار المسيطر في الحزب الديمقراطي الأمريكي، لدعم شخصيات من عيار روبرت مردوخ وعائلته ومشاريعهم الإعلامية لا يمكن تصنيفه بعيدًا عن مفاضلة المحافظين الجدد بين مرشحين من اليمين يكون الخلاف أو الاختلاف على مستقبل العلاقة معهم على إمكانية تحقيق النتائج المرجوة أكثر مما هو متعلق بجوهر الخطاب والمشروع الانتخابي.

يذكر أن حملة جو بايدن الانتخابية تلقت سيلًا من التبرعات التي قدمتها شخصيات مشهورة في صناعة الإعلام الأمريكي، من عيار جان فوندا، داستن هاوفمان، والوجه الهوليودي بن أفليك. ما من  شأن مثل هذه التبرعات وما خلفها من مواقف معلنة تعزيز حظوظ حملة جو بايدن في استقطاب الرأي العام الأمريكي وسط كل التعقيدات التي تواجهها إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب وحملته الانتخابية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسؤولون جمهوريون يشكلون مجموعة لدعم بايدن في مواجهة ترامب

تاريخ من التقلبات والمواقف المثيرة للجدل.. من هو جو بايدن؟