13-أكتوبر-2022
Alex Jones

أليكس جونز (Getty)

صدر في الولايات المتحدة قرارٌ بالقضية المرفوعة على "أليكس جونز" يُلزم الإعلامي اليميني الأمريكي المثير للجدل بدفع تعويضاتٍ تبلغ قيمتها 965 مليون دولاراً لعوائل ضحايا مجزرة مدرسة "ساندي هوك".

وقعت مجزرة "ساندي هوك" بتاريخ 14 كانون الأول/ديسمبر عام 2012 في ولاية كونيتيكيت الأمريكية، وهي حتى اليوم أكبر جريمة تحدث في مدرسةٍ ابتدائيةٍ في الولايات المتحدة

وقد أصدرت محكمةٌ في ولاية كونيتيكيت هذا القرار بعد محاكمة مطوّلة امتدت لأسابيع عُنيَت بثلاث قضايا مختلفة رُفعت على "أليكس جونز" بسبب إنكاره للمجزرة عبر برامج بودكاست يتابعها الملايين في الولايات المتحدة وخارجها. 

كما أن هذا هو القرار الثاني من نوعه، حيث ألزمت محكمةٌ منفصلة في ولاية تكساس مؤسّس شبكة "إنفووورز" بدفع ما يقارب 50 مليون دولار لذوي أحد ضحايا المجزرة.

أليكس جونز

بدوره سخر جونز من قرار المحكمة، وأكّد نيته للطعن في القرار، علمًا أن جونز لم يكن حاضراً وقت صدور القرار، بل كان في بثٍّ مباشر لجمع الأموال والتبرعات، حيث قال في أول تعليق له إن هذه المحاكمة ما هي إلا "مؤامرةٌ محبوكة ضده تقف وراءها "الدولة العميقة""، على حد تعبيره. 

وقد قال مدعٍ سابق أن الإفلاس سيكون مصير أليكس جونز بسبب هذه الدعاوى وما يترتّب عليها من تعويضاتٍ مالية، وهذا حتى قبل دفع التعويضات المترتّبة على الحكم الأخير. وقد رحّب "كريستوفر ماتي" أحد المحامين الذين يمثّلون العوائل أصحاب الدعوى، قائلاً أن أليكس جونز "يحصد ما زرعه"، مشيداً أيضاً بشجاعة "هيئة المحلّفين." 

ما هي مجزرة "ساندي هوك"؟

قرار المحكمة الأخير كان ذروة عمليةٍ قانونيةٍ طويلة بدأت عام 2018 عندما قامت مجموعةٌ من العوائل المفجوعة بمقتل أطفالها باتخاذ إجراءاتٍ قانونية بحقّ أليكس جونز وشركته الإعلامية "فري سبيتش سيستمز" (Free Speech Systems)، وكان ذلك بسبب إنكاره المستمر لوقوع المجزرة في مناسباتٍ مختلفة على برنامجه الإذاعي "إنفووورز"، واصفاً إياها بأنها "تمثيلية"، وأن العوائل والمستجيبين للحدث كانوا "ممثّلين".

أثار هذا الموقف وحديثه المستمر عن فبركة الحادثة الكثير من الجدل، غير الأذى البليغ الذي لحق بذوي الأطفال المقتولين في المجزرة، ولو أنه تراجع عن آرائه لاحقاً وعلى نحو خجول. 

وقعت مجزرة "ساندي هوك" بتاريخ 14 كانون الأول/ديسمبر عام 2012 في ولاية كونيتيكيت الأمريكية، وهي حتى اليوم أكبر مجزرة تحدث في مدرسةٍ ابتدائيةٍ في الولايات المتحدة، ورابع أكبر حادثة إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة. وقد راح ضحية المجزرة 26 قتيلاً، منهم 20 طفلاً، وكان مرتكب المجزرة هو "آدم لانزا" البالغ من العمر 20 عاماً، الذي قتل أمه قبل المجزرة، ومن ثم انتحر فور وصول الشرطة إلى المدرسة عقب ارتكابه لجريمته. 

وقد ارتبطت هذه المجزرة تحديداً بالعديد من نظريات المؤامرة التي ساهم "أليكس جونز" دون غيره بنشرها، قائلاً أن الهدف من فبركة حدثٍ كهذا هو النيل من التعديل الدستوري الثاني الذي تستند عليه حقوق امتلاك الأسلحة في الولايات المتحدة.

من هو أليكس جونز؟ 

أما أليكس جونز، فهو أحد رموز اليمين المتطرّف أو اليمين البديل الأمريكي، وقد اشتهر اسمه بفضل موقعه الإخباري "إنفوورز" الذي نشر العديد من الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة، والموقع هو جزءٌ من إمبراطوريةٍ إعلامية اكتسب من خلالها شعبيةً كبيرة. قبل حظره من معظم مواقع التواصل الاجتماعي، كانت قناته على اليوتيوب تحظى بمتابعة 2.4 مليون حساب، وتحصد 17 مليون مشاهدة شهرية. كما يُعرف عن أليكس جونز حديثه المستمر عن نظريات المؤامرة التي ساهم بنشرها بشكلٍ كبير في الولايات المتحدة. 

يعد أليكس جونز من الشخصيات المقربة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

كما يعد أليكس جونز من الشخصيات المقربة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث شارك معه خلال حملته الانتخابية في العام 2015 بعدد من المقابلات، وامتدحه ترامب وقال إنه "صاحب سمعة رائعة". ومن المعروف عن ترامب إيمانه العميق بنظريات المؤامرة واللعب على وترها في مختلف خطاباته الجماهيرية، إذ عادة ما يتكئ على شيطنة منافسيه، وانخراطهم في "مؤامرة عالمية" تسعى لتقويض جهوده في الحفاظ على مصالح الأمريكيين وحماية ثقافتهم من "الاستبدال"، بحسب التعبير الشائع بين أنصار اليمين واليمين المتطرف في الولايات المتحدة.