14-يناير-2017

راديو روزنة (مواقع التواصل الاجتماعي)

في سابقة من نوعها، يعلن موظفون في إحدى المؤسسات الإعلامية السورية المعارضة، والمدعومة من عدد من المؤسسات الإعلامية الأوروبية والدولية وحتى تلك المختصة بشؤون حقوق الصحفيين وحياتهم، إضرابهم عن العمل بسبب إجراءات قامت باتخاذها الإدارة بحقهم فاعترضوا عليها ووصفوها بالتعسفية.

راديو روزنة، انطلق منذ عام 2013، وهو يُعنى بكل ما يخص أخبار سوريا ومتابعتها والتعليق عليها بعيدًا عن تجنيد الإعلام داخل سوريا

الخبر الذي تتبعه عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين السوريين في تركيا ودول أخرى، كان إعلان الفريق الصحفي والتقني لراديو روزنة السوري، مكتب غازي عينتاب في تركيا، عن إضراب مفتوح عن العمل يوم الثلاثاء الماضي نتيجة تخفيض أجور العمال مما أثار سخطهم ودفعهم لعقد مؤتمر صحفي، شرحوا من خلاله أسباب الإضراب والمطالب، التي يريدون تحقيقها.

اقرأ/ي أيضًا: جائزة إسبانية لراديو"روزنة" السوري

وجاء بشكل أولي وضمن شروط المضربين، ضرورة التعامل بمهنية مع موظفي الراديو من خلال تحسين الوضع القانوني لهم وتوظيفهم ضمن عقود عمل لضمان حقهم الوظيفي. وحصولهم على بطاقات صحفية وتحديد الرواتب والأجور ضمن قانون محدد لا يمكن التلاعب به من قبل أي شخص، ومنع الممولين من التدخل في شؤون المؤسسة. والجدير بالذكر أن الإدارة كانت قد هددت الفريق كاملًا بفصله من العمل إذا تم الاعتراض على قراراتها، هذا ما أحرج الوضع وزاد الأمور سوءًا.

هي أزمة قوانين العمل في مؤسسات "الإعلام البديل"، والتي بدا الاعتراض عليها واجبًا بسبب ضغط العمل الكبير والأجور التي لا تتوافق معه، بالإضافة لخضوع إدارة هذه المؤسسات لشروط الممولين والداعمين، الأمر الذي يثير سخط الموظف، الذي يسأم من حمل عبء عمله وعمل آخر متراكم عليه دومًا.

تحفظت الإدارة عن الرد في بداية الأمر وقررت بعدها أن تخرج ببيان توضيحي كامل عن الموضوع نُشِر الخميس في الموقع الرسمي للراديو. تؤكد من خلاله أن العمال ليسوا مفصولين من العمل، بدليل أنهم مضربون وإلاّ فكيف يُضرب العامل المفصول. وأن الإدارة ستقوم بحلّ الموضوع بالحوار والتواصل مع الفريق وإيجاد صيغة لاستيعاب المشكلة.

اقرأ/ي أيضًا:"موجات سورية": تعا لنحكي على أي موجة

راديو روزنة، الذي انطلق منذ عام 2013، وكانت بدايته من باريس ودخل بعدها إلى تركيا، ليبث بشكل يومي ويُعنى بكل ما يخص أخبار سوريا ومتابعتها والتعليق عليها، وهو واحد من عدة راديوهات سورية انطلقت خلال الثورة السورية، إلى جانب العديد من المنابر الإعلامية التي حاولت إيصال صوت الثورة وخلق بنية إعلامية حرة بعيدة عن منهجية إعلام النظام واحتكاره للمنظومة الصحفية والإعلامية في سوريا، وردًا على تجنيد الإعلام السوري بالوقوف إلى جانب النظام ودعمه.

أعلن عمال راديو روزنة إضرابهم عن العمل بسبب إجراءات قامت باتخاذها الإدارة بحقهم فاعترضوا عليها ووصفوها بالتعسفية

وعلى ذلك يجب خلق هامش حرية كبير للصحفيين والإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية التي تدعم الثورة. إيمانًا بضرورة وجودها وحرصًا على نزاهتها، ومنه قد يؤثر هذا الإضراب على شكل وهيكلية هذه المؤسسات ويلفت الأنظار لأهمية ما حدث ووجوب فهمه من وجهة نظر تحرض على تحقيق حرية الصحافة والإعلام، وممارسة هذه المهنة بشكلها الفعال على الأرض من خلال ضبط عمل المؤسسات ومتابعتها.

وأمر خر يجعل من الإضراب مشروعًا هو الحالة الديمقراطية الرافضة للانصياع لضغط الإدارة ومتطلباتها. فإذا لم نكن نحمل هذه الذهنية فنحن نكرر شكل المنظومة الإعلامية البعثية من دون شك.

ومن جهة أخرى يعتبر هذا الإضراب أول إضراب مُعلن لموظفين يعملون في جهة إعلامية معارضة، وهذا بحد ذاته أمر إيجابي لأحد أهم أساسيات العمل الاحترافي ضمن بنية مؤسساتية تحترم موظفيها وتنادي بعدم فرض قيود تسمح بتطبيق ممارسات تعسفية.

كما ويعتبر الإضراب إضاءة على واقع مؤسسات إعلامية حديثة العهد في طريقها لبناء هيكلية ثابتة، خصوصًا وأن الثورة السورية تفتقر لتكريس الحرية الفردية والمؤسساتية بكافة أشكالها بعد ما مرّ عليها من انتكاسات متتالية، من شأنها أن تُضيع بوصلتها، هي التي انطلقت مظاهراتها الأولى دفاعًا عن المهمشين وتمردًا على طغيان واضطهاد عمره طويل.

ومن الملفت للنظر أن رابطة الصحفيين السوريين وقفت إلى جانب إضراب العمال ودعمته خلال تغطيتها لوقائع المؤتمر الصحفي، الذي قام به الموظفون المضربون، إضافة إلى وقوف رابطة الصحفيين الأتراك إلى جانبهم في تجربة أولى يقومون بها وتشهدها مؤسسة إعلامية سورية معارضة.

اقرأ/ي أيضًا:

تأكد.. أول منصة سورية لتصحيح الأخبار المغلوطة

أعتى 11 كذبة للنظام السوري