19-أبريل-2018

يُرجِّح محللون انتقال توماس توخيل لتدريب باريس سان جيرمان بدايةً من الصيف (لينتاو تشانغ/ Getty)

رغم أن رئيس نادي باريس سان جيرمان، القطري ناصر الخليفي، كان قد أعلن أن فريقه لم يتوصل إلى أي اتفاق مع أي مدرب جديد لقيادة الفريق في الموسم القادم، وأن أي صفقة يتمّها النادي، يُعلَن عنها رسميًا، وليس من خلال التسريبات الصحفية، إلا أن عدًد من المحللين أشاروا الى أن هذه التصريحات قد تكون دبلوماسية، وتنطوي على احترافية واحترام لعمل المدرب الحالي أوناي أومري، وأنه في المقابل، من المرجح أن يتولى الألماني توماس توخيل، تدريب النادي ابتداءً من الصيف. 

يرى عدد من المحللين أنه من المرجح أن يتولى الألماني توماس توخيل، تدريب باريس سان جيرمان، ابتداءً من الصيف

فما هي الأسباب التي قد تدفع النادي إلى تغيير المدرب؟ ومن هو توماس توخيل؟ وما هي إمكانياته التي جعلته هدفًا لكبرى الفرق الأوروبية؟

اقرأ/ي أيضًا: صفقة نيمار.. بث الروح في الكرة الفرنسية

نجح فريق العاصمة الفرنسية في حسم لقب الدوري الفرنسي بسهولة، وحقق فوزًا معنويًا كاسحًا ضد موناكو، بطل النسخة الماضية، بسباعية كاملة.

كما نجح الفريق في بلوغ نصف نهائي مسابقة كأس فرنسا، ومع ذلك فإن إدارة الفريق ومن خلفها الجماهير الباريسية، تشعر بحسرة كبيرة، بعد الخروج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني (5-2) في مجموع المبارتين، وبالتالي فشل الفريق بقيادة أوناي إيمري، في تحقيق هدف الفريق الأساسي، وهو التتويج باللقب الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه.

وقد فاقمت المشكلة إصابة نجم الفريق، اليرازيلي نيمار، في مباراة الدوري ضد مارسيليا، قبيل مباراة الإياب ضد الريال، ما أبعده عن الملاعب لفترة طويلة. وهي إصابة اعتبر الكثير من متابعي الفريق أن المدرب مسؤول عنها، لأنه لم يخرج نيمار من الملعب برغم التدخلات العنيفة ضده من لاعبي مارسيليا خلال المباراة. كما انتقد المحللون التشكيلة التي خاض بها إيمري مبارتي ريال مدريد، والطريقة السيئة التي أدارهما بها في رأيهم.

وبعيد خروج باريس سان جيرمان من المسابقة، انتشرت أخبار متقاطعة تتحدث عن أن هذا الموسم هو الأخير للمدرب الإسباني مع النادي، وطفت بعض الأسماء إلى العلن كاحتمالات بديلة لإيمري، كمورينيو وأنطونيو كونتي وغيرهما، إلا أن أخبار الأيام الأخيرة، ربطت بشدة بين النادي وبين توماس توخيل، المدرب الشاب صاحب التجربة الغنية على رأس بوروسيا دورتموند الألماني.

من هو؟

ولد توماس توخيل في عام 1973. احترف كرة القدم، ولعب لعدة أندية ألمانية، إلا أنّ الإصابة أنهت مسيرته الكروية كلاعبٍ مبكّرًا، ليعتزل في سن الـ25.

اعتزل توخيل لعب الكرة مبكرًا (25 عامًا) بسبب إصابة أجبرته على ذلك، ودفعت به لمجال التدريب مبكرًا

بعد ذلك وجّه توماس وخيل أنظاره نحو التدريب مباشرة، واستلم في سن صغيرة مهام تدريب فريق شتوتغارت تحت 19 سنة. وفي عام 2009، استلم توماس توخيل مهام تدريب فريق ماينز الألماني، خلفًا ليورغن كلوب. وحقق الفريق نتائج ممتازة تحت إمرة توماس توخيل، وقدّم بعض الأسماء المميزة كأندريه شورله صاحب التمريرة الحاسمة في نهائي المونديال الأخير، وكذا لويس هولتبي، وشوبا مواتنغ، والحارس كاريوس.

يقول توخيل عن نفسه إنه تلميذ في مدرسة "الكرة الشاملة" (أ.ف.ب)
يقول توماس توخيل عن نفسه إنه تلميذ في مدرسة "الكرة الشاملة" (أ.ف.ب)

وفي نيسان/أبريل 2015 أعاد التاريخ نفسه، وخلف توماس توخيل يورغن كلوب مرة أخرى، لكن  هذه المرة مع فريق بروسيا دورتموند.

ورغم فشل دورتموند تحت قيادة توماس توخيل في تحقيق ألقاب بارزة، خاصةً في ظل الهيمنة الكبيرة لبايرن ميونيخ على البطولات المحلية، إلا أن توماس توخيل نجح خلال السنتين التي قاد خلالها "أسود الفيستفالين"، في تقديم كرة قدم عصرية، جذبت أنظار عشاق اللعبة، بدايةً مع غاندوغان وميختاريان ورويس وأوباميانغ، وآخرين في السنة الأولى، ثم مع بوليسيتش وعثمان ديمبلي اللذيْن عوّضا غاندوغان وميختاريان المنتقلين إلى إنجلترا في السنة الثانية.

وخلال سنة واحدة فقط لعبها تحت إمرة توماس توخيل، ارتفع سعر عثمان ديمبيلي من 15 مليون يورو إلى أكثر من 140 مليون يورو، دفعها فريق برشلونة ليصبح الفرنسي أغلى لاعب أوروبي على الإطلاق.

وفي سنته الأولى، حقق الفريق وصافة الدوري الألماني، وخسر نهائي الكأس بصعوبة أمام بايرن ميونيخ بالركلات الترجيحية. وفي السنة الثانية وصل دورتموند إلى ربع نهائي دوري الأبطال، بعد أن قدم الفريق مستويات كبيرة خلال البطولة، وقد تصدر المجموعة التي ضمته إلى جانب ريال مدريد.

ترك توماس توخيل دورتموند نهاية الموسم الماضي، ولم يلتحق بتدريب أي فريق آخر رغم العروض السخية التي انهالت عليه. وكان قد رفض عرضًا من بايرن ميونيخ لتدريبه إثر إقالة الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

ويقولتوماس  توخيل عن نفسه إنه تلميذ لما يعرف بـ"الكرة الشاملة"، وأنه يتابع بيب غوارديولا منذ بداياته، وهو معجب بأسلوب الضغط العالي والتمريرات القصيرة.  

يقول توخيل عن نفسه إنه تلميذة لما يعرف بـ"الكرة الشاملة"، وأنه معجب بأسلوب غوارديولا وطريقة اللعب بالضغط العالي والتمريرات القصيرة

وقد قرر توماس توخيل أن يأخذ قسطًا من الراحة في الموسم الحالي، مديرًا ظهره لكل العروض المقدمة إليه، في انتظار خوض تجربة تكون على مستوى تطلعاته. فهل سيجد ضالته في باريس سان جيرمان؟ وهل هو قادر على إحضار الكأس ذات الأذنين إلى حديقة الأمراء؟ ربما علينا أن ننتظر لنرى. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أعلى 10 مدربين أجرًا في العالم

أبرز 4 ليالٍ لم تنم فيها جماهير دوري الأبطال.. إنها "الريمونتادا"