23-أبريل-2021

وفد إسرائيلي يزور واشنطن بشأن مفاوضات فينا (Getty)

الترا صوت - فريق التحرير

تثير المحادثات الجارية في فيينا بين إيران والمجتمع الدولي حول ملف طهران النووي مخاوف الإسرائيليين خاصة في ظل حديث الأطراف المشاركة عن تحقيق بعض التقدم وحديث مصادر أمريكية عن انفتاح إدارة بايدن على رفع بعض العقوبات الاقتصادية والنفطية عن إيران تمهيدًا لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، الذي خرجت منه في عهدة الرئيس السابق دونالد ترامب.

تثير المحادثات الجارية في فيينا بين إيران والمجتمع الدولي حول ملف طهران النووي مخاوف الإسرائيليين خاصة في ظل حديث الأطراف المشاركة عن تحقيق بعض التقدم 

تفاعلًا مع هذه التطورات صرح رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو بأن حكومته غير معنية بأي اتفاق نووي مع إيران، مضيفًا أن إسرائيل "سوف تواصل عملياتها ضد إيران في المنطقة بما يحافظ على أمنها".

اقرأ/ي أيضًا: إدارة بايدن تتّجه نحو تخفيف العقوبات الاقتصادية والنفطية على إيران

تصريح نتنياهو الأخير جاء في اجتماع أجراه مع وفد أمني رفيع، أفادت المصادر أنه مكلف من طرف الحكومة الإسرائيلية بالتوجه لزيارة  الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. وفي هذا الصدد نقل موقع أكسيوس (AXIOS) عن مسؤول إسرائيلي قوله: "إن الوفد سيضم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، إضافة إلى رئيس الموساد يوسي كوهين.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي نقلًا عن ذات المصدر أن نتنياهو "عقد اجتماعًا مع الوفد، وطلب إيصال رسالة مفادها أن العودة للاتفاق النووي تهديد لإسرائيل، وأنها لا ترحب بمحادثات فيينا، التي تناقش فيها إيران وأطراف دولية سبل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه هذه الأطراف الدولية مع إيران في العام 2015".

تأتي هذه التطورات في سياق يتسم بالتصعيد بين طهران وتل أبيب، عقب اتهام الحكومة الإيرانية لإسرائيل بتدبير الهجوم الذي استهدف منشأة نطنزالنووية، وأيضًا عقب سقوط صاروخ أطلق من سوريا بالقرب من مفاعل ديمونة الإسرائيلي.

وعقب الهجوم الأخير قالت إسرائيل إنها دمرت بطارية الصواريخ التي أطلقت الصاروخ الذي كان يستهدف مفاعلها النووي. وتحدثت عدة مصادر إسرائيلية عن أن إيران تقف خلف إطلاق الصاروخ.

وتعليقًا منها على هذه التطورات في المنطقة قال قائد القيادة الأمريكية الوسطى كينيث ماكنزي إن دقة الصواريخ الإيرانية "باتت أفضل وتدعو للقلق"، مؤكدًا أن "ما يحدث بين إسرائيل وإيران مقلق، لكنه لن يجرنا إلى حرب". ماكنزي قال أيضًا إن إيران لم تقم بأي أنشطة في برنامجها النووي لا يمكن العدول عنها.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مصادر في البيت الأبيض أن إدارة بايدن "أبدت انفتاحًا على تخفيق عقوبات اقتصادية ونفطية عن إيران"، معتبرة أن ذلك سيساعد على تقليل الخلافات في المحادثات الجارية في فيينا حول الاتفاف النووي مع إيران، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الملف.

لكن ما يقف عقبة أمام تطوير المحادثات بين واشنطن وطهران إلى محادثات مباشرة وإحياء الاتفاق حول ملف إيران النووي، بحسب مصادر وول ستريت جورنال، هو أن إدارة بايدن استثنت الحرس الثوري ومكتب المرشد الإيراني من رفع العقوبات، في الوقت الذي تطالب فيه طهران برفع جميع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب السابقة كشرط للعودة إلى الاتفاق والشروع في محادثات مباشرة مع واشنطن.

في الأثناء أرجأت الأطراف المشاركة في محادثات فيينا الخاصة بملف إيران النووي اجتماعاتها لأسبوع، وذلك من أجل إعطاء الوفود المشاركة فرصة لتطوير وجهات نظرها والتنسيق مع عواصمها، وذلك بعدما وصلت المفاوضات إلى ما يشبه طريقًا مسدودًا، دفع بإيران إلى التهديد بإيقاف المحادثات إذا قادت إلى ما أسمتها "طلبات غير منطقية"، علمًا وأن طهران قامت  خلال الأيام القليلة الماضية برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى حدود 60% ردًا على الهجوم الذي استهدف منشأة التخصيب "نطنز" واتهمت الحكومة الإيرانية إسرائيل بالوقوف خلفه، وقد كانت خطوة طهران تلك مثار انتقادات عديدة من طرف الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول خليجية، بالرغم من التطمينات الإيرانية أن هدف برنامجها النووي سلمي ومدني ويخضع لرقابة وكالة الطاقة الذرية.

كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مصادر في البيت الأبيض أن إدارة بايدن "أبدت انفتاحًا على تخفيق عقوبات اقتصادية ونفطية عن إيران"

وتعليقًا على "الوقف المؤقت" لمباحثات فيينا غرّد إنريكي مورا، المدير السياسي للاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عبر حسابه على تويتر: "تم تحقيق تقدم خلال الأسبوعين الماضيين. لكن يتبقى الكثير من العمل الواجب القيام به" مضيفا أنه ما يزال يعتقد "أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا في خطة العمل الشاملة المشتركة  للتصدي للتحديات المستمرة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إدارة بايدن تفرض عقوبات جديدة على روسيا تشمل طرد دبلوماسيين