26-مايو-2022
مخاوف إسرائيلية من رد إيراني (تويتر)

مخاوف إسرائيلية من رد إيراني (تويتر)

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية غاضبة من الادارة الأمريكية، حيث تتهمها بأنها من سرب لصحيفة نيويورك تايمز بأن إسرائيل هي التي ارتكبت عملية اغتيال القائد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي يوم الأحد الماضي في طهران.

تعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن "مصدر التسريب هو أمريكي وهي غاضبة من التسريب" 

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن "مصدر التسريب هو أمريكي وهي غاضبة من التسريب". وقال مسؤولون إسرائيليون للموقع الإخباري للصحيفة إنهم "يطالبون نظراءهم الأمريكيين بأجوبة، حيث يضع التقرير مسؤولية القتل على عاتق إسرائيل فقط ويبرئ الولايات المتحدة من لعب أي دور"ز وأعرب "المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم من أن التقرير قد يؤدي إلى تصاعد الهجمات الإيرانية ضد أهداف إسرائيلية".

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن "الحكومة الإسرائيلية ستطلب توضيحات من واشنطن بشأن تسريب مسألة إبلاغها الإدارة الأمريكية بشأن عملية الاغتيال، وأن إسرائيل تترقب رد الفعل الإيراني وتنفيذ تهديداتها بالانتقام".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت في تقرير اعده الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان والصحفية الأمريكية فرناز فاسيحي استنادًا لمصادر قالت إنها من المخابرات الأمريكية، أن "تل أبيب أبلغت واشنطن رسميًا بأنها من تقف وراء اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدايي". وبحسب الصحيفة فإن اغتيال خدايي كان الهدف منه "تحذير لإيران للحد من قتل الأجانب، بمن فيهم المدنيون وممثلو السلطات الإسرائيلية". وتزعم المصادر التي سربت المعلومة أن "خدايي كان جزءًا من قيادة الوحدة 840 السرية للحرس الثوري الإيراني".

وتقول نيويورك تايمز في تقريرها إن  "الإسرائيليين يعتقدون أن خدايي كان نائب رئيس ما يسمى بالوحدة 840، وهي فرقة غامضة داخل فيلق القدس الاستطلاعي التابع للحرس الثوري الإيراني والتي تنفذ عمليات خطف واغتيال لشخصيات خارج إيران، بما في ذلك إسرائيليونز وكان خدايي مسؤولًا بشكل خاص عن عمليات 840 في الشرق الأوسط، لكنه شارك في محاولات هجمات ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أمريكيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص في العامين الماضيين وحدهما".

ولم تعترف إيران علنًا بوجود الوحدة 840 وتصر عبر وسائل الإعلام القريبة منها على أن "خدايي لعب دورًا مختلفًا تمامًا في الحرس الثوري الإيراني بعد انضمامه في سن المراهقة للتجنيد الطوعي أثناء الحرب الإيرانية العراقية، ثم القتال لاحقًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا نيابة عن فيلق القدس".

وتورد نيويورك تايمز نقلًا عن  شخصين مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني أن "خدايي استمر في لعب دور رئيسي في نقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ إلى الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا ومقاتلي حزب الله في لبنان، كما عمل مستشارًا تكتيكيًا للميليشيات التي تتخذ من سوريا مقرًا لها". لكنهم أشاروا بحسب الصحيفة إلى أن "خدايي لم يكن معروفًا خارج الدوائر الأمنية الإيرانية وليس لديه تفاصيل أمنية، وهو ما يكون نموذجيًا لمسؤول عسكري كبير".

وتعود خطة استهداف خدايي إلى تموز/ يوليو 2021 على الأقل، حيث قال مسؤولون استخباراتيون وعسكريون إسرائيليون لنيويورك تايمز إن ذلك حدث عندما "اختطف الموساد إيرانيًا يُدعى منصور رسولي، جنده الحرس الثوري الإيراني كقاتل، وسعى عملاء الموساد لانتزاع معلومات من رسولي حول التسلسل الهرمي في الوحدة 840". وسرب الموساد معلومات اعتقاله لمصادر إعلامية مرتبطة بالمعارضة في محاولة لتسليط الضوء على قدرتها على اختراق الدوائر الأمنية الإيرانية وتحذير طهران لإيقاف عمليات الوحدة 840، بحسب ما قاله مسؤولون لنيويورك تايمز.

وعقب عملية اغتيال، تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسريبات واسعة حول مخططات خدايي لاستهداف إسرائيليين، ما شكل اعترافًا غير رسمي بمسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن خاديي "كان شخصية رئيسية في التخطيط لهجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج"، مشيرة إلى أنه "كان وراء سلسلة من المحاولات لاستهداف رجال أعمال ودبلوماسيين إسرائيليين في الأشهر الأخيرة حول العالم". وربطت الصحيفة بين خدايي وبين الخلية التي تم الكشف عنها الشهر الماضي في تركيا، وزُعم أنها خططت لاستهداف مسؤول كبير في القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول. كما ذكرت الصحيفة أن "خدايي وقف وراء محاولات استهداف رجل الأعمال الإسرائيلي تيدي ساغي في قبرص، ورجال أعمال إسرائيليين في أفريقيا وأمريكا الجنوبية وتركيا".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إلى أن "معظم الاغتيالات المنسوبة إلى إسرائيل في إيران نفذت ضد خبراء متورطين في تطوير برنامج إيران النووي"، زاعمًا أن "اغتيال العقل المدبر لعمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية هو خطوة إلى الأمام في أسلوب العمل المنسوب لإسرائيل ضد إيران".

وكانت إيران قد أعلنت يوم الأحد الماضي أن مجهولين أطلقوا النار على سيارة العقيد صياد خدايي بالقرب من منزله في أحد الأحياء شرق العاصمة طهران. وبحسب مصادر أمنية إيرانية، شارك في العملية شخصان على دراجة نارية، وأطلقا النار من مسافة قصيرة على ضابط الحرس الثوري الإيراني خمس مرات، ولم تتمكن السلطات الأمنية للحظة من تحديد هويتهم أو القبض عليهم.

تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسريبات حول مخططات خدايي لاستهداف إسرائيليين، ما شكل اعترافًا غير رسمي بمسؤولية إسرائيل عن الاغتيال

وأكد بيان للحرس الثوري الإيراني أن الحادث "جريمة إرهابية"، وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الاثنين الماضي إن "السلطات الإيرانية ستنتقم لمقتل العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي". وشارك في تشييع خدايي القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، وقائد فيلق "القدس" بالحرس الثوري إسماعيل قاآني.