إسرائيل تقصف المشافي وتلاحق الصحفيين حتى على أسرّة العلاج
13 مايو 2025
لم تكد تمر ساعات على وقف إطلاق النار المؤقت الذي أقرّته إسرائيل لتأمين الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر، والذي أطلقت سراحه حركة حماس كبادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة، حتى استأنف جيش الاحتلال عدوانه المكثف على قطاع غزة، في تصعيد يُظهر هشاشة الالتزامات الإسرائيلية وجدّيتها المحدودة في التهدئة.
استهداف مجمع ناصر الطبي
فجر الثلاثاء، ادعت إسرائيل أنها استهدفت "مركز قيادة وسيطرة" لحركة حماس داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، في غارة وصفتها الأوساط الحقوقية بأنها تمثل خرقًا فادحًا للقانون الدولي الإنساني، عبر استهداف منشأة طبية محمية. وأسفرت الغارة عن استشهاد الصحفي الفلسطيني حسن اصليح، ، بينما كان يتلقى العلاج من حروقٍ أُصيب بها في قصف إسرائيلي سابق.
استأنف جيش الاحتلال عدوانه المكثف على قطاع غزة، في تصعيد يُظهر هشاشة الالتزامات الإسرائيلية وجدّيتها المحدودة في التهدئة
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الصحفي اصليح، الذي اغتيل داخل غرفة علاجه، هو الشهيد رقم 215 من العاملين في قطاع الصحافة منذ بدء الحرب. ووصف المكتب ما جرى بأنه "جريمة مزدوجة"، تجمع بين استهداف الصحفيين أثناء أداء واجبهم، وملاحقتهم حتى داخل المستشفيات، معتبرًا أن ما حدث يمثل محاولة مكشوفة لإسكات الصوت الحر في غزة.
يذكر أن مجمع ناصر الطبي تعرض على مدار أشهر الإبادة، لقصف إسرائيلي متكرر، كما شهد اقتحامًا مباشرًا من قوات الاحتلال خلال العملية البرية في المنطقة خلال شهري شباط/فبراير وآذار/مارس 2024، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة في حينه.
حماس: اغتيال الصحفي حسن أصليح جريمة حرب تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا
وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اغتيال الصحفي الفلسطيني حسن اصليح داخل مجمع ناصر الطبي ، بينما كان يتلقى العلاج من إصابة سابقة، بأنه "جريمة حرب جديدة" تُضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين، داعية إلى تحرك دولي فوري لوقف هذا الاستهداف الممنهج.
وقالت الحركة، في بيان صحفي، إن استهداف اصليح "يمثل إمعانًا من الاحتلال في تصفية الأصوات الحرة ومحاولةً سافرةً لإخماد الحقيقة"، مشيرة إلى أن الهجوم تم داخل منشأة طبية محمية دوليًا، في تحدٍ صارخ لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.
ورأت حماس في الجريمة انعكاسًا لـ"الإفلاس الأخلاقي والإعلامي للاحتلال"، مؤكدة أن "استمرار الاستهداف المتعمد للصحفيين الفلسطينيين يهدف إلى تغييب الشهود على جرائم الحرب في غزة".
ودعت الحركة الأمم المتحدة والمؤسسات الصحفية والحقوقية الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية الصحفيين، ومحاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات. كما طالبت بفرض "عقوبات رادعة" على الاحتلال، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم ضد الإعلاميين.
عودة القصف إلى الأحياء السكنية
وفي تصعيد متزامن، شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينهم رجل وزوجته وطفلهما، بعد قصف استهدف منطقة العامودي شمال مدينة غزة. كما استهدف الطيران الحربي شقة سكنية قرب المسجد الأبيض في مخيم الشاطئ، في حين قصفت المدفعية الإسرائيلية أحياء التفاح والشجاعية شرقي المدينة.
المجاعة تلوح في الأفق
من جهتها، دقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ناقوس الخطر مجددًا، محذّرة من أن سكان غزة "يواجهون خطر المجاعة" بعد أكثر من 19 شهرًا من الحرب والنزوح وحرمان المساعدات.
وجددت الوكالة الدولية دعوتها إلى "رفع الحصار عن غزة فورًا" للسماح بوصول الإغاثة إلى المدنيين، مؤكدة أن الأوضاع بلغت مستويات كارثية تستدعي تحركًا عاجلًا.
في ظل هذا التصعيد، يبدو أن التهدئة التي أمل بها الوسطاء لم تكن سوى فاصلٍ قصير في سياق حرب طويلة، يُصر فيها الاحتلال على تحويل المؤسسات المدنية إلى أهداف عسكرية، وسط صمت دولي مريب.