19-مارس-2025
أعلن جيش الاحتلال بدء عمليات برية واسعة في وسط وجنوب غزة (وسائل التواصل الاجتماعي)

أعلن جيش الاحتلال بدء عمليات برية محدودة في وسط وجنوب غزة (مواقع التواصل الاجتماعي)

في تصعيد عسكري جديد، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلال محور نتساريم جنوب مدينة غزة، متجاوزة بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 كانون الثاني/يناير الماضي.

وأعلن جيش الاحتلال رسميًا استعادة السيطرة على هذا المحور، مؤكدًا بدء عمليات برية محدودة في وسط وجنوب القطاع، تحت ذريعة "توسيع المنطقة الأمنية وإنشاء منطقة عازلة جزئية" بين شمال وجنوب غزة.

أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن التحركات العسكرية تشمل تقدمًا بريًا بعمق 3 كيلومترات داخل قطاع غزة

ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تسعى إسرائيل من خلال هذه الخطوة إلى تكثيف الضغط على حركة حماس، زاعمةً أن آلاف المقاتلين انتقلوا شمالًا بعد انسحاب قوات الاحتلال من المحور في وقت سابق.

وفي الوقت نفسه، أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن التحركات العسكرية تشمل تقدمًا بريًا بعمق 3 كيلومترات داخل قطاع غزة، باتجاه محور نتساريم (صلاح الدين)، وسط قصف مكثف يستهدف مواقع متفرقة في القطاع.

من جهته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن "القوات الإسرائيلية بدأت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عمليات برية مركزة في وسط وجنوب قطاع غزة بهدف توسيع المنطقة الأمنية وإنشاء منطقة عازلة جزئية بين شمال وجنوب القطاع". وأضاف أن "في إطار هذه العمليات، سيطرت القوات على محور نتساريم وأعادت توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة". وذكر أنه تقرر استدعاء لواء غولاني إلى غلاف غزة استعدادًا للعمل داخل القطاع.

انسحاب اللجنة الأمنية وتفاقم أزمة التنقل

تزامن التصعيد الإسرائيلي مع انسحاب اللجنة الأمنية المشتركة (المصرية - القطرية - الأميركية) من محيط الحاجز الذي كان يشرف على تفتيش المركبات على طريق صلاح الدين، الواصل بين جنوب وشمال القطاع.

وأفادت مصادر محلية بأن انسحاب اللجنة أدى إلى توقف شبه كامل لحركة المرور عبر الطريق الرئيسي، مما زاد من صعوبة تنقل المواطنين الفلسطينيين، وأجبرهم على اللجوء إلى شارع الرشيد الساحلي كبديل، رغم استمرار القصف الإسرائيلي العنيف في المنطقة.

تهديدات بالتهجير القسري

في تصعيد خطير، أطلق وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدات مباشرة بتهجير سكان غزة، معلنًا في تصريحات متلفزة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية أن "إسرائيل ستبدأ بإخلاء السكان من مناطق المعارك بشكل مكثّف".

وأضاف كاتس: "هذه آخر رسالة تحذير لسكان غزة، وما شهدتموه من غارات جوية ليس سوى البداية. القادم سيكون أشد قسوة، وستدفعون الثمن بالكامل".

وفي تأكيد على نية إسرائيل تهجير سكان غزة قسريًا، قال كاتس: "إذا لم يُفرج عن جميع الرهائن الإسرائيليين ولم يتم القضاء على حماس في غزة، فستتحرك إسرائيل بقوة غير مسبوقة". وأضاف: "اقبلوا نصيحة الرئيس الأميركي: أفرجوا عن الرهائن وتخلصوا من حماس، وستفتح أمامكم خيارات أخرى، بما في ذلك الذهاب إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب. أما البديل فهو الدمار والخراب الكامل"، على حد تعبيره.

تصعيد مفتوح

وسط هذه التطورات المتسارعة، تبدو الأوضاع في غزة أكثر تعقيدًا مع استمرار القصف الإسرائيلي واتساع نطاق العمليات العسكرية. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يكون مقدمةً لتنفيذ مخطط التهجير الجماعي للفلسطينيين من القطاع، في ظل غياب أي مؤشرات على نية الاحتلال وقف عدوانه أو العودة إلى الالتزام باتفاقيات التهدئة.