19-أغسطس-2022
مقاربات إسرائيلية أمريكية مختلفة بشأن التعامل الأمثل مع الملف النووي الإيراني (الأناضول)

مساعٍ إسرائيلية لوقف مفاوضات الاتفاق النووي (Getty)

ضاعفت إسرائيل من جهودها الرامية إلى منع التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران على أساس مسودة الاتحاد الأوروبي للاتفاق التي تلقتها طهران والولايات المتحدة بشكل إيجابي. وفي هذا الصدد نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع  قوله إن رئيس الوزراء يائير لبيد نقل رسالة صارمة  إلى المستشار الألماني أولاف شولتز والبيت الأبيض في واشنطن مفادها ضرورة "إنهاء جهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران"، مؤكدًا أن أي موقف غير هذا ينم عن ضعف. كما أكدت الرسالة حسب رويترز أن المسودة الأوروبية تخرق ما سمتها الخطوط الحمراء لإدارة بايدن وتتجاوز حدود الاتفاق النووي لعام 2015.

ضاعفت إسرائيل من جهودها الرامية إلى منع التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران على أساس مسودة الاتحاد الأوروبي

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكي نيد برايس قد أكد وجود اختلافات وصفها بالتقنية بين موقف واشنطن وتل أبيب من الاتفاق المرتقب. وفي إطار الجهود الإسرائيلية الرامية إلى منع الاتفاق، من المنتظر أن يتوجه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المحادثات مع الحليف الأمريكي لثنيه عن توقيع الاتفاق الذي تتحدث أوساط أمريكية وأوروبية وحتى إيرانية أنه بات وشيكًا وقد يكون مع مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل.

وفي ذات السياق نقلت رويترز عن المسؤول الإسرائيلي الذي وصفته بالرفيع أن يائير لبيد، وبالإضافة إلى  المستشار الألماني شولتز، تواصل مع كل من رئيس لجنة الشرق الأوسط المنبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي تيد دويتش، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدز. المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث لوكالة "رويترز"، قال إن "الوقت حان لإنهاء المحادثات مع إيران"، مُضيفًا أن "أي شيء آخر يبعث برسالة تنم عن ضعف". وتابع: "حان الوقت للجلوس والتحدث عمّا يجب القيام به في المستقبل من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي".

يائير لبيد نقل رسالة صارمة  إلى المستشار الألماني أولاف شولتز والبيت الأبيض في واشنطن مفادها ضرورة "إنهاء جهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران"

وكانت مصادر إيرانية قد أكدت اليوم الجمعة أنه بموجب المسودة الأوروبية "سيتم رفع معظم العقوبات عن إيران لا سيما منها تلك المؤثرة في حياة الإيرانيين والاقتصاد الإيراني". وبالتزامن مع انفراجة محتملة في المفاوضات، تصاعدت وتيرة المخاوف في إسرائيل، تحديدًا عقب الرد الإيراني على مسودة الاقتراح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، والاستعداد الأمريكي للعودة إلى الاتفاق سريعًا على قاعدة المقترح الأوروبي الذي لم توافق عليه إسرائيل بعد.

وكانت وسائل إعلام عبرية بينها التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "كان"، قد أعلنت أن الحكومة الإسرائيلية كثفت في الأيام الماضية اتصالاتها مع الحليف الأمريكي من أجل حثه على عدم تقديم أي تنازلات لإيران فيما يخص ظروف وشروط مسودة الاتفاق النووي التي طرحها الاتحاد الأوروبي، وذلك في إشارة إلى المطالب الثلاثة التي قالت الخارجية الإيرانية إنها طلبتها من واشنطن ووافقت على مطلبين منها، أحدهما على صلة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران بعد انسحاب الإدارة السابقة برئاسة ترامب من الاتفاق النووي بشكل أحادي.

تصاعدت وتيرة المخاوف في إسرائيل بعد الرد الإيراني على مسودة الاقتراح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، والاستعداد الأمريكي للعودة إلى الاتفاق سريعًا

وقالت القناة الإسرائيلية إن تل أبيب "تتخوف من إبداء واشنطن تنازلات في كل ما يتعلق بملفات التحقيق حول خروقات طهران لالتزاماتها النووية التي بحوزة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، منوّهة في هذا الصدد إلى أن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن سبق وأن أعطت لإسرائيل التزامًا "بعدم سحب ملفات التحقيق ضد إيران المتعلقة بخروقاتها لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي".