02-مايو-2018

تظاهرة في روما ضد إقامة السباق في إسرائيل (Getty)

بلغة لا تخلو من الحماس، وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية "جيرو إيطاليا" أو طواف إيطاليا بأنه أهم حدث تاريخي تستضيفه إسرائيل في تاريخها، وهو سباق للدراجات الهوائية من المقرر أن يبدأ في القدس يوم الجمعة القادمة ويستمر فيها لـ21 يومًا.

وبحسب الإفادات الصحفية  فإن إسرائيل قد دفعت 10 ملايين يورو لاستضافة سباق الدرجات الهوائية "جيرو إيطاليا"، كجزء من جهودها الدعائية، التي تحاكي نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، من أجل استخدام الرياضة لإخفاء نظام الاحتلال العسكري ونظام الفصل العنصري الذي فرضته منذ عقود على الشعب الفلسطيني.

تنظيف صورة الاستعمار والفصل العنصري

لأول مرة منذ تاريخ تأسيسه، يجرى سباق الدرجات الهوائية "جيرو دي إيطاليا" أو طواف إيطاليا خارج أوروبا منذ تأسيسه عام 1909، وهو ما كان سبب حماس إسرائيل، التي استثمرت ملايين الشواقل من أجل هذه اللحظة. وحسب هآرتس، فإن "الرجل الذي يقف وراء هذا الجهد هو سيلفان آدامز، وهو مالك شركة عقارية يهودية كندية، يقدر صافي أعمالها بـ 1.7 مليار دولار انتقلت إلى إسرائيل قبل عدة سنوات. وقد ساهم بمبلغ 70 مليون شيكل/19.5 مليون دولار لجلب السباق إلى إسرائيل". ويرى سيلفان أن هناك هدفين أساسيين من وراء نقل سباق الدراجات الهوائية إلى إسرائيل، أولهما أن يكون السباق أداة من أدوات القوة الناعمة للبلاد لإظهار إسرائيل للعالم كبلد سياحي جميل، كما فعلت فرنسا وكذلك الإيطاليون، أما السبب الآخر فهو هوس الرجل بالسباق، و"يا حبذا لو كان الأمر على أرض الميعاد" حسب وصفه.

تعتمد وزارة السياحة الإسرائيلية على سباق "جيرو إيطاليا" من أجل زيادة عدد السائحين ورفعه إلى 5 ملايين سائح، مقارنة بـ 3.6 ملايين سائح في العام الماضي، وقد أنفقت وزارة السياحة الإسرائيلية  نفسها على الحدث 6.25  مليون شيكل/ 2 مليون دولار، معولة على القدر الكبير من الصحفيين القادمين من 195 دولة، ليروا المناظر الخلابة وليستمتعوا بالطقس الجيد ويغطوا فعاليات السباق ومساره.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يساهم "مناهضو التطبيع" في تفتيت الإجماع ضده؟

وكعادة إسرائيل، فقد أرادت في افتتاحية سباق "جيرو إيطاليا"، أن تستعرض الأمر الواقع وأن تفرضه على العالم. فعندما تم عرض المسار الكامل لإصدارعام 2018 من السباق المرموق رسميًا في إيطاليا، يوم الأربعاء الماضي، تم إدراج "القدس الغربية" باعتبارها المدينة المضيفة للمرحلة الأولى. وحسب ما ورد في صحيفة جروزالم بوست، فقد سارع كل من وزيرة الرياضة ميري ريجيف ووزير السياحة ياريف ليفين إلى التهديد بإلغاء شراكة إسرائيل في السباق إذا لم يتم حذف كلمة الغربية من "القدس"، فهناك، على حد تعبيرهم، عاصمة واحدة لإسرائيل لا شرقية ولا غربية. وتم بعد ذلك التراجع عن الأمر تلبية لمطالباتهما.

مشاركة بحرينية وإماراتية.. مزيد من المباركة والتطبيع ودعوات للمقاطعة

كامتداد لجسور التطبيع والتواصل مع إسرائيل، التي تدشنها الإمارات والسعودية ومعهما البحرين في الفترة الماضية، تشارك أبوظبي في سباق "جيرو إيطاليا" من خلال دعمها التمويلي والدعائي للمتسابق فابيو آرو و فريقه، بينما تدعم البحرين فريقًا آخر وهو بوزوفيفو الإيطالي.

وتحت شعار "غيروا موقع السباق"، أفادت حركة مقاطعة إسرائيل أن "جيرو إيطاليا" اق سيكون في إطار احتفال إسرائيل بالعيد السبعين لتأسيسها، وهو التاريخ الذي أجبرت العصابات الصهيونية فيه أكثر من مليون مواطن فلسطيني على ترك منازلهم. ودعت الحملة إلى نقل "جيرو إيطاليا" من إسرائيل من أجل ألا يكون محاولة للتستر على جرائم إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

اقرأ/ي أيضًا: مباراة السعودية فلسطين.. بين رفض التطبيع ورعايته

وانتشرت دعوات مقاطعة سباق "جيرو إيطاليا" أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها موقع تويتر، الذي فاض بالتغريدات الداعية للمقاطعة العربية لهذا الحدث الرياضي.

 

 

 

جدير بالإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتورط فيها البحرين في التطبيع على المستوى الرسمي، سواء لناحية اللقاءات بمسؤولين إسرائيليين أو زيارة الأرض المحتلة، أو حتى استضافة إسرائيليين لديها. أما بالنسبة لأبوظبي فأمر التطبيع أمسى من المعتاد والمألوف المستمر من المناورات العسكرية المشتركة، مرورًا بالتعاون الاستخباري، وحتى تفاصيل المشاريع الرياضية والثقافية المتعددة التي تحاول أبوظبي التسلل بالتطبيع إلى الوعي العربي عبرها وشراء الصمت الأمريكي عبر مغازلة إسرائيل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تطبيع أبوظبي والرياض مع إسرائيل.. اتهمْ قطر لتنجو بجريمتك!

عشقي في تل أبيب.. تعقيب بشأن التطبيع