20-يوليو-2022
لا اختراقات كبيرة في قمة طهران (ارنا)

لا اختراقات كبيرة في قمة طهران (ارنا)

أسدل الستار على أعمال القمة الثلاثية المنعقدة في طهران بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، واستحوذ الملف السوري على النصيب الأكبر من مناقشات القمة بالإضافة إلى ملف إيران النووي وتداعيات الحرب على أوكرانيا.

أسدل الستار على أعمال القمة الثلاثية المنعقدة في طهران بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

وتم الإعلان على هامش القمة عن عقود شراكة كبيرة في مجال الطاقة بين روسيا وإيران، ما حدا ببعض المتابعين إلى اعتبار القمة ردًّا عمليًا على قمة جدة وزيارة بايدن للمنطقة التي أكّدت العودة الأمريكية لسد الباب أمام التغلغل الروسي والصيني فيها من جهة، والتزام بايدن بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي وممارسة المزيد من الضغوط عليها من جهة ثانية.

وفي التفاصيل ناقش الرؤساء المشاركون في قمة طهران مسار أستانا بشأن سوريا، حيث قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن "مسار أستانا هو إطار ناجح لحل سلمي للأزمة السورية"، محمّلًا المجتمع الدولي مسؤولية حل أزمة النازحين واللاجئين السوريين، ومؤكدًا دعم بلاده أي مبادرة لحل قضيتهم. ولم يفوت رئيسي الفرصة لترديد الموقف الإيراني بأن السيادة السورية خط أحمر وأن "الوجود الأمريكي "غير الشرعي هناك هو سبب عدم الاستقرار بحسب وصفه. علمًا بأن إيران تتواجد في سوريا عسكريًا من خلال الحرس الثوري ومليشيات شيعية إيرانية، لكنها تعتبر هذا الوجود شرعيًا لأنه بطلب من النظام السوري الذي ثار عليه الشعب.

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقال في مستهلّ كلمته بأن "القمة فرصة لإجراء حوار فعّال يتيح لسوريا تحديد مستقبلها دون تدخل خارجي"، متجاهلًا هو الآخر الدور الذي تقوم به بلاده التي تدخلت لإنقاذ النظام من السقوط. وتطرق بوتين الحريص على منع العملية العسكرية التركية المرتقبة في الشمال السوري والطامح إلى إعادة كامل الأراضي السورية إلى قبضة نظام الأسد، إلى التعزيزات العسكرية التي دفعت بها تركيا مؤخرًا، حيث عبّر عن قلق موسكو بشأن مخاطر المناطق التي توجد خارج سيطرة النظام السوري.

كما لم يفوّت الفرصة للتطرق إلى موضوع المساعدات الإنسانية بعد الفيتو الروسي ضد تجديد آلية إدخال المساعدات للمناطق المحررة، في مسعى منه لوضع النظام السوري يده على تلك المساعدات، حيث قال إنه يجب أن "نتأكد من قيام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتقديم مساعدة لسوريا دون أهداف سياسية أو شروط مسبقة" على حد تعبيره.

بدوره مرّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجموعة من الرسائل في كلمته التي أصرّ فيها على اجتثاث بؤر الإرهاب في سوريا، في إشارة إلى الفصائل الكردية التي تستهدفها تركيا بعمليتها العسكرية المرتقبة، قائلًا في هذا الصدد "إن وحدات حماية الشعب الكردية تتخذ خطوات لتقسيم سوريا بدعم أجنبي، وإن تخليص البلاد منها سيعود بالفائدة على الشعب السوري". وشدّد أردوغان على أن أنقرة تنتظر الدعم من روسيا وإيران، بصفتهما دولتين ضامنتين لمسار أستانا، في كفاحها ضد الإرهاب بسوريا.

تم الإعلان على هامش القمة عن عقود شراكة كبيرة في مجال الطاقة بين روسيا وإيران، ما حدا ببعض المتابعين إلى اعتبار القمة ردًّا عمليًا على قمة جدة

وسبق للروس والإيرانيين أن أبدوا تفهمهم لمخاوف تركيا الأمنية، لكن أردوغان قال إن "الكلمات لوحدها ليست كافية"، مشددًا على أن بلاده ستواصل معركتها ضد وحدات حماية الشعب والمليشيات الأخرى دون النظر لمن يدعمها. وبشأن عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا اعتبر أردوغان أن ذلك الأمر منوط أساسًا بنقطتين رئيسيتين هما: تحقيق تقدم في جهود الحل السياسي بسوريا وعدم تعرض الراغبين بالعودة إلى بلادهم لمعاملة سيئة.