إسبانيا ترفض الرياضيين الإسرائيليين: مطالبات بإلغاء مباراة في الدوري الأوروبي لكرة السلة
8 أكتوبر 2025
طالب رئيس بلدية مدينة لا لاغونا الإسبانية، لويس ييراي غوتييريز، المجلس الأعلى للرياضة وعددًا من المؤسسات العليا بإلغاء المباراة المرتقبة بين فريق CB Canarias المحلي وفريق بني هرتسليا الإسرائيلي، المقررة في 14 تشرين الأول/أكتوبر ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا لكرة السلة، والتي ستُقام في صالة سانتياغو مارتين، بالمدينة التي تقع في جزر الكناري.
وحسب ما نقلت صحيفة "ماركا"، فإن غوتييريز، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، صرّح لإذاعة "راديو كلوب تينيريفي" بأن موقف المؤسسات الرياضية يجب أن يكون واضحًا، مؤكدًا أن الأمر لا يتعلق فقط بالصورة العامة، بل بموقف أخلاقي تجاه السلوك الوحشي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة. وأضاف أن السلطات المحلية على علم بإمكانية حدوث احتجاجات في المدينة اعتراضًا على مشاركة الفريق الإسرائيلي، مما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة.
رئيس بلدية مدينة لا لاغونا الإسبانية يرفض استضافة مدينته لناد إسرائيلي، ضمن منافسات الدوري الاوروبي لكرة السلة
هذا الموقف ليس الأول من نوعه، إذ سبق لغوتييريز أن عبّر عن رفضه مرور سباق "فويلتا إسبانيا" عبر لا لاغونا في حال مشاركة فريق إسرائيلي فيه، ما يعكس اتساقًا في موقفه الرافض للتطبيع الرياضي مع إسرائيل، وسط الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة.
من جهته، أعرب رئيس نادي CB Canarias، أنيانو كابريرا، عن تفهمه للموقف السياسي، مؤكدًا أن النادي يدرس جميع الخيارات الممكنة لضمان الأمن، بما في ذلك إقامة المباراة بدون جمهور، مع استبعاد اللعب في ملعب محايد.
هذه الدعوات تأتي في سياق سلسلة من الأحداث المشابهة في إسبانيا، أبرزها إلغاء المرحلة الأخيرة من سباق "فويلتا إسبانيا" في مدريد بعد احتجاجات واسعة شارك فيها نحو 100 ألف شخص، اعتراضًا على مشاركة فريق "إسرائيل بريميير تيك". كما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى منع إسرائيل من المشاركة في المسابقات الرياضية الدولية، متهمًا إياها باستخدام الرياضة لتبييض عدوانها على غزة، وهو ما ردت عليه إسرائيل بحظر دخول اثنين من وزراء الحكومة الإسبانية إلى أراضيها.
الجدل امتد أيضًا إلى مهرجان "يوروفيجن"، حيث ألمح الحزب الاشتراكي إلى إمكانية رفض مشاركة إسبانيا إذا استمرت إسرائيل في الحضور، وسط تلميحات غير رسمية بإمكانية انسحاب إسبانيا من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل، رغم عدم صدور قرار رسمي بهذا الشأن.
تُظهر هذه التطورات كيف أصبحت الرياضة في إسبانيا ساحة للتعبير السياسي والاحتجاج على سياسات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع تصعيد الاحتلال لعدوانه على القطاع، وارتكابه "باعتراف أممي" جريمة إبادة جماعية، ما يضع المؤسسات الرياضية أمام تحديات غير مسبوقة في التوفيق بين المنافسة الرياضية والمواقف الأخلاقية والسياسية.