13-فبراير-2017

إدوارد نورتون (The Talks)

إدوارد نورتون (1969) ممثّل ومخرج وناشط بيئيّ واجتماعيّ، رشّح في العديد من المرات لجائزة الأوسكار مثل "American History X" و"Primal Fears" و"Birdman"، وحاز العديد من الجوائز المهمّة الأخرى، مثل جائزة غولدن غلوب عن دوره في فيلم "Primal Fears"، بالإضافة إلى فيلم "Fight Club"، الذي يعدّ من أكثر الأفلام تأثيرًا وإثارة للجدل المستمرّ منذ التسعينيات. هذه ترجمة لنص المقابلة التي أجريت مع نورتون على موقع "The Talks".


  • سيّد نورتون، متى أدركت أنّك ممثّلٌ جيّد؟

حين كنت أصغر سنًّا كنت أمرّ في تلك اللحظات التي أدرك بها أنّني أشعر بقدر كبير من الأريحيّة، وكنت أتفاجأ من قدر التلقائيّة التي ألاحظها في نفسي، خاصّة حين لا يكون الأمر موجّهًا، وقلت حينها "هذا هو ما يجدر بي أن أسعى إليه، إنه الشعور بالتلقائية. ما زلت أذكر حين عملت في المسرح لعدّة سنوات وكنت أقول لنفسي دومًا: "هذا جيّد، هذا أمر فياض بالمشاعر ونجد فيه الكثير منها" وكنت أشعر بالأثر الذي يترتب على كل ذلك. 

إدوارد نورتون: من الصعب أن تذهب كلّ يوم للعمل وتشعر بنفس القدر من القوّة في ما تفعله

  • هل مررت بمواقف كان يصعب عليك الوصول لذلك الشعور؟

نعم، هنالك مواقف كنت أبدأ بها شيئًا جديدًا وأشعر ببرود تجاهه، وأنّني أتظاهر به وحسب في حالة من الضياع. من الصعب أن تذهب كلّ يوم للعمل وتشعر بنفس القدر من القوّة في ما تفعله. هنالك العديد من المواقف التي رحت أسأل نفسي بها: "ماذا الذي تفعله؟"، ولم يكن لديّ أدنى فكرة حقًّا عما أمرّ به.

اقرأ/ي أيضًا: أودري تاتو.. من هو الفنّان؟

  • ولكنّ التمثيل يمنحك السعادة في النهاية؟

نعم، أعتقد ذلك. الأمر كذلك يتعلق بإقامة التوازن بين تفكيرك المنطقيّ وذلك الإبداع المندفع الذي قد يأتي أحيانًا من الفوضى. والأمر بالنسبة إليّ لا يحتمل سوى التوازن. إنّ الجانب الفكريّ من التمثيل والرغبة في الوصول إلى الكمال أمران مرهقان، ولكنّ المتعة تكمن في التلقائية، ولا بدّ من شيء من التوازن بين جانبي هذه التجربة. ولكنّ التمثيل ممتع، نعم، ولا معنى في المشاركة في فيلم ما إن لم تجد في ذلك متعة.

  • هل شعرت عند نقطة ما أنّ ضغط العمل تجاوز قدرتك على التحمّل؟

نعم، طبعًا.

  • ومتى تصل بك الأمور إلى هذا الحد؟

يمكن أن يحدث ذلك في مواقف مختلفة. يمكنني أن أدرك أنّني أعمل أكثر من اللازم إن بدأت بالتراخي في الأداء وأنّ هنالك أشياء أخرى أريد أن أفعلها. لا يجدر أن يعمل أحدٌ في التمثيل إن كان هذا العمل لا يزيد من إبداعه. جزء من الحلّ قد يكون في التقليل من حجم العمل، وعدم الانتقال من فيلم إلى آخر وهكذا دون توقّف.

  • هل تحضّر نفسك كثيرًا قبل البدء بأي فيلم جديد؟

التحضير أمرٌ في غاية الأهمّية. أبدأ أحيانًا بالتفكير في عدّة أمور، كالملابس والموسيقى والأصوات. قد يكون كلامي غريبًا، ولكنّي أشعر أحيانًا أن تحديد نوع وشكل الملابس قد يساعد حقًّا في استبطان شخصيّة ما. والأمر مختلف في كل فيلم، فأحيانًا تكون الموسيقى، وأحيانًا أخرى يكون الصوت هو العامل الأهم.

  • الصوت؟

طبعًا. كنت أحضّر مرّة لأحد الأفلام وأمضيت بعض الوقت أتحدّث إلى بعض النزلاء في سجن قرب ديترويت، والتقيت بشخص هناك كان له صوت عجيب جدًّا، كأنّه صوت احتكاك الورق الخشن بالزجاج. وقد نجحت بتقليده نوعًا ما، ولكنّ صوته كان أكثر قوّة.

  • وكيف يتاح لك فعل ذلك؟ هل تتصل بإدارة سجن ما، وتعرّف عن نفسك، ثم يسمحون لك اللقاء مع السجناء؟

لا، ففي تلك الأماكن كلّ شيء مضبوط بشكل كامل. ولكن في السجون أقسام للعلاقات العامّة ويمكن التواصل معهم من أجل ترتيب لقاء في غرف اجتماعات خاصّة. والأمر ليس منفلتًا أبدًا. فلا أستطيع أن أدخل إلى مهاجع السجناء، بل السجين يحضر إلى غرفة اجتماعات صغيرة.

اقرأ/ي أيضًا: أليسيا فيكاندر: الألم الذي يمكنك احتماله يتغيّر

إدوارد نورتون: أعتقد أنّ الأضواء والشهرة تؤثّر على جودة حياتك

  • هل ابتعادك عن الأضواء يساعد أعمالك على التميّز أكثر في عالم السينما؟

نعم. أعتقد أنّ الأضواء والشهرة تؤثّر على جودة حياتك كما تؤثر على الطريقة التي يراك بها المشاهدون على الشاشة. بالنسبة لي، هذه الأمور تقف عائقًا بين الجمهور والشخصيّة التي تحاول أن تبعث الحياة فيها كممثّل، وليس من الجيّد أن يكون هذا كلّ هذا "التلوّث" موجودًا بينهما بين المشاهد والشخصيّة التي يراها.

  • بعضهم يقولون إنّه لم يعد من الممكن بمقدار تدخّل الإعلام في حياتك الخاصّة؟

أعتقد أنّ الأمر بشكل عامّ يمكن أن يكون تحت السيطرة، وثمّة مجال للمناورة. قد يتطلّب إتقان ذلك بعض الوقت وأن تستمر في أداء ما ترغب في فعله، وأن تحدّ من كل تلك الأشياء التي تنتقص من قيمة عملك.

  • هل تشعر بالقلق إن لم يحظ أحد أفلامك بالانتشار الذي تتوقّعه؟

لا أبدًا. جميع أفلامي تشترك بدافع مشترك بينها. وفي العامين الأخيرين كذلك كانت هنالك أفلام أكثر استقلاليّة. خذ مثلًا فيلم "The Illusionist" وهو فيلم لم يبذل فيه جهد كبير للتوزيع، ولكنّه حقّق نتائج جيّدة جدًّا. فإن جعلت هذا الأمر معيارًا لنجاحك، فإنّك ستعرّض نفسك لقدر كبير جدًّا من الأذى، ولديّ الكثير من التجارب بخصوص ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: تارانتينو: لا أعتزم الاستمرار في إنتاج الأفلام

إدوارد نورتون: جميع أفلامي تشترك بدافع مشترك بينها.

  • ماذا تقصد؟

هنالك التجربة التي تمرّ بها عند الصدور الأوّلى للفيلم وتقييم المشاهدين له بعد ذلك، ولكنّك تدرك أيضًا أنّ العديد من الأفلام هذه الأيام تشكّل علاقتها الخاصّة مع المشاهدين مع الزمن، فتبدأ تمتلك تقديرًا أكبر لعامل الزمن. لا أدري إن كان من الممكن مثلاً إنتاج فيلم "Fight Club" الآن، ولكن هنالك دومًا أمر يظهر ويخالف التوقّعات السلبيّة التي تحيط بعمل ما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ميلا كونيس: لا ترفعك هوليوود إلا لتطيح بك

جوليان مور: مخيف أن تموت أحاسيسنا