30-يونيو-2018

قد يسلم بوتين إدوارد سنودن كهدية لإدارة دونالد ترامب (Getty)

من المحتمل أن إدوارد سنودن، وهو عميل سابق لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، سيكون ضحية الود الأمريكي الروسي في الفترة الأخيرة، حيث يُنتظر أن يطالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره الروسي بتسليمه، إذ تتهمه الولايات المتحدة بتسريب معلومات سرية من وكالة الأمن القومي للإعلام. وكما يبين هذا التقرير المترجم من صحيفة الغارديان البريطانية، فقد وجه سنودن نقدًا لاذعًا للحكومة الروسية، فيما بدا أنه تجسيد لمخاوف جدية من تسليمه.


وجه إدوارد سنودن، الذي سرب بيانات وكالة الأمن القومي، أشد انتقاداته للحكومة الروسية حتى الآن واصفًا إياها بشكل واضح "بالفاسدة". وتعني تعليقاته هذه أن القمة الأمريكية الروسية المُقترحة في هلسنكي في 16 تموز/يوليو قد تشكل خطرًا عليه إذا طلب دونالد ترامب من فلاديمير بوتين تسليمه. وسنودن مطلوب في الولايات المتحدة على خلفية ثلاثة اتهامات بموجب قانون التجسس، تصل عقوبتها إلى ما لا يقل عن 10 سنوات في السجن. ويستطيع بوتين أن يفاضل بين القيمة الدعائية المتولدة عن السماح لسنودن بالبقاء في روسيا، أو تقديم هدية سهلة لترامب.

واجه سنودن انتقادات حادة في أول عامين من مقدمه إلى روسيا لعدم انتقاده حكومة بوتين، لكنه بالتدريج صار أكثر جرأة

في مقابلة له مع صحيفة daily Süddeutsche Zeitung الألمانية، قال سنودن الذي يعيش في روسيا منذ عام 2013، إن "الحكومة الروسية فاسدة في نواح كثيرة، وهو أمر يدركه الشعب الروسي. الشعب الروسي ودود وذكي، وروسيا بلد جميلة. الحكومة هي المشكلة وليس الشعب".

واجه سنودن انتقادات حادة في أول عامين من مقدمه إلى روسيا لعدم انتقاده حكومة بوتين، لكنه بالتدريج صار أكثر جرأة، بما في ذلك دفاعه عن الصحفيين.

وروسيا هي الملاذ الآمن الوحيد في العالم لسنودن. فالصين لم تسمح له بالوصول إلى البر الرئيسي عندما كان في هونغ كونغ في عام 2013. ولا ألمانيا، حيث يوجد دعم عام قوي لسنودن، ولا أي دولة أوروبية أخرى تبدو راغبة في الاصطدام بالولايات المتحدة من خلال توفير ملجأ آمن له. وإذا وصل إلى أمريكا اللاتينية أو أي مكان آخر في العالم، تستطيع الولايات المتحدة أن تمارس ضغطًا اقتصاديًا أو ترسل فريقًا من وكالة المخابرات المركزية لخطفه.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Snowden": وهم الحرية في عالم الفاشية الذكية

وقال سنودن: "لقد تقبلت بالفعل مصيري بأن أقضي حياتي في التعامل مع العواقب الوخيمة لقراري بإخبار الجمهور بما أعرفه. ولكن إن لم يكن من أجلي أنا، فبكل تأكيد يجب على ألمانيا أن تمرر القوانين اللازمة للسماح لمسربي البيانات في المستقبل بإيجاد ملجأ آمن".

وأضاف: "إذا ظهر مسرب بيانات روسي على عتبة باب المستشارة أنجيلا ميركل، فإنها ستحميه "ولكن إذا كان هذا المسرب أمريكيًا؟ لم تتم الإجابة على هذا السؤال بعد".

كما أعرب عن خيبة أمله إزاء موقف ميركل العام بشأن مسربي البيانات، مبينًا: "تحدثنا كثيرًا عن روسيا في الوقت الحالي وعن خيبات الأمل والتحديات التي يواجهها الشعب بسبب مشاكل حكومتهم. ما الرسالة التي تصل إلى العالم إذا كان المكان الآمن الوحيد لمسرب بيانات أمريكي هو روسيا؟".

وبسؤاله عن جوليان أسانج ناشر ويكيليكس الذي تتم مقارنته معه كثيرًا، قال "أنا إصلاحي، وهو ثوري. أنا لا أريد أن أحرق النظام إذا كنت أظن أنه لا يزال قابلًا للإنقاذ".

وعلى الرغم من أن أسانج ساعد في تنظيم هروب سنودن من هونغ كونغ، إلا أن لكليهما الكثير من وجهات النظر المختلفة، منها كم المعلومات السرية التي يجب نشرها، وتفضيل سنودن اتباع نهج أكثر انتقائية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 10 تسريبات لوثائق سرية سياسية على مدار أكثر من 200 عام

ما بعد زمن الأخ الأكبر