أرسلت مجموعة ناشطة تدافع عن الحق في "التعدّد الأخلاقي" للعلاقات الزوجية والعاطفية، رسالة مفتوحة إلى شركة ميتا، المالكة لتطبيق فيسبوك، تتضمن دعوة لإتاحة المزيد من الخيارات المتعلقة بـ"الحالة الاجتماعية" في ملفات المستخدمين.
خيارات الحالة الاجتماعية على تطبيق فيسبوك تشتمل بالفعل على خيار "في علاقة مفتوحة" لكن العريضة تطالب بإتاحة تحديد الشركاء على الحساب
وبحسب ما أوضحت نيويورك تايمز، فإن الرسالة أتت كمبادرة من مؤسسة تطلق على نفسها اسم "منظمة تعدد العلاقات العاطفية والتعدد الأخلاقي" (Organization for Polyamory and Ethical Non-monogamy)، والتي تختصر باسم (OPEN)، والتي يقابلها كلمة "مفتوح" باللغة العربية. وقد قال القائمون على المؤسسة في رسالتهم إلى فيسبوك إن السياسة الحالية لتحديد الوضع الاجتماعي للمستخدم على فيسبوك "اعتباطية" وتنضوي على "إقصائية". وقد وقع على العريضة العديد من المجموعات والفعاليات الناشطة في مجال الحرية الجنسية، إضافة إلى مركز "الجنسانية الإيجابية" (Center for Positive Sexuality)، وهو أحد أبرز المؤسسات المعنية بالحريات الجنسية في الولايات المتحدة.
من جهتها قالت شركة ميتا على لسان ناطق باسمها إن الشركة تعكف على مراجعة الرسالة، مؤكدة على أن خيارات الحالة الاجتماعية على تطبيق فيسبوك تشتمل بالفعل على خيار "في علاقة مفتوحة". إلا أن العريضة المقدمة للشركة تطالب التطبيق بتوفير خيار إضافة جميع الشركاء العاطفيين والأزواج على حساباتهم، في حال كانوا في علاقة مشتركة أو زواج متعدد أو منخرطين في عدة علاقات عاطفية توافقية.
في الولايات المتحدة، تبلغ نسبة الأشخاص الذي يقولون إنهم دخلوا في علاقات تعدّدية بالتوافق مع شركائهم أو أزواجهم حوالي 20 بالمئة، وذلك وفق دراسة تعود للعام 2017. إلا أن مفهوم التعدد في الثقافة الأمريكية المعاصرة يندرج تحته عشرات الأوصاف والتنويعات، من أبرزها مفهوم "تعدد الحب" أو "تعدد العلاقات العاطفية" (Polyamory)، والذي يعني مواعدة عدة أشخاص على نحو عاطفي في وقت واحد، إضافة إلى فكرة "التبادل"، والتي تعني أن يقوم أشخاص مرتبطون بتبادل الشركاء بين بعضهم البعض في مناسبات أو أوقات معينة.
أما آخر المفاهيم التي أضافتها مؤسسة "أوبن" إلى قائمتها، فهو مفهوم "أناركية العلاقات"، (Relationship Anarchy)، وهي حالة يقوم بها الشريك بتجاوز كل الأعراف المتوقعة في العلاقات العاطفية، ويضع فيها قواعد خاصة بالاتفاق مع الشريك الآخر المعني بالعلاقة.
وبحسب القائمين على المؤسسة، فإن "التعددية الأخلاقية في العلاقات" ليست أمرًا جديدًا، إلا أنها توسعت في تطبيقاتها بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث ساعد ذلك على بناء مجتمعات دعم وتشارك في هذا النمط من الحياة الذي قد لا يعد مقبولًا في الثقافة السائدة في الولايات المتحدة أو غيرها من الدول.
وقد حدثت طفرة في الآونة الأخيرة في برامج البودكاست والكتب والأدلة التوجيهية والمختصين في مجال تعدد العلاقات العاطفية، إضافة إلى ظهور عدد من تطبيقات الهواتف الذكية المعنية بهذه الممارسة. وقد بلغ عبّر عن هذه الطفرة بالاهتمام بالموضوع نظريًا وعمليًا مقال على مجلة "فوغ" الشهيرة، جاء بعنوان "هل انتهى عصر العلاقة الأحادية؟" (Is Monogamy Over) وذلك للتعبير عن التقبل المتزايد لفكرة تعدد العلاقات وتعدد الأزواج في المجتمعات الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة.
كما بات العديد من الأشخاص والشخصيات العامة من كتاب ومؤثرين يكتبون بشكل منفتح أكثر حول تعدد علاقاتهم التوافقية، وكتبت الكثير من المقالات والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه التجربة ولقيت تفاعلًا كبيرًا على الإنترنت.
من بين هؤلاء تايلور فرانكي بول، وهي مؤثرة أمريكية على تيك توك، يتابعها حوالي 4 ملايين حساب، وقد تحدثت مؤخرًا في بث مباشر على حسابها عن تجربتها، وقالت إنها وزوجها متديّنان ومن رواد الكنيسة المرمومنية، إلا أنهما يمارسان نوعًا من "التبادل الناعم للأزواج" (Soft Swinging). إلا أن المثال الأبرز على العلاقات المفتوحة بين المشاهير هو ويل سميث وزوجته جادا بينكيت سميث، واللذان يعترفان بأنهما خاضا علاقة مفتوحة غير أحادية في فترة معينة من زواجهما.
كما تجدد النقاش حول "العلاقات المفتوحة" مؤخرًا بعد انفصال المغنية الشهيرة شاكيرا عن جيرارد بيكيه، والتي نقلت الصحافة الإسبانية أنهما كانا في علاقة مفتوحة بالتراضي، وأن سبب انفصالهما لا يتعلق بالخيانة حسب ما تداولت وسائل الإعلام.
بحسب بعض التقديرات فإن واحدًا من بين خمسة بالغين في الولايات المتحدة دخلوا في شكل من أشكال العلاقات المفتوحة في حياتهم"
بحسب بعض التقديرات فإن واحدًا من بين خمسة بالغين في الولايات المتحدة دخلوا في شكل من أشكال العلاقات المفتوحة في حياتهم". كما يتزايد تفضيل هذا النمط من العلاقات بين البالغين، خاصة بين الأفراد تحت سن ثلاثين عامًا في الولايات المتحدة.