04-مارس-2025
يواجه الطلاب الداعمين للقضية الفلسطينية في الجامعات الأميركية حملة غير مسبوقة (منصة إكس)

يواجه الطلاب الداعمين للقضية الفلسطينية في الجامعات الأميركية حملة غير مسبوقة (منصة إكس)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، أنها بدأت مراجعة شاملة للمنح والعقود الفيدرالية الممنوحة لجامعة كولومبيا، وذلك بسبب مزاعم تفيد بأن الجامعة لم تتخذ إجراءات كافية لمواجهة "معاداة السامية" وسط احتجاجات جامعية واسعة ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

تأتي هذه التطورات في وقت وقع فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا، بتوقف التمويل الفيدرالي عن الكليات والمدارس التي تسمح باندلاع احتجاجات.

تحولت جامعة كولومبيا إلى مركز للاحتجاجات الطلابية عقب الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث نصب المتظاهرون المؤيدون لفلسطين خيامًا داخل الحرم الجامعي، احتجاجًا على عمليات القتل التي طالت المدنيين الفلسطينيين في غزة

مراجعة منح بقيمة 5 مليارات دولار

وفقًا لبيان مشترك صدر عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ووزارة التعليم، وإدارة الخدمات العامة، سيتم مراجعة منح فيدرالية تقدر بــ5 مليارات دولار كانت ممنوحة للجامعة. كما أشار البيان إلى أن الجهات الفيدرالية المعنية ستدرس أيضًا إمكانية وقف العمل بعقود فيدرالية بقيمة 51 مليون دولار.

وتأتي هذه الخطوة تنفيذًا لأمر تنفيذي أصدره ترامب في كانون الثاني/يناير الماضي، يهدف إلى تسخير الموارد الفيدرالية لمكافحة "معاداة السامية" داخل الجامعات الأميركية.

انتقادات لجامعة كولومبيا

في تعليقها على القرار، قالت وزيرة التعليم الأميركية، ليندا مكماهون، إن "المؤسسات التي تتلقى تمويلًا فيدراليًا ملزمة بحماية جميع الطلاب من التمييز"، وأضافت: "ما يبدو أنه فشل من جامعة كولومبيا في الوفاء بهذا الالتزام الأساسي يثير تساؤلات جدية حول أهليتها لمواصلة التعامل مع حكومة الولايات المتحدة."

فيما أكد وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت ف. كينيدي الابن، هذه الرؤية في بيانه حول التحقيق، حيث قال:
"في السنوات الأخيرة، أدت الرقابة والروايات الزائفة لثقافة الإلغاء إلى تحويل جامعاتنا العريقة إلى بؤر لانتشار هذه الآفة الخطيرة."

وأضاف كينيدي أن "إعادة بناء الثقة داخل المجتمعات الأكاديمية تتطلب تعزيز حرية التعبير وتشجيع الحوار المفتوح"، مشيرًا إلى أن "الجهود الحالية تهدف إلى جعل أميركا أكثر استقرارًا من خلال ترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل والنقاش الحر داخل الجامعات"، وفق تعبيره.

دعم جمهوري للتحقيق

حظيت المراجعة الفيدرالية بدعم واسع من القيادات الجمهورية، الذين اعتبروا أن الأحداث الأخيرة في كولومبيا تعكس تصاعد "معاداة السامية" داخل الجامعات الأميركية، بالإضافة إلى ادعاءاتهم بـ "هيمنة الأيديولوجيات اليسارية المتطرفة على المؤسسات الأكاديمية".

رد الجامعة

أصدرت جامعة كولومبيا بيانًا أكدت فيه أنها تراجع الإعلان الفيدرالي، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة لمكافحة "معاداة السامية"، مع التأكيد على التزامها بضمان سلامة ورفاهية طلابها وهيئتها التدريسية والموظفين.

احتجاجات وانقسامات داخل الحرم الجامعي.

مركز للاحتجاجات الداعمة لفلسطين

تحولت جامعة كولومبيا إلى مركز للاحتجاجات الطلابية عقب الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث نصب المتظاهرون المؤيدون لفلسطين خيامًا داخل الحرم الجامعي، احتجاجًا على عمليات القتل التي طالت المدنيين الفلسطينيين في غزة. ما دفع برئيسة الجامعة، نعمت شفيق، إلى استدعاء الشرطة التي اعتقلت مئات الطلاب.

وأدت هذه التوترات إلى انقسام حاد داخل الجامعة، وبلغت ذروتها باستقالة شفيق، التي واجهت ضغوطًا متزايدة بسبب تصاعد الأزمة داخل الحرم الجامعي.

ورغم أن حدة الاحتجاجات قد تراجعت، إلا أنها لم تنتهِ تمامًا، حيث نظم متظاهرون مؤيدون لفلسطين اعتصامًا الأسبوع الماضي داخل كلية بارنارد، المرتبطة بجامعة كولومبيا.

تداعيات محتملة على تمويل الجامعات

يمثل التحقيق في جامعة كولومبيا سابقة قد تؤثر على مؤسسات أكاديمية أخرى، حيث قد تواجه جامعات أخرى تدقيقًا مشابهًا بشأن "سياساتها في التعامل مع قضايا التمييز ومعاداة السامية". ومن المتوقع أن يثير هذا التحقيق نقاشًا أوسع حول التوازن بين حرية التعبير داخل الجامعات.

في ظل هذه التطورات، تبقى الأنظار موجهة إلى نتائج المراجعة الفيدرالية، ومدى تأثيرها على تمويل جامعة كولومبيا ومستقبل التعامل الحكومي مع المؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة.

يشار إلى أن تحقيق استقصائي كشف عن جهود منظمة يقودها خريجو جامعة كولومبيا الموالون لإسرائيل لاستهداف الطلاب والناشطين المؤيدين لفلسطين داخل الحرم الجامعي، في محاولة لدفع السلطات الأميركية إلى ترحيلهم أو اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

يأتي ذلك في أعقاب إصدار الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بترحيل الطلاب الدوليين المشاركين في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة، وهو القرار الذي أثار مخاوف كبيرة من استهداف ممنهج للطلاب المسلمين والعرب تحت ذريعة ارتباطهم بحركة حماس.