04-سبتمبر-2020

جاريد كوشنر في لندن يوم 3 أيلول/سبتمبر 2020 (دان كيتوود/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على انضمامه لاجتماع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مع صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه للشرق الأوسط جاريد كوشنر في لندن. إذ تخلل الاجتماع مناقشة "عملية السلام" التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، في ظل توقعات أمريكية ترجح انضمام المزيد من الدول الخليجية  إلى اتفاق التطبيع المعلن بين إسرائيل والإمارات.

تضمنت زيارة جاريد كوشنر إلى لندن إطلاع رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون على مجريات التطبيع المعلن مع إسرائيل الذي تتصدره أبوظبي

وقال بيان صادر عن مكتب جونسون إن "رئيس الوزراء انضم إلى اجتماع بين وزير الخارجية ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر لمناقشة عملية السلام في الشرق الأوسط"، في حين أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن كوشنر وراب "رحبا باتفاق التطبيع التاريخي بين إسرائيل والإمارات، وناقشا الجهود الأمريكية الأوسع لتسهيل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية". 

اقرأ/ي أيضًا: توسع إسرائيلي في المجال الجوي السعودي وسقطرى اليمنية برعاية إماراتية

فيما تابع المتحدث باسم الخارجية مضيفًا أن راب أطلع كوشنر على "مجريات زيارته الأخيرة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وحماسه للعودة إلى التعاون بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية بصفتها خطوة أولى على الطريق إلى عملية سلام جديدة"، قبل أن يؤكد في تصريحاته حضور جونسون لفترة قصيرة من الاجتماع جرى خلالها تأكيد لندن على التزامها "بحل الدولتين عبر التفاوض".

كما قوبل حضور جونسون للاجتماع بانتقادات من الصحافة البريطانية نظرًا للقائه مع أحد أفراد عائلة ترامب قبل أقل من شهرين على انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي يسعى خلالها الرئيس الأمريكي للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض. وفي معرض رده على سؤال إن كان يحق لجونسون لقاء أحد أفراد عائلة ترامب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، قال المتحدث باسم جونسون إن الأخير ناقش خلال الاجتماع "على وجه التحديد عملية السلام في الشرق الأوسط"، مبديًا اعتقاده باتفاق الجميع "على أنه من المهم الاستمرار في المشاركة بشكل كامل في هذا العمل". 

ووفقًا لتصريحات المتحدثين البريطانيين بدا واضحًا أن زيارة كوشنر إلى لندن كانت مرتبطة بجولته في الشرق الأوسط، عبر إطلاع إدارة جونسون على مستجدات عملية التطبيع في المنطقة، بعدما انضم إلى الوفد الإسرائيلي على متن طائرة إلعال الإسرائيلية التي نظمت أول رحلة تجارية مباشرة معلنة للركاب بين تل أبيب وأبو ظبي يوم الاثنين 31 آب/ أغسطس 2020.

قدمت البحرين إعلانًا مشابهًا للإعلان السعودي بخصوص فتح المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي

في غضون ذلك، بدأت تظهر بوتيرة متسارعة نتائج جولة كوشنر للشرق الأوسط المرتبطة بدعوة المزيد من الدول الخليجية والعربية للانضمام لاتفاق التطبيع، وذلك من خلال إعلان المنامة السماح للطائرات الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات بعبور مجالها الجوي، في خطوة مشابهة للقرار السعودي الذي جاء قبل يوم واحد من إعلان المنامة، ويتوافق تمامًا مع التقارير التي تتحدث عن انضمام البحرين لاتفاق التطبيع قريبًا، مع إمكانية انضمام الرياض في وقت لاحق.

اقرأ/ي أيضًا: تقرير أممي يكشف إرسال موسكو 338 شحنة عسكرية جوية من سوريا إلى ليبيا

في نسخة تحمل الصياغة عينها لوكالة الأنباء السعودية عندما نقلت خبر إعلان الرياض السماح للطائرات الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات عبور مجالها الجوي، نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن مصدر مسؤول في هيئة الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات قوله إن الهيئة وافقت على الطلب الوارد من الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات "المتضمن الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة" إلى الإمارات والمغادرة منها إلى كافة الدول. 

وتداولت وسائل إعلام عبرية تصريحًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى يوم  الخميس 3 أيلول/سبتمبر الجاري، رجح من خلاله أن تكون البحرين الدولة الخليجية القادمة في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. مضيفًا أن المنامة تنتظر لتمضي بهذه الخطوة إلى ما بعد توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات في واشنطن في وقت لاحق من الشهر الجاري، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن البحرين تسعى للتعجيل بإعلان التطبيع مع تل أبيب، بعد محادثات بين الطرفين بهذا الصدد.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد نقلت على لسان المستشار الخاص للملك البحريني الحاخام مارك شنير ترجيحه انضمام دول خليجية أخرى لاتفاق تطبيع العلاقات مع تل أبيب، مشيرًا إلى إمكانية أن تكون البحرين في مقدمة هذه الدول، موضحًا ذلك بتأكيده عدم استطاعته التفكير  بوجود دول أو زعيم خليجي "أكثر استعدادًا للتطبيع مع إسرائيل من (حمد بن عيسى) ملك البحرين"، فيما ارتبط اسم سلطنة عمان والسودان إلى جانب البحرين ضمن توقعات الانضمام للاتفاق لاحقًا.

يشار إلى أن أبوظبي وتل أبيب قد أعلنتا  إبرام اتفاق تطبيع للعلاقات الدبلوماسية والتجارية في صفقة توسطت فيها إدارة ترامب يوم 13 آب/أغسطس 2020، وهي خطوة لاقت استنكارًا شعبيًا ورسميًا على المستوى الفلسطيني، كما تتناقض مع مقررات الجامعة العربية المتعاقبة بشأن القضية الفلسطينية بمجملها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف يساهم "مناهضو التطبيع" في تفتيت الإجماع ضده؟

بعد مسلسل التطبيع السياسي مع إسرائيل.. السينما تدخل على الخط