16-يناير-2025
خسر جيش الاحتلال ما يعادل فرقة عسكرية كاملة في غزة (AFP)

(AFP) خسر جيش الاحتلال ما يعادل فرقة عسكرية كاملة في غزة

في الوقت الذي يدخل فيه اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة مرحلة التنفيذ الأسبوع المقبل، يحصي الإسرائيليون خسائرهم في حرب الإبادة التي يشنها جيشهم على القطاع منذ أكثر من عام.

وبحسب الإحصائيات التي نشرتها الجهات الرسمية الإسرائيلية، قتل 838 جنديًا وجرح أكثر من 15 ألفًا آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما يعاني عشرات الآلاف من الصدمة النفسية. ولا يزال 98 إسرائيليًا محتجزًا في قطاع غزة، فيما أطلق سراح 117 محتجزًا واستُرجعت جثث 40 آخرين.

قرارات القيادة السياسية في إسرائيل، التي تأمر الجيش بالبقاء في أماكن سبق تطهيرها، تُظهر عدم جدوى الاستراتيجية العسكرية الحالية

وفي هذا السياق، نشرت الكاتبة في صحيفة "إسرائيل اليوم"، نحاما دوك، مقالًا حمّلت فيه الحكومة الإسرائيلية مسؤولية استمرار الإخفاقات السياسية والعسكرية التي تفاقم الوضع داخل إسرائيل.

واعتبرت أن قرارات القيادة السياسية في إسرائيل، التي تأمر الجيش بالبقاء في أماكن سبق تطهيرها، تُظهر عدم جدوى الاستراتيجية العسكرية الحالية. وبين فترة الانسحاب والعودة، يتعلم مقاتلو حماس من أساليب الجيش الإسرائيلي وينصبون الكمائن، مستخدمين العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع.

وأشارت دوك إلى أن معارضي اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار مثل وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي اعتبر الاتفاق يشكل خطرًا على مستقبل إسرائيل، يغفل حقيقة أن الخطر الحقيقي يتمثل في استمرار نزيف الدماء في صفوف الجنود الإسرائيليين في غزة.

ولفتت إلى ما قاله نائب رئيس الأركان السابق الجنرال دان هارئيل، عن أن الجيش الإسرائيلي فقد قوة تعادل فرقة عسكرية كاملة في القتال. وذكرت أن الخسائر البشرية البالغة 838 جنديًا، معظمهم شباب تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عامًا، تمثل "كارثة وطنية". مضيفةً أن هؤلاء الجنود "يمثلون المستقبل"، حيث كان من المتوقع أن يشغلوا مناصب حيوية في المجتمع، من التقنيين والمعلمين إلى السياسيين والعلماء، وفق تعبيرها.

كما قالت إن الأعداد الكبيرة للمصابين بجروح جسدية ونفسية، والتي تقدر بعشرات الآلاف، تتطلب عملية تعافيهم جهود دولة كاملة، مشيرةً إلى أن إسرائيل تحتاج إلى حكومة تضع مصلحة الجنود المتضررين في صدارة الأولويات بدلًا من التركيز على المكاسب السياسية.

وتشير كاتبة المقال إلى أن خطط الحكومة لإعفاء 80 ألف شاب من الطائفة "الحريديم" من الخدمة العسكرية تثير استياءً شعبيًا، خاصةً بين العائلات التي فقدت أبناءها أو لا تزال تعاني من خطر فقدانهم.

واعتبرت أن "الجميع يجب أن يخدموا. ومن يرفض الخدمة، لن يحصل على أي دعم مالي، سواء كان إعانة معيشية أو إعانة أطفال"، مشددةً على أن "الخدمة الوطنية للرجال ليست بديلًا عن الخدمة العسكرية".

وخلصت دوك إلى أن ما تمر به إسرائيل حاليًا لا يتعلق فقط بالقرارات السياسية والعسكرية، بل بتحديد الأولويات، وأن استمرار الإخفاقات والتمييز "تهدد النسيج الاجتماعي للدولة وتضعف القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية".