30-أكتوبر-2020

هددت إيران بالانتقام لمقتل سليماني (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

كشف تقرير أمريكي عن مواجهة كبار القادة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتهديدات نهاية الشهر الماضي، سواء داخل الولايات المتحدة أو في مهمات رسمية خارجية، وفقًا لحديث خمسة من كبار المسؤولين الأمريكيين المطلعين على القضية، والذين ربطوا التهديدات بحادثة مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني إثر استهداف طائرات مسيّرة أمريكية لموكبه قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الجاري.

كشف تقرير أمريكي عن مواجهة كبار القادة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لتهديدات نهاية الشهر الماضي، سواء داخل الولايات المتحدة أو في مهمات رسمية خارجية

ووفقًا لما نقلت شبكة NBC نيوز الأمريكية على لسان المسؤولين الذين لم تكشف عن هويتهم، فإن إحاطات أمنية قُدمت لمسؤولين في الجيش وأجهزة الاستخبارات ووكالة إنفاذ القانون الأمريكيين تضمنت معلومات تشير لمواجهة مسؤولين في البنتاغون تهديدات، موضحةً أن المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في الإحاطات كان لهم دور في صدور قرار أو تنفيذ عملية استهداف موكب الجنرال الإيراني.

اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: الأزمة الأمريكية – الإيرانية.. كيف ترد إيران على مقتل سليماني؟

وأضافت الشبكة الأمريكية مشيرة لوجود معلومات بخصوص قائمة جمعها خصوم واشنطن تضم أسماء القادة الذين سيتم استهدافهم، لكنه وعلى الرغم من أن المعلومات التي حصل عليها المسؤولون الأمريكيون لم تشر لوجود رابط نهائي بشأن التهديدات المحتملة، فإن بعض المسؤولين الذين تحدثوا أشاروا إلى أن التهديدات التي لا تزال قائمة من المرجح أن تكون انتقامًا محتملًا على مقتل سليماني.

ومن بين الأسماء التي ورد اسمها في الإحاطات، يبرز وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الذي أجرى جولة في المنطقة العربية وجنوب آسيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري، دون أن يتم الإعلان رسميًا عن هذه الرحلة التي كانت محاطة بالسرية، الأمر الذي يؤكد مخاوف البنتاغون الأمنية، فقد طلب من الصحفيين الذين سافروا مع إسبر إلى البحرين وإسرائيل عدم التحدث عن جولة المسؤول الأمريكي إلا عند مغادرته، مع أنه قضى ليلتين في البحرين.

وأوضح المسؤولون في حديثهم للشبكة الأمريكية أن المخاوف المرتبطة بالمسؤولين العسكريين برزت بعد حادثة تعرض لها مسؤول كبير في البنتاغون يوم 22 أيلول/سبتمبر الماضي، مشيرين إلى أن القضية ظهرت حين غادر مسؤول كبير مبنى البنتاغون عبر سيارة دفع رباعي سوداء مملوكة للحكومة يقودها أحد أفراد حرسه الأمني الخاص، وقامت على إثرها سيارة مجهولة في تعقب السيارة التي يستقلها المسؤول فوريًا.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الشبكة الأمريكية، فإن السائق، الذي تم تحديده على أنه مواطن إيراني، كان يقود سيارة تحمل لوحات ترخيص من ولاية فيرجينيا وتتبع مباشرة سيارة الدفع الرباعي الرسمية لمسافة تتراوح بين خمسة وسبعة أميال، مشيرةً إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين مسؤولي البنتاغون من طرف، ومكتب التحقيقات الفيدرالي من طرف آخر، بشأن إن كانت الحادثة محاولة لاستهداف مسؤول كبير أو إثارة قلق البنتاغون، فيما حجبت الشبكة الأمريكية اسم المسؤول بناء على طلب من البنتاغون.

وتشير الشبكة في تقريرها إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي توصل بعد الانتهاء من التحقيق في الحادثة إلى أنها ليست جزءًا من تهديد أكبر قد يواجهه القادة العسكريون رفيعو المستوى أو أنه مرتبط بشكل مباشر بإيران، وذلك على الرغم من وصف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للحادثة بأنه "مقلق"، فيما قال مسؤولان لديهم اطلاع على الحادثة أن المعلومات التي وردت عن سائق السيارة أظهرت أن لديه أصدقاء من أفغانستان وإيران على حسابيه على منصتي فيسبوك وانستغرام للتواصل الاجتماعي.

وفي معرض تعليقه على الإحاطات الأمنية، أكد المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان على أن وزارة الدفاع ترفض مناقشة "المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديدات المحتملة لكبار المسؤولين" أو حتى التدابير التي يتخذونها لمواجهة مثل هذه التهديدات، مضيفًا أنه فيما يخص التدابير التي تتخذ عند سفر مسؤولي البنتاغون خارج الولايات المتحدة تكون على أساس تقييم "كل حالة على حدة" بالتنسيق مع الوكالات الأمريكية ومسؤولي البلد المضيف.

وكان القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد حذر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن "الثأر لدم الشهيد سليماني قاطع ومحسوم وحقيقي"، وتابع سلامي في تصريحاته التي أصدرها الشهر الماضي قائلًا "لكننا وانطلاقًا من شرفنا ورجولتنا ننتقم بعدالة، فلا نستهدف سفيرة مقابل دم سليماني، بل نستهدف كل من ساهم بجريمة اغتياله بشكل مباشر أو غير مباشر".

 منذ استهداف الولايات المتحدة لموكب سليمان، تعرضت القواعد العسكرية التي تتخذها القوات الأمريكية في العراق مقرًا لها لعشرات الهجمات الصاروخية

يجدر الذكر أنه منذ استهداف الولايات المتحدة لموكب سليمان، تعرضت القواعد العسكرية التي تتخذها القوات الأمريكية في العراق مقرًا لها لعشرات الهجمات الصاروخية، تبنت معظمها الفصائل المسلحة التابعة لجماعة الحشد الشعبي العراقي الموالية لإيران، كان أبرزها الهجمات التي استهدفت قاعدة عين الأسد بعد أيام من مقتل سليماني، وأدت لاحقًا لإصابة أكثر من مائة جندي أمريكي بحالة ارتجاج بالدماغ، فضلًا عن محاولات لاقتحام السفارة الأمريكية في العراق، وهو ما يتناسق مع تصريحات الزعيم الإيراني الأعلى أية الله خامنئي الذي يطالب بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.