28-مايو-2021

نازح من مدينة غوما (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أفادت وكالة رويترز نقلًا عن الأمم المتحدة أن أكثر من 20 ألف شخص تشردوا خارج منازلهم، إضافة إلى مقتل العشرات في أعقاب ثوران بركاني ضرب شرق الكونغو وتسبب في زلازل قوية في مدينة غوما. وأدى ثوران البركان إلى تدفق أنهار من الحمم البركانية على سفح جبل نيراغونعو، أحد أكثر البراكين نشاطًا في العالم، كما دمر مئات المنازل وأجبر الآلاف على الفرار. وتوقف تدفق الحمم البركانية على مسافة 300 متر من مطار غوما، المركز الرئيسي لعمليات الإغاثة في شرق الكونغو. ونتج عن الثوران البركاني سحابة من الرماد أدت إلى إغلاق مطارات غوما وبوكافو.

من بين المخاطر المحتملة لثوران بركان نيرانغوغو، إلى جانب سلسلة الزلازل، تأتي إمكانية تفاعل الصهارة مع المياه واضطراب حجم الغاز المنحل تحت بحيرة كيفو وانبعاث غازات خطرة على السطح، إضافة خطر الصهارة نفسها والانبعاثات السامة من البركان نفسه

ونقل موقع cnbcafrica عن أن الأشخاص الذين فروا من منازلهم فقدوا ممتلكات ثمينة بما في ذلك الدراجات النارية التي أهلكها تدفق الحمم البركانية. وكذلك تسبب أكثر من 200 زلزال صغير ومتوسط في حدوث تصدعات في المباني والشوارع في غوما، وتسببت الشقوق في الأبنية بنشر حالة من الذعر بين السكان دون التأكد مما إذا كان الخطر قد انتهى.

اقرأ/ي أيضًا: ملف سد النهضة يتصدر النقاشات المصرية عبر "ثورة النيل" ووسوم أخرى

وشكلت الحمم البركانية نهرًا بطول 1.7 كيلومتر أدى إلى إغلاق الطرق الرئيسية دون إمكانية لإزالتها بسبب حرارتها المرتفعة، الأمر الذي منع التجارة وتوصيل المساعدات إلى أحد أكثر الأماكن التي يعاني فيها 33% من السكان من انعدام الأمن الغذائي الشديد. وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه تم إخلاء 10 مقاطعات في الكونغو كتدبير احترازي، وعجت الطرقات بالنازحين الذين يسافرون إما بالسيارات أو سيرًا على الأقدام إلى خارج مدينة غوما.

وقالت الناجية سوزان بيغاكورا، 65 سنة، لوكالة رويترز "بالأمس كانت الشقوق صغيرة جدًا هنا مقابل منزلي تمامًا، لكنها اتسعت اليوم"، وأضافت "إنه أمر مخيف. نخشى أن ينهار المبنى". وعلق نائب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في الكونغو، دييجو زوريلا، في تصريحات نقلتها رويترز بأن الأمم المتحدة ستنقل مؤقتًا حوالي 250 من الموظفين غير الأساسيين ونحو 1500 من عاملي الإغاثة إلى مدينة بوكافو، على بعد حوالي 50 كيلومترًا. وأضاف زوريلا "إذا اعتقدنا أنه سيكون هناك انفجار وشيك في غوما فلن أجلس بهدوء هنا"، وأشار بالقول "ليس لدينا أي بيانات تظهر وجود خطر كبير على المدينة إلا أن علماء الزلازل لا يستبعدون شيئًا".

فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في بيان عن حزنه بسبب الخسائر في الأرواح والأضرار التي سببها ثوران بركان نيرانغوغو بالقرب من غوما في جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما عبر عن تعاطفه العميق مع الأسر المتضررة ومع حكومة وشعب جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأضاف بيان الأمين العام بالقول "نشعر بالقلق من أن هذه الكارثة تأتي في وقت تزداد فيه الاحتياجات الإنسانية في المنطقة بفعل أسباب عدة منها انعدام الأمن وتفاقم جائحة كوفيد-19 وتأثيراتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية". وتابع غوتيرش بالقول "تعمل الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني الأوسع بالفعل على دعم جهود الحكومة لمساعدة المتضررين من اندلاع البركان من خلال توفير المساعدة الإنسانية الطارئة. كما حشدت بعثة منظمة الأمم المتحدة أصولها الجوية لرصد الوضع وتعمل مع السلطات لضمان إطلاع السكان على جميع التطورات ذات الصلة".

وفي تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية حول الكارثة، أشار أحد المسؤولين العسكريين، ويدعى كونستانت نديما كونجبا، إلى أن "عمليات الإخلاء إجباريةا". وأشار التقرير إلى تدمير حوالي 3 آلاف منزل، وإلى أنه تم اكتشاف صخور منصهرة تحت القشرة الأرضية لمدينة غوما وبحيرة كيفو المجاورة لها. وكان من بين الذين فروا سيرًا على الأقدام ألفريد بولانجالير، 42 عامًا، وزوجته وأطفالهما الأربعة. وأفاد بولانجالير للإندبندنت بالقول "في اليوم الأول لم أتحرك لأنه لم تكن هناك أوامر بالإخلاء، لكن الوضع مختلف اليوم"، وأضاف "أعلم أن متجري سينهب، لكن علي حماية نفسي وعائلتي". ويذكر أن أخر ثوران لهذا البركان حصل في عام 2002 وطمر حينها 10 أحياء في شرق المدينة وقتل 170 شخصًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ماكرون في رواندا وشبح الإبادة يثير انتقادات متعددة للزيارة

جيل الأزمة.. 10 سنوات من الأحلام السورية التي قصفها الأس