09-يوليو-2016

تبقى الوجهة التونسية من الوجهات المحببة للجزائريين رغم الخطر الإرهابي(Getty)

بدأ الجزائريون في الاستعداد لعطلة/إجازة الصيف، خاصة بعد مناسبة عيد الفطر. الكثيرون فضلوا الوجهة الداخلية، أي نحو السواحل التي تزخر بها شتى المدن الجزائرية على امتداد 1200 كيلومترًا، فيما يجرب البعض الاستجمام خارج الحدود الجزائرية، إما من خلال التوجه نحو تونس أو المغرب أو تركيا أساسًا، فيما لا تسمح إمكانيات البعض المادية بقضاء العطلة والسفر حتى في أماكن قريبة من العاصمة الجزائرية.

عمومًا تكاليف قضاء العطلة بالسواحل الداخلية للجزائر متاحة للأسر الجزائرية متوسطة الدخل

خصص البعض ميزانية لقضاء العطلة، قبيل شهر رمضان، والتي ستخصص لكراء بيوت أو نزل في سواحل جيجل وعنابة والقالة ووهران وتلمسان وبجاية وتيبازة وتنس. يقول محمد الفاتح سعدي لـ"الترا صوت": "مساحة الجزائر شاسعة ولها سواحل ومناظر طبيعية خلابة ما يجعلها تسحر الكثيرين وتستقطب الملايين من المدن الداخلية خصوصًا".

اقرأ/ي أيضًا: شفشاون.. المدينة الزرقاء الساحرة

"الفضول وحب الاستكشاف، من العوامل التي تحفز الجزائريين للسفر من المدن الداخلية ومن مناطق الصحراء نحو السواحل الشرقية والغربية قصد اكتشاف المناطق الساحلية الجزائرية"، يضيف محمد الفاتح، ويعلق: "الملايين لم يكتشفوا الجزائر بعد، ويعرفونها من خلال الصور فقط، بالنظر إلى امتداد الدولة وغناها وزخمها السياحي سواء كانت سياحة بحرية أو جبلية أو تاريخية".

عمومًا، تكاليف قضاء العطلة بالسواحل الداخلية للجزائر متاحة للأسر متوسطة الدخل، هذا ما يؤكده المواطن الجزائري السعيد بن رمضان لـ"الترا صوت". ويضيف: "سكان مختلف مدن الشرق الجزائري يجتاحون سواحل مدن عنابة وجيجل وسكيكدة والشلف وتيبازة وتلمسان، وتفضل العائلات قضاء اليوم في تلك السواحل القريبة والعودة إلى بيوتهم في الليل لتخفيف المصاريف".

في الواقع، أغلب الجزائريين لا يعرفون خبايا وسحر السواحل والأماكن السياحية في بلدهم ويحاولون خلال فصل الصيف استكشافها وزيارتها، وهذا ما أكده عديد المواطنين الجزائريين لـ"الترا صوت"، لكن نقص الخدمات على سواحل الجزائر ينفر السياح ويجعلهم في رحلة بحث دائمة عن أماكن أخرى تمنحهم الراحة والاستجمام.

من بين هذه الأماكن "الجارة الشرقية" تونس، التي يتوجه إليها الجزائريون لقضاء أيام في مدنها وشواطئها الخلابة، حيث يزور تونس سنويًا أزيد من مليون سائح جزائري، وهو ما يعني أن تونس في نظر الكثيرين توفر كل متطلبات قضاء عطلة صيفية مريحة، ويعود ذلك خاصة لوفرة منتجعاتها وسهولة العثور على منازل للكراء بالقرب من الشواطئ وخصوصًا في طبرقة وسوسة والحمامات والمنستير ونابل.

وفعليًا، توجه الآلاف من الجزائريين نحو تونس خلال الأيام الأخيرة لقضاء عطلتهم رغم بعض المخاوف الأمنية نظرًا لما شهدته البلاد خلال الأشهر الماضية من عمليات إرهابية، لكن معظم الحجوزات الجزائرية تمت قبل شهر رمضان. ويرجح أن يفد الجزائريون نحو تونس انطلاقًا من اليوم الثالث من عيد الفطر، وذلك عبر المعابر البرية الحدودية بين البلدين خاصة، وتكون الذروة في نهاية شهر تموز/يوليو الجاري وآب/أغسطس المقبل.

حسب إحصاءات رسمية، فإن أزيد من 3 ملايين جزائري زاروا تونس سنة 2014 ، فيما زارها أزيد من مليوني سائح جزائري في 2015

اقرأ/ي أيضًا: أوردو.. عاصمة البندق وسياحة العرب

وترى مسؤولة الإعلام على مستوى إحدى الوكالات السياحية، التي اعتادت على التعامل مع السياح الجزائريين، أن "التخفيضات التي منحتها الفنادق والمنشآت السياحية التونسية هذه السنة وذلك خاصة للجزائريين أسهمت في دفعهم لاختيار الوجهة التونسية في العطلة الصيفية". واللافت أن الوكالات السياحية الجزائرية نجحت في الترويج للوجهة التونسية بأسعار متدنية حيث قدمت إحدى الوكالات عرضًا للإقامة لمدة عشرة أيام مع النقل بالحافلات من العاصمة الجزائرية نحو العاصمة تونس، ذهابًا وإيابًا بقيمة لا تتعدى 500 دولار أمريكي.

وعلاوة على التخفيضات المتاحة للجزائريين، اتخذت السلطات التونسية عدة إجراءات لتسهيل دخول الجزائريين وتنقلهم عبر المعابر الحدودية حيث قررت إلغاء ضريبة دخول السيارات المقدرة بـ15 دولارًا وتحسين الخدمة في المراكز الحدودية كمعبر "ساقية سيدي يوسف" و"طالب العربي" و"ملولة" وتجهيزها بفضاءات الترفيه وتسريع عمليات تسجيل وإجراءات العبور للمسافرين.

وقال نور الدين حراتي، من مدينة البويرة شرق العاصمة الجزائرية، إنه "اختار تونس هذه السنة وبالضبط منطقة "ياسمين الحمامات" لقضاء العطلة رفقة عائلته"، مضيفًا لـ"الترا صوت" أنه "تعوّد على قضاء عطلة الصيف رفقة عائلته في إحدى المدن الساحلية الجزائرية لكنه قرر هذه السنة التوجه إلى تونس". أما السعيد بن رمضان فقد اختار الوجهة التركية هذه السنة مؤكدًا لـ"الترا صوت" أن "تركيا دولة تستحق الزيارة والاكتشاف كما أن الأسعار المقدمة معقولة بالنسبة له". وقابل "الترا صوت" بعض الطلبة الذين صرحوا عن اختيارهم زيارة مدينة الدار البيضاء المغربية، مشيرين أنهم "طلبة جامعيون يحضرون أطروحة الدكتوراه، وقد قرروا زيارة المغرب لقضاء العطلة وللاستفادة أيضًا في مجال بحثهم".

وحسب إحصاءات رسمية، فإن أزيد من ثلاثة ملايين جزائري زاروا تونس سنة 2014، فيما زارها أزيد من مليوني سائح جزائري في سنة 2015، بينما الوجهة المغربية والتركية أقل استقطابًا للجزائريين بأقل من 300 ألف سائح لكليهما.

في المقابل، يرى البعض أن السفر وقضاء العطلة خارج الوطن "رفاهية" متاحة فقط لذوي الدخل المرتفع، ممن لم يتضرروا من تداعيات سياسة "التقشف الحكومية"، التي صاحبها ارتفاع أسعار المواد الأكثر استهلاكًا لدى الأسر الجزائرية، لتكون الشواطئ الجزائرية الحل الوحيد لهؤلاء، في بلد لا تزال ثقافة السياحة غائبة عنه رغم الإمكانيات التي يزخر بها.

اقرأ/ي أيضًا: 

3 أفكار لقضاء إجازة بتكاليف أقل

ستة تطبيقات لجعل السفر أفضل