أفادت تقارير صحفية متعددة بأن استئناف جيش الاحتلال هجماته المكثفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، منذ 18 آذار/مارس الجاري، أسفر عن استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، في حصيلة غير نهائية، إضافة إلى إصابة أكثر من 900 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء. ووفقًا للتقارير، فقد استشهد نحو 180 طفلًا في اليوم الأول فقط من العدوان.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء منذ استئناف جيش الاحتلال لحرب الإبادة الجماعية بلغ 506 شهداء، بالإضافة إلى نحو ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء. من جهته، أكد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، وجود أعداد كبيرة من العالقين تحت الأنقاض، في ظل انعدام الإمكانيات اللازمة لعمليات الإنقاذ، وفقًا لما نقله موقع "الترا فلسطين".
183 طفلًا شهيدًا في اليوم الأول لاستئناف العدوان
وتشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الشهداء الأطفال ارتفع منذ 18 آذار/مارس الجاري إلى 200 شهيد، إضافة إلى إصابة 303 أطفال بجروح، ما يشكل 39.6 % من إجمالي عدد الشهداء.
تشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الشهداء الأطفال ارتفع منذ الـ18 من آذار/مارس الجاري إلى 200 طفل شهيد، فضلًا عن إصابة 303 طفل آخرين بجروح
في خطوة مفاجئة، خرقت حكومة الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس، فجر الثلاثاء، حيث شن جيش الاحتلال هجومًا هو الأعنف منذ نحو شهرين، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 436 فلسطينيًا، بينهم 42 % من الأطفال، وفقًا لتقرير موقع "ميدل إيست آي".
وجاء الهجوم في وقت كانت فيه غالبية العائلات مجتمعة لتناول وجبة السحور استعدادًا ليوم جديد من شهر رمضان. وبدوره، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن "الهجمات الإسرائيلية حملت نية واضحة لارتكاب عمليات قتل جماعي مقصودة".
وأوضح المرصد أنه وثق "سبع عمليات قتل جماعي أخرى في محافظتي رفح وخانيونس جنوبي القطاع، راح ضحيتها نحو 60 شخصًا من عائلات أبو طير والحمايدة وأصليح وأبو سلطان وجرغون وغبون"، مؤكدًا أنه "في أكثر من حالة، قضت الغارات الإسرائيلية على عائلات بأكملها مكونة من الأب والأم والأبناء، أو حتى عائلات ممتدة، بما يشمل الأجداد والأبناء والأحفاد".
يشير تقرير "ميدل إيست آي" إلى أن منصات التواصل الاجتماعي امتلئت بالمنشورات التي تنعي أطفالًا استشهدوا خلال اليومين الماضيين. وقالت عضو الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، ميراندا كليلاند، أن الأدلة أظهرت استشهاد 183 طفلًا في اليوم الأول من استئناف العدوان على غزة.
وكتب الناشط الحقوقي البارز، رامي عبده، الذي فقد عددًا من أبناء إخوته، يوم الثلاثاء، في منشور على منصة "إكس": "قد تقتلنا إسرائيل كما تشاء، تحرقنا أحياء، وتمزق أجسادنا، لكنها لن تنجح أبدًا في اقتلاعنا من أرضنا"، وأضاف "العدالة والمساءلة قادمتان، مهما طال الزمن".
سوار الجماصي: طفلة أخرى ضحية
كانت سوار الجماصي، ابنة شقيقة عبده، واحدة من العديد من الأطفال الذين استشهدوا بعد استئناف العدوان على غزة، حيثُ استشهدت إلى جانب والديها وأشقائها وعماتها وجديها. وقد انتشرت صورة على نطاق واسع لسوار على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر فيها وهي جالسة على أريكة فوق أنقاض منزلها المُدمر.
عمر وليان: أحلام أُطفئت بالقصف
استشهد عمر وليان إلى جانب والدتهما، التي هي شقيقة رامي عبده. وأظهر منشور سابق شاركه عبدو، رد فعل ليان على غارة إسرائيلية شنها خلال عدوانه في عام 2021.
وقال عبده في منشور على "إكس": "ابنة أخي ليان، البالغة من العمر 14 عامًا، نزحت لأكثر من عام وعاشت في الخيام خلال المجازر". وأضاف عندما كان يسأل عنها، كان يُقال له إنها "في العمل"، حيثُ كانت تُعلم الأطفال النازحين، وتريد أن تصبج "معلمة محبوبة"، وأضاف "إسرائيل قتلت ليان".
محمد نعيم شعبان: رضيع لم ينجُ من القصف
أعلن جوزيف الميناوي، أحد مشاهير البث المباشر لألعاب الفيديو، والمعروف باسم "سويفتور"، عن استشهاد ابن عمه البالغ من العمر تسعة أشهر، ووالدته، وأعمامه، وجميع أطفالهم في العدوان الإسرائيلي.
كان الرضيع الضحية يُدعى محمد نعيم شعبان. وقال المناوي في منشور على "إكس": "تبًا لنتنياهو ولكل من يحاول تبرير هذا الشر، كل ذلك من أجل الجشع، والأرض، والبقاء في السلطة".
بيسان وأيمن: شقيقان استشهدا معًا
في البداية، أعلن عن استشهاد بيسان، بعدما نعتها شقيقة والدتها، هبة الهندي في منشور على "فيسبوك". حيثُ كتبت: "رحمك الله يا بيسان، كنتِ روح خالتك، وأسأل الله أن يمنح والدتك الصبر"، ثم أضافت "أدعو الله أن يجدوا شقيقك".
وبعد وقت قصير، عادت الهندي لتنعي في منشور آخر شقيقها أيمن، قائلة: "الشهيد أيمن انضم إلى شقيقته بيسان"، ثم أضافت بحسرة "الخسارة عظيمة. رحمكِ الله يا أختي وأعانكِ".
محمد، طارق، لانا، آية، زياد الحميدة: استشهدوا في خيمتهم
استشهد الأشقاء الخمسة مع والدتهم عندما استهدفت غارة إسرائيلية خيمتهم في جنوب غزة. كما استشهد طفل رضيع لم يُكشف عن اسمه، ونعاه الصحفي أبوبكر عابد قائلًا: "اسم عائلته ليس بيباس"، في إشارة إلى الأطفال الإسرائيليين الذين أُعيدت جثثهم إلى إسرائيل خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار. ثم أضاف: "الإعلام الغربي لا يزال يبرر الإبادة الجماعية في غزة".
🚨Breaking: The Israeli army killed five siblings : Mohammed, Tareq, Lana, Aya, and Wateen Ziad Al-Humaida along with their mother, Hadeel Naeem Al-Humaida, in a missile strike on their tent in southern Gaza. pic.twitter.com/rBwdUJxVpW
— Gaza Notifications (@gazanotice) March 19, 2025