23-أغسطس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

يقع الأطفال فريسة حياة صعبة بعد أن تسبب فيروس كورونا بوفاة العديد من الأهل مما ترك أطفالهم وحيدين دون أي معيل رعائي أو مقدم للخدمة. وقد أفادت دراسة نشرت في مجلة لانسيت الطبية بتاريخ 20 تموز/يوليو من 2021 إلى أن 1.6% من الأطفال على مستوى العالم فقدوا أحد مقدمي الرعاية، وركزت على مثال البيرو التي فقد  100 ألف طفل فيها أحد مقدمي الرعاية كالوالد أو الوالدة أو الأجداد بعد إصابتهم بفيروس كورونا ما أدى إلى وفاتهم. ويواجه هؤلاء الأطفال الذين تركوا تحديات تتعلق بالفقر وسوء المعاملة والعنف الجسدي والعاطفي والنفسي والجنسي وتأخير في النمو الجسماني وارتفاع معدل الانتحار والإيداع في المؤسسات الداخلية وغيرها من المشاكل التربوية. إضافة إلى مشاكل مرتبطة بالصحة النفسية والعقلية، وكذلك انعكاسات ضارة على المستقبل المهني والاقتصادي للجيل القادم.

رصدت دراسة مجلة لانسيت ما يواجهه "أيتام كورونا" في البيرو من تحديات تتعلق بالفقر وسوء المعاملة والعنف الجسدي والعاطفي والنفسي والجنسي وتأخير في النمو الجسماني وارتفاع معدل الانتحار والإيداع في المؤسسات الداخلية، وغيرها من المشاكل التربوية

وتصف هذه الدراسة المسألة بكونها "الوباء الخفي"، فيما تقترح بأن الحل الوحيد هو إيصال اللقاحات بشكل عادل من أجل ضمان الوقاية وتجنب موت المزيد من مقدمي الرعاية وتعريض أطفالهم لمستقبل مأساوي، بحسب دراسة مجلة لانسيت.كما اعتبرت الدراسة أن الآباء والأجداد الحاضنين يعتبرون من مقدمي الرعاية الأساسيين، بينما الأجداد المقيمين أو الأقارب الأكبر سنًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 84 عامًا، يعتبرون مقدمي رعاية ثانويين.

اقرأ/ي أيضًا: أزمة الدواء في لبنان تتفاقم ومرضى السرطان الأكثر تضررًا

بدوره، قال المدير التنفيذي للصحة العقلية في وزارة الصحة في البيرو، يوري كيتيبي "إذا أضفنا فقدان أحد الوالدين أو أحد مقدمي الرعاية، إلى تأثيرات وباء كورونا على الصحة العقلية، وفي سياق إضعاف شبكات الأسرة والمجتمع وأوجه القصور الاقتصادية المختلفة، فإن الصحة العقلية على مدار حياة هذه الفئة من السكان، أي الأطفال، من المحتمل أن تتميز بأعطال مختلفة وبعض الصعوبات المعقدة"، بحسب ما نقل موقع أي دبليو جورنال. في حين أشارت دراسة أجرتها وزارة الصحة في بيرو بالشراكة مع اليونيسف، إلى أن عمليات الإغلاق المطولة أدت إلى زيادة حادة في العنف المنزلي وكذلك القلق والاكتئاب لدى الأطفال. وبينت أن ثلث الأطفال في منطقة ليما شمال البيرو "يظهرون نسبة كبيرة من مخاطر اضطراب الصحة العقلية لديهم".

هذه المسألة، دفعت حكومة البيرو إلى إقرار قانون "معاشات الأيتام" الذي يستفيد منه الأطفال دون سن 18 عامًا بشكل متواصل. ويضاف إلى ذلك القيام بحملات التبرع والمساعدة من أجل تأمين الحاجيات كالحليب والحفاضات، على الرغم من قلة الأموال لتغطية تنفيذ هذا القانون والتأخر الحاصل فيه، بحسب تقرير نشره موقع شبكة euro news بالنسخة الإسبانية.

وفي هذا الصدد، قالت نيلدا لوبيز، وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال، وكانت قد فقدت زوجها بعد إصابته بالفيروس، وتعمل الأن كسائقة تاكسي "لا أعرف ماذا أفعل، ولا أرى أي حلول اقتصادية لإعالة أطفالي". وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرها حول المسألة بالقول "يعتقد بعض الخبراء أن تأثيرات الوباء على الأطفال قد تم تجاهلها لأنهم عادة ما يكونون أقل تضررًا من البالغين بالمرض نفسه، على الرغم من وفاة أكثر من ألف طفل في جمهورية بيرو بفعل إصابتهم بكوفيد-19". وتابعت الغارديان رصد التأثيرات التي خلفها فقدان مقدمي الرعاية بالقول أنها "تأثيرات على المدى القصير والمدى الطويل في آن واحد"، وبحسب التقرير فالفتيات يصبحن أكثر عرضة للاستغلال الجنسي، ويصبح الفتيان أكثر عرضة لأعمال المناجم غير القانونية والجريمة، وأشار التقرير إلى أهمية التدخل المبكر خاصة في ظل ارتفاع أعداد الوفيات اليومية جراء الإصابة بالفيروس مما يترك مئات الأطفال بلا معيل. 

ويذكر أن بيرو تواجه أزمات حادة، تتعلق بالتعليم والتسرب الدراسي  وعدم المساواة وتراجع آفاق الحياة لجيل بكامله. ومنها كذلك ارتفاع مستويات العمل غير الرسمي والإسكان المكتظ للأسر والأجيال المختلفة داخل المنزل الواحد والتزاوج به، وكذلك بسبب الفقر، مما يجعل من البيرو أرضًا خصبة لفيروس كورونا. فقد سجلت الدولة اللاتينية أكثر من مليوني ومائة ألف إصابة، وكذلك حوالي 197 ألف حالة وفاة بكورونا وهو أعلى رقم في العالم مقارنة بعدد السكان، فيما يشار إلى أن نسبة من تلقوا اللقاح وصلت إلى 22% من السكان البالغ عددهم حوالي 33 مليون نسمة، بحسب خريطة جامعة جون هوبكينز.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الشرطة الباكستانية تحقق في حادثة تحرش أكثر من 400 رجل بفتاة في حديقة عامة

نتائج الثانوية العامة تثير موجة انتقادات عبر منصات التواصل في مصر