01-يونيو-2017

جاكوب لورانس/ أمريكا

مطر من تراب

تمطر في حلب 
فأتبلل أنا هنا..
وأتذكّر أيّامًا قضيتها متسكّعًا في الشوراع 
أجرح ويتمزّق قميصي في بعض الشجارات 
أذكرُ بأنّني مبكّرًا كرهتُ العالم 
ومبكّرًا عاركته مثلما يتعاركُ سكّيران في حانة من أجلِ امرأة 
والأيّام تلك ياصديقي
الأيام التي ذابت على رؤوس أصابعنا كرغوة الصابون
الأيّام تلك 
حيث الشمس في كلّ مكان، والزهور حيّة ومن يحملُ خرطوم المياه ويسقيها على الشرفة ومن بيته تندلع أغاني صاخبة كان حيًّا أيضًا
ونحنُ أولاد أحياء
نركل الكرةَ في الحواري
قبل أن نعرف أن هناك أزمة مالية عالمية
أنّ هناك أرباب عملٍ ساديين
وأن البشر مجانين..
..............
..............
وكما قال مخترع المسدّس بعد أن سدّد طلقةً في الهواء:
"الآن تساوى الشجاع 
مع الجبان!".

 

أمنيات

لا أريد سوى حزن وصحراء وربابة 
وفتاة تستند برأسها على كتفي 

وأريد أن أرحل عن هذا/ المرقص/الاستذئاب/ الخبل/
لأكون نسمة باردة تأتي من الشباك العالي الصغير 
تجفف عرق معتقلين مكدسين 
في زنزانة ضيقة مظلمة...

لأكون غصنًا يعلق عليه ثائر بندقيته 
وهو يستحم ويغسل ثيابه في النهر 

لأكون وردة يرميها عاشق على شرفة حبيبته الزعلانة
فترضى..

ولا أريد سوى أن أدوس بحذائي المتسخ من الهجرات المتتالية 
فوق سجاد العالم النظيف.

 

في قبري

أسمع صوت خطوات زائر
صوت قادم من السقف 
فأضع قطنًا في أذنيّ 
وأرفع شمسيتي درءًا
للماء المتساقط من فوق 
وحين يمضي.. أزيح شاهدتي 
وأرمي الورورد بعيدًا 
/

كل يوم هكذا
أشاهد فيلم حياتي 
وحين أملّ أطفئ الشاشة رميًا بحذائي

أسمع نقرات خفيفة على الشباك 
فأزيح الستار وأرى وجه صديق قديم
فأصرخ فيه 
"- أهذا أنت؟
كيف جئت؟
-مت البارحة تحت القصف
دخت وأنا أبحث عنك".
صفنت في الخارج 
بامرأة مبتلة تبحث عن طفلها 
وبجندي 
يفرغ حذاءه من الحصا 
ويسأل كل من وصل توًا..
من انتصر؟!

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا تركتَ المساءَ يتيمًا؟

فم الخيبات