22-فبراير-2019

جوزيبي جراديلا/ إيطاليا

أكره رؤية النسوة ترقصن، هن يصبنني بالغثيان؟
الدّوارن، حالة عرضية لانكسار روح ما،
حين تفشل المادة في تحقيق الالتحام بغيرها
يفلح الكادحون حقلًا مغناطيسيًا، في قلب التجاذبات،
ليحصد غيرهم المكان والزمان/

محاولة إغواء بورنوغرافية، على غلاف كتاب لليفي شتراوس.

"اكتشف السمكة داخلك!".
أعير الأمر اهتمامًا قليلًا، ألقي نظرة على البحر،

أتلمس وجهه الخشن، بالزرقة التي تبتلع الأفق.

أركل بقدمي اليمنى في الهواء، كأني أجر الخطى نحوه.
آه أخطأت الهدف مرة ثانية.

هذه البلاد التي لا أملك،

هذا القبر الذي أتبادل وإياه الأدوار/ الأماكن.

لعبة طفوليّة للحياة،
منحنيان صاعدان/ نازلان
بشري ينقرض، وطحلب يمارس هوايته؛

إعادة إنتاج ظروف الإنتاج.

 

ويحدث أن أتعامل باستخفاف، مع التفكير بالأمور الجادة،

أو حين أشرع في كتابة ما أسميه دروة دموية

جوهر الحياة الكامن في الزبد، كائن هلامي، منيع من اللمس. 

أي أحمق هذا الذي يأخذه على محمل الجد.
كل موجود ابن ذلك الزبد! ومن ذلك الزبد ينبثق المعنى.

 

بالوحشة التي تسكن فعل الكتابة، الشاعر،

ميداس عصره؛ يحوّل كل ما يلمسه إلى ظلّ.

من هكذا خاطرة، يجد الاستثناء جدواه،

والقدر الإلهي أن يكون هامش المدينة الفاضلة.

تجريد القلق الوجودي، يبدأ من أولى الحراكات الجنينية.

أنظروا إنه يبتسم! فم خال من الأنياب، ياللبشاعة!
دودة الروث هذه التي تحمل همَّ التاريخ على ظهرها

أو سيزيف في رواية أخرى.

ألذ الرومانسيات، تلك التي تزهر دائما في الموت

عاشقان تبلعهما الأرض ونبع ماء ينبثق.

 تلك النرجسية الوجودية؛
حاجة جثتين إلى مدفأة في ليالي يناير الميتة.
عجوز الأسطورة، أنفًا لأنف مع الزمن

فأرة تمخضت فأنجبت حضارة
والأرض صندوق، لا شيء خارجها.

 

أعيد النظر إلى البحر، هذه الفضة السائلة

حزام يضيق خصر امرأة؛ كرة تسبح في اللامكان

الرقص يصيبني بالغثيان.

وهي تدور،

فلاحون يعشقون الحروف المنجلية

وشاعر يراها صنارة لاصطياد المجاز

وهي تدور،

بشري ينقرض، وطحلب يمارس هوايته اللانهائية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

شرفة في دير بعيد

إليَّ في ميلادي الرابع والثلاثين