28-مارس-2023
getty

يواجه حمزة يوسف تحديات اقتصادية وسياسية صعبة يتوجب عليه التعامل معها (Getty)

انتخب الحزب الوطني الاسكتلندي، وزير الصحة حمزة يوسف زعيمًا جديدًا للحزب، خلفًا لنيكولا ستورجن، التي أعلنت تنحيها عن زعامة الحزب الشهر الماضي، مما يعني أيضًا التخلي عن رئاسة الحكومة، بعد ثمانية أعوام من المكوث في المنصب.

جرى ذلك بعد إجراء انتخابات داخلية للحزب، حيث أعلنت السكرتارية الوطنية للحزب الوطني الاسكتلندي لورنا فين، أن نسبة المشاركة في انتخابات قيادة الحزب بلغت 70%، وتصدر الترتيب حمزة يوسف بحصوله على 48% من مجمل الأصوات، تليه وزيرة المالية كيت فوربس التي حصلت على 40%، وحلت في المرتبة الثالثة الوزيرة السابقة وآش ريجان بحصولها على 11% من الأصوات.

انتخب الحزب الوطني الاسكتلندي، وزير الصحة حمزة يوسف زعيمًا جديدًا للحزب، خلفًا لنيكولا ستورجن

وعقب النتائج السابقة، عقدت الجولة الثانية من الانتخابات لعدم حصول أي من المرشحين على 50% من الأصوات، ليحصل يوسف على 52%، وفوربس على 48%، ليعلن عن فوز يوسف بمنصب زعيم الحزب، وهو ما سيمهد له الطريق لرئاسة الحكومة، بعد التصويت في البرلمان المحلّي بإدنبرة، والذي سيجري اليوم الثلاثاء 28 آذار/ مارس 2023. وبذلك، يصبح حمزة أول مسلم يرأس الحزب ورئاسة الوزراء في البلاد. 

من هو حمزة يوسف؟ 

ولد حمزة يوسف في مدينة غلاسكو عام 1985، لأب باكستاني ينحدر من ولاية البنجاب، وأم مولدة في كينيا تنحدر من أسرة من جنوب آسيا، اضطرتها الظروف إلى الهجرة إلى اسكتلندا. تخرج  يوسف من جامعة غلاسكو، وحصل على ماجستير في العلوم السياسية عام 2007.

وفي الجامعة ترأس جمعية الطلبة المسلمين في غلاسكو، ومن خلال هذا النشاط اكتسب يوسف الخبرة والقدرة على مخاطبة الجمهور، والترافع أمام إدارة الجامعة في القضايا المتعلقة بالطلبة المسلمين في الجامعة. 

getty

لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى، ويصبح المتحدث الإعلامي باسم جمعية الإغاثة الإسلامية، التي تعتبر من أكبر الجمعيات الخيرية بالمملكة المتحدة. إلى جانب ذلك، عمل يوسف متطوعًا في إذاعة محلية لمدة 11 عامًا لجمع التبرعات لطالبي اللجوء والأشخاص المشردين.

دخوله السياسة

كانت أول تجربة سياسية لحمزة يوسف عام 2007 عبر بوابة البرلمان، من خلال عمله مساعدًا للنائب البرلماني بشير أحمد، وهو أول نائب مسلم في برلمان اسكتلندا، لكن التجربة لم تدم طويلًا، إذ توفي النائب بشير أحمد بعد وصوله للبرلمان بأشهر.

ورغم قصر التجربة في البرلمان، إلّا أنها جعلته محل أنظار عدد من القادة السياسيين الذين ضموه لفرق عملهم، وكان أبرزهم السياسي أليكس ساموند الذي شغل بعدها منصب رئيس وزراء في أيار/مايو 2007.

بعدها، انتقل يوسف للعمل مساعدًا لنيكولا ستورجن التي تعتبر من أهم الشخصيات السياسية في البلاد، وكانت تلك المرحلة الانطلاقة الحقيقية ليوسف في عالم السياسية، حيث انتخب نائبًا في البرلمان عام 2011 وهو بعمر 26 عامًا ليصبح أصغر نائب برلماني، أمّا العلاقة القوية التي جمعت يوسف مع ستورجن، مكنته من الوصول إلى مناصب وزارية مهمة وحساسة.

getty

ففي عام 2016 تم تعيينه وزيرًا للنقل، وفي عام 2018، تقلد يوسف منصب وزير العدل حتى عام 2021، وخلال هذه الفترة دخل في معركة من أجل تمرير قانون "جرائم الكراهية"، ورغم معارضة القانون، فقد نجح يوسف في تمريره، مع إجراء عدة تعديلات عليه، بعد جدل طويل حول تأثيره على الحريات.

وفي عام 2021، تسلم منصب وزير الصحة، وذلك خلال انتشار جائحة كوفيد- 19، وخلالها تعرض يوسف لعاصفة من الانتقادات، عندما طالب الناس بالتفكير مرتين قبل الاتصال بالطوارئ، وذلك من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات.

وفي نهاية بيان فوزه بانتخابات الحزب، أشاد يوسف بأجداده من البنجاب، الذين وصلوا إلى اسكتلندا كمهاجرين في ستينات القرن الماضي، حيث كان جده يعمل في مصنع لماكينات الخياطة، وجدته تختم تذاكر حافلات غلاسكو، وقال: "لم يكن بإمكانهم أن يتخيلوا في أحلامهم أن حفيدهم سيكون يومًا ما على أعتاب أن يصبح الوزير الأول التالي في اسكتلندا".

getty

الملفات التي تنتظر حمزة

يعتبر حمزة من أبرز قيادات الشابة في الحزب الوطني، ومن أصحاب التوجهات الاستقلالية، والذي يمتلك حزبه أغلبية مكونة من 64 مقعدًا من أصل 129 في البرلمان المحلي الاسكتلندي. وتنتظره عدة ملفات على الصُعد الاجتماعية والسياسية، مثل الأزمة الاقتصادية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وإنهاء الانقسامات داخل الحزب، والسعي من جديد نحو الاستقلال عبر إجراء عملية استفتاء جديدة.

وقال يوسف في خطاب النصر "سنكون الجيل الذي سيحقق استقلال اسكتلندا"، مؤكدًا أن "الشعب الاسكتلندي بحاجة للاستقلال اعتبارًا من الآن، أكثر من أي وقت مضى".

ويصنف حمزة يوسف ضمن الأعضاء التقدميين في الحزب، من ناحية سياسية واجتماعية واقتصادية. ويوسف حليف وثيق لزعيمة الحزب السابقة ستورجن وينظر إليه عمومًا على أنه "مرشح الاستمرارية" الذي سيسعى إلى مواصلة عمل الوزيرة الأولى المنتهية ولايتها.

getty

رد فعل الحكومة البريطانية 

وفي أول رد فعل على انتخاب حمزة يوسف، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على لسان المتحدث باسمه، إنه "يتطلّع للعمل مع زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي الجديد حمزة يوسف، لكنّه يرفض الدعوة التي أطلقها الأخير لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال". 

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على لسان المتحدث باسمه، إنه "يتطلّع للعمل مع زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي الجديد حمزة يوسف، لكنّه يرفض الدعوة التي أطلقها الأخير لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال"

وأضاف المتحدث باسم سوناك أن "الاسكتلنديين وكل البريطانيين يريدون من السياسيين أن يركزوا على القضايا التي تهمّهم أكثر من أيّ شي آخر، مثل خفض التضخم، ومعالجة ارتفاع مستوى المعيشة والضغط الكبير على المستشفيات".