بعد التقدم الكبير الذي أحرزته قوات المعارضة السورية في شمال سوريا الذي أدى إلى السيطرة على مدينة حلب، تم تداول معلومات حول دور محتمل لأوكرانيا في التخطيط لهذه العملية ضد النظام السوري المدعوم من روسيا.
وعلى مدار السنوات الماضية، نشرت المخابرات الأوكرانية مقاطع مصورة تقول إنها توثيق لعمليات استهدفت الروس في شمال سوريا. وبرز في تلك العمليات استخدام الطائرات المسيّرة من نوع "FPV"، وهي تقنية برعت أوكرانيا في استخدامها ضد القوات الروسية التي غزت بلادها عام 2022. بحسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي".
ونقل التقرير عن أن العديد من المراقبين في تركيا يرون أن هذه الطائرات المسيّرة منحت قوات المعارضة السورية تفوقًا كبيرًا ضد قوات النظام السوري في الأيام الأخيرة. حيث تمكنت تلك المسيّرات من ضرب أهداف خلف خطوط القتال، مما أدى إلى تعطيل فعالية المركبات المدرعة وتسبب في انهيار خطوط المواجهة.
الطائرات المسيّرة منحت قوات المعارضة السورية تفوقًا كبيرًا ضد قوات بشار الأسد في الأيام الأخيرة
من جهته، وصف حساب بارز مؤيد للكرملين على منصة "تليغرام" الهجوم المفاجئ بأنه يشبه عملية "كورسك" الأوكرانية، التي شهدت السيطرة على مساحة كبيرة داخل الأراضي الروسية في هجوم مفاجئ في أب/أغسطس الماضي. وعلى مدار العام الماضي، اتهم المسؤولون الروس مرارًا أوكرانيا بتزويد المعارضة السورية بالطائرات المسيّرة من نوع "FPV"، وتدريب مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) على تصنيع واستخدام تلك الطائرات.
تقدير موقف صدر عن @ArabCenter_ar يسلط الضوء على عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة السورية.https://t.co/FEIIFBThsF
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 3, 2024
وقد صرّح مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، بأن لدى موسكو أدلة على وجود خبراء أوكرانيين يعملون في إدلب لتدريب مقاتلي هيئة تحرير الشام على تصنيع الطائرات المسيّرة. وأكدت مصادر روسية أخرى، من بينها وزير الخارجية سيرجي لافروف، وجود تواصل بين المخابرات الأوكرانية والهيئة.
تحليل الأدوار المختلفة
في المقابل، قللت بعض المصادر من الدور الأوكراني في العملية العسكرية الحالية. فقد أفاد مصدر تركي مطلع على الوضع لموقع "ميدل إيست آي"، أن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، لا تعتمد على المساعدات الأوكرانية للحصول على المسيّرات، إذ يمكنها الحصول عليها من السوق السوداء أو عبر تهريبها من تركيا.
ورغم نفي المسؤولين الأتراك أي دور لتركيا في العملية الحالية، تشير التقارير إلى أن أنقرة قد لعبت دورًا محوريًا في مراحل التخطيط. ويقول رئيس تحرير مجلة "Intelligence Report "، جيهات أرتاشيك، إن كتائب المعارضة مثل لواء "الصقور" (الشاهين) طورت قدراتها في استخدام الطائرات المسيّرة منذ أكثر من 10 سنوات.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 3, 2024
من جهة أخرى، أكد مسؤول أوكراني، طلب عدم الكشف عن هويته، وجود تواصل بين كييف والمعارضة السورية منذ العام الماضي، لكنه أشار إلى أن المساهمة الأوكرانية في الهجوم الحالي كانت محدودة للغاية.
في المقابل، أوضح حساب "ريبار" على "تليغرام"، المقرّب من وزارة الدفاع الروسية، أن التعاون بين أوكرانيا وهيئة تحرير الشام لم يكن كافيًا لتدريب المقاتلين من الصفر. وأشار الحساب إلى أن الهيئة طورت برنامجًا خاصًا للطائرات المسيّرة منذ عام 2023، مما يجعل هذه التقنية متاحة للجميع دون الحاجة لدعم خارجي.
السياق الأوسع
من جهته، أوضح الباحث، أنطون مارداسوف، أن الشائعات حول مشاركة الاستخبارات الأوكرانية في الهجوم شبيهة بالتقارير السابقة عن دعم أوكرانيا لمتمردي الطوارق في مالي ضد مجموعة "فاغنر" الروسية. وقال إن هذه التقارير تم تضخيمها، مشيرًا إلى أن التعاون بين أوكرانيا وبعض الفصائل المعارضة في إدلب كان محدودًا ولا يتجاوز "الاتصالات الاستخباراتية المعتادة".