قالت مصادر أمريكية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أخبر حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية خلال اجتماعات مجموعة السبع، عن نيته السماح للجنود الأوكران بالتدريب على الطائرات الأمريكية من طراز F-16، مما يفتح الباب لوصول الطائرات المقاتلة لكييف، وذلك في تحول كبير بالموقف الأمريكي، الذي عارض كافة النقاشات المرتبطة في إرسال الطائرات لأوكرانيا.
إرسال الطائرات الحربية لأوكرانيا، يُعد التطور الأبرز في تقديم الأسلحة لأوكرانيا
وعلى مدار 15 شهرًا من الحرب، طالب الجيش الأوكراني وكافة المستويات القيادية بما فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالحصول على الطائرات الحربية، لكن بايدن رفض هذه المطالب نتيجة القلق من استخدامها لـ"ضرب أهداف في عمق روسيا وخشية من تصعيد الكرملين للصراع"، بحسب "نيويورك تايمز".
ورغم الرفض الأمريكي، إلّا أن عدة دول أوروبية كانت تسعى لإرسال الطائرات لكييف، لكن جهودها فشلت لأنها كانت تحتاج للموافقة الأمريكية على ذلك. والحديث يدور عن طائرات F-16 Fighting Falcon (الصقر المقاتل)، وعلى الرغم من أنها ليست الطائرات الأمريكية الأكثر تقدمًا، إلّا أنها تحمل رادارًا قويًا يمكنه تحديد الأهداف من مسافات بعيدة، والصواريخ الحديثة، وهي تقنيات تخشى واشنطن من سقوطها في يد موسكو.
ما هي طائرة F-16؟
الطائرات النفاثة التي يمكن أن تصل إلى أوكرانيا هي "F-16 Fighting Falcon"، هي طائرة مقاتلة خفيفة الوزن تم تصميمها في البداية في السبعينيات. ودخلت الخدمة لأول مرة في عام 1979، واستخدمتها القوات الجوية الأمريكية بكثافة في كل من غزو العراق وأفغانستان.
صُنعت الطائرة في الأصل من قبل الولايات المتحدة في اتحاد يضم بلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج، وأصبحت الطائرة واحدة من أكثر الطائرات العسكرية انتشارًا، ولا تزال مستخدمة على نطاق واسع. وبحسب شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المصنعة فإن هناك أكثر من 3000 طائرة من طراز F-16 في الخدمة في 25 دولة.
اليوم تستخدم الولايات المتحدة طائرة F-35، ولكنها تستمر في تصنيعها للبيع، وذلك لأن سعرها الذي يكلف عشرات الملايين منخفض مقارنةً بالطراز الحديث، ولأن الولايات لا تمنح الإذن بتصدير الطائرة الحديثة بسهولة.
لماذا تريدها أوكرانيا؟
كان لدى أوكرانيا قوة جوية صغيرة من الطائرات النفاثة السوفيتية في بداية الحرب، تصل إلى حوالي 120 طائرة ذات قدرة قتالية. ولكن، مع استمرار المعارك انخفض هذا العدد باستمرار، وأصبحت قوتها محدودةً بشكلٍ كبير.
ومع ذلك، يشير المراسل العسكري في صحيفة الغارديان، إلى أن من السمات المثيرة للفضول في حرب أوكرانيا هي الاستخدام المحدود للقوة الجوية. ويعود ذلك لكون الدفاعات الروسية المضادة للطائرات فعالة، فيما تخشى روسيا من المخاطرة في قوتها الجوية خارج خط المواجهة.
من جانبها، تأمل كييف في إمكانية استخدام أسراب من الطائرات السريعة لدعم اختراق خط القتال الروسي، أو على الأقل للمساعدة في صد هجوم روسي كبير.
هل يمكن أن تصل الطائرات بشكلٍ سريع؟
المصادر الغربية تتحدث عن بداية تدريب الجنود الأوكران على الطائرات خلال الأسابيع المقبلة، في موقع غير محدد في أوروبا. ويحتاج التدريب على الطائرات إخراج الجنود من المعركة، وقد حددت كييف 50 طيارًا، من أجل حصولهم على تدريب سريع.
المصادر الغربية تتحدث عن بداية تدريب الجنود الأوكران على الطائرات خلال الأسابيع المقبلة
أمّا عن الوقت الذي يحتاجه الجنود للتدريب، تختلف التقديرات فيه، ولكن قد يستغرق من أربعة إلى ستة أشهر. كما يحتاج استخدام الطائرات، إلى حزمة جديدة من الأسلحة، وطاقم أرضي مدرب.