10-أكتوبر-2017

سلسلة تحقيقات اللوبي في الجزيرة أزعجت اللوبي الإسرائيلي وكشفته (كريم جعفر.أ.ف.ب)

رغم المحاولات وثقل العلاقات، لم توفق جهود أصدقاء إسرائيل في التعتيم على الحقيقة، حيث أعلنت أمس هيئة الإشراف على البث التلفزيوني البريطانية المستقلة المعروفة بأوفكوم (Ofcom) رفضها شكاوى اللوبي الإسرائيلي في علاقة بالفيلم الاستقصائي "اللوبي"، الذي أنتجته الجزيرة حول النفوذ الإسرائيلي في بريطانيا، مؤكدة التزام الأخيرة "بضوابط العمل الصحفي المتوازن".

أعلنت أوفكوم رفضها شكاوى اللوبي الإسرائيلي في علاقة بالفيلم الاستقصائي "اللوبي" مؤكدة التزامه ضوابط العمل الصحفي المتوازن

وكانت قناة الجزيرة قد بثت في كانون الثاني/ يناير 2017 سلسلة أفلام من أربعة أجزاء أجرتها وحدة التحقيقات في الشبكة تحت اسم "اللوبي"، وكشفت فيها نفوذ السفارة الإسرائيلية في لندن وما تقوم به من نشاطات لمهاجمة وتشويه سمعة البريطانيين الذين ينتقدون إسرائيل، ومن بينهم الوزير في الخارجية البريطانية ألان دونكان، وبالتالي مساعي الحكومة الإسرائيلية للتأثير على الديمقراطية البريطانية لخدمة مصالحها.

اقرأ/ي أيضًا: إغلاق مكتب الجزيرة بالقدس.. إسرائيل ودول الحصار معًا ضد حرية الصحافة

ويذكر أنه بعد بث السلسلة أجبر الدبلوماسي الإسرائيلي وموظفة الحكومة البريطانية، المتورطان حسب التحقيق الاستقصائي، على الاستقالة. كما شكل البرلمان البريطاني لجنة للتحقيق في النفوذ الأجنبي الذي يمارس على السياسيين في بريطانيا. واعتذر السفير الإسرائيلي في بريطانيا مارك ريجيف إلى وزير الخارجية بوريس جونسون.

وقد صوّرت وحدة التحقيقات في الجزيرة، خفية، محادثة بين شاي ماسوت، الذي كان يشغل منصب المسؤول السياسي في السفارة الإسرائيلية، وماريا ستريزولو الموظفة في الحكومة البريطانية، وهما يخططان للإطاحة بألان دونكان المعروف بانتقاده العلني للنشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبعد بث السلسلة، بدأت وسائل الإعلام المساندة لإسرائيل في مهاجمة الجزيرة ورفعت إثر ذلك شكاوى لدى "أوفكوم"، وهي هيئة تنظيمية للاتصالات في المملكة المتحدة، تأسست في نيسان/ أبريل سنة 2003. وكانت التهم الموجهة هي التالية: معاداة السامية، انتهاك خصوصية المدافعين عن إسرائيل، والانحياز وعدم الإنصاف. مع العلم أن قناة الجزيرة الإنجليزية ملزمة باحترام هذه المعايير.

اقرأ/ي أيضًا:  حرية التعبير تُهدد من جديد.. "سنابشات" تحجب حساب الجزيرة في السعودية

وبعد تسعة أشهر، أُعلن عن براءة التحقيق الاستقصائي "اللوبي" ورُفضت كل الشكاوى التي قدمت ضد الجزيرة. وفي هذا السياق، أشاد مصدر مسؤول في شبكة الجزيرة الإعلامية بما خلص إليه تقرير أوفكوم، مصرحًا لموقع القناة الإلكتروني: "لقد أثبت التقرير بهتان مزاعم خصوم الجزيرة، وأكد أن تحقيقاتها الصحفية منسجمة تمامًا مع معايير الموضوعية والمهنية للعمل الإعلامي. ويسعدنا أن هذه الأحكام برأت الجزيرة من كل هذه التهم، وهو ما يمثل دافعًا لنا للمضي في فضح انتهاكات حقوق الإنسان أينما كانت، وأيًا كان مرتكبوها، أو مجموعات الضغط التي تحميهم".

يأتي القرار بتبرئة الجزيرة تزامنًا مع بحث أوفكوم في شكاوى قدمتها وكالة الأنباء القطرية ضد قناتي العربية وسكاي نيوز عربية

ويأتي القرار بتبرئة الجزيرة تزامنًا مع بحث أوفكوم في شكاوى قدمتها وكالة الأنباء القطرية في حزيران/ يونيو الماضي، عبر مكتب "كارتر - رك" للمحاماة في بريطانيا، ضد كل من قناتي "العربية" و"سكاي نيوز عربية" لبثهما تصريحات ليس لها أساس من الصحة، نسبت كذبًا إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقب تعرض وكالة الأنباء القطرية (قنا) لقرصنة إلكترونية في 24 أيار/ مايو الماضي ومخالفتهما بالتالي قواعد المهنية والدقة في الأخبار. كما يتزامن القرار مع سعي الحكومة الإسرائيلية إلى إغلاق مكتب الجزيرة في القدس وسحب تراخيص مراسليها هناك بتهمة "التحريض".

 

اقرأ/ي أيضًا:

وكالة الأنباء القطرية تقاضي "العربية" و"سكاي نيوز" وعقوبات منتظرة

كيف كشفت مواقع التواصل تزييف العربية وسكاي نيوز.. القصة الكاملة