06-أكتوبر-2018

تمول السعودية "إيران إنترناشيونال" (Getty)

فضيحة إعلامية لأحد المحطات التلفزيونية المرتبطة بالسعودية في لندن، قصة جديدة بطلتها "إيران انترناشيونال تي في"، التي تدور الشبهات حول الجهة الممولة لها، والتي تتحدث مصادر عن ارتباطها بشكل وثيق بالسعودية رأسًا من ناحية التمويل، أما البطل الثاني لمشهد الفضيحة فهو يعقوب التستاري، مسؤول المكتب الإعلامي لما يسمى بـ"حركة النضال العربي لتحرير الأهواز" .

تتابع هيئة أوفكوم البريطانية عدة قضايا تحقيقات إعلامية متعلقة بترويج منصات سعودية للإرهاب عبر شاشاتها وصفحاتها من لندن

لندن: ساحة حرب إعلامية بالوكالة؟

حسبما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية فإن أوفكوم (هيئة الرقابة الإعلامية البريطانية) تحقق فيما قامت به شبكة تليفزيونية مقرها لندن، وتتصل بالمملكة العربية السعودية، بعد أن أذاعت تعليق المتحدث باسم "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز"، وهي كما وصفتها الصحيفة "جماعة انفصالية متطرفة"، يشيد فيه بالهجوم الإرهابي الذي وقع الشهر الماضي في مدينة الأهواز الإيرانية والذي أسفر عن مقتل 24 شخصًا على الأقل بينهم أطفال.

وصفت الصحيفة البريطانية تحقيق هيئة الرقابة الإعلامية على أنه "يبرز التأثير المتنامي للقنوات المرتبطة بالسعودية والتي تعمل من لندن، والتي أصبحت على نحو متزايد ساحة معركة إعلامية رئيسية للحروب بالوكالة في الشرق الأوسط".

اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات هجمات طهران.. داعش ومحمد بن سلمان وثالثهما المعارضة!

وتعتبر قناة "Iran International TV" التي تقع في مدينة  تشيسويك غرب لندن، هي أول منظمة إعلامية باللغة الفارسية، تقوم بإجراء مقابلة مع المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأهواز، بعد هجوم 22 سبتمبر/أيلول الماضي.

أما تصريحات يعقوب التستاري التي أثارت حفيظة أوفكوم، فقد كان فحواها يدور حول الإشادة بعمليات القتل التي أدانها مجلس الأمن بالأمم المتحدة، واٌقر  بأنها "إرهابية، شنيعة، وجبانة". وقد أكد تستاري في لقائه على القناة أن أهداف الهجوم كانت مشروعة، حيث استهدف "منصة مشاهدة العرض العسكري" في المكان الذي كان يقف المسؤلون فيه، أي الحرس الثوري، مؤكدًا على شرعية المقاومة المسلحة التي تتبناها "حركة النضال" التي يتحدث باسمها. ومن الجدير بالذكر أن تستاري تراجع عن تبني حركته للهجوم، وتبناه تنظيم "داعش" لاحقًا.

تؤكد أوفكوم أنها تحقق في المقابلة، وعلى الرغم من أنها لم تفتح تحقيقًا رسميًا حسب الغارديان، إلا أنها قالت إنها تقيم البرنامج "وفقًا لقواعد البث الخاصة بها". في هذا السياق أعلن سفير إيران في المملكة المتحدة حميد بايدنيجاد في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن السفارة الإيرانية في لندن تقدمت بشكوى ضد ما حدث.

من يمول إيران إنترناشيونال؟

إيران انتراناشيونال، هي واحدة من عدد متزايد من محطات التلفزيون الممولة سعوديًا في لندن، والمرتبطة بالشرق الأوسط. وقد أثيرت أسئلة حول تمويل الشبكة وارتباطاتها بالرياض، العدو اللدود لطهران، وقد اعتبر العديد من الإيرانيين، حسب الصحيفة، أن المقابلة بمثابة منح "مساحة للبث في الغرب" لداعش بعد هجوم إرهابي.

وقد تم إطلاق إيران إنترناشيونال، في مايو/أيار من العام الماضي، من قبل الشركة الأم التي تدعى Global Media Circulating، وفقًأ لسجلات أوفكوم.

اقرأ/ي أيضًا: هل يتحمل حسن روحاني مسؤولية أزمات إيران ومصائبها؟

أحد مديري الشركة هوعادل عبد الكريم، وهو مساهم سعودي، لديه تاريخ في العمل مع أعلام الإعلام السعودي مثل عبد الرحمن الراشد، المدير العام السابق لشركة العربية السعودية، ورئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد المصادر الخاصة التي عملت مع ولي العهد محمد بن سلمان، قال للغارديان :"إن أموال إيران إنترناشيونال أتت مباشرة من البلاط الملكي، وتقدر بنحو 250 مليون دولار". وأضاف المصدر بأن "المال يأتي من السعودية، إنه من الديوان الملكي" ، متسائلًا عما إذا كان المستثمرون الخاصون سيخاطرون بهذا المبلغ من المال على مثل هذا المشروع.

وبمواجهة بايبنون عن مصادر تمويل القناة، لم يُفصح، وقال في المقابل "إن عمليات التحرير والعمليات الفنية اليومية لشركة إيران إنترناشيونال تتم إدارتها من قبل DMA Media Ltd، وهي شركة أخبار بريطانية مملوكة لمساهمين بريطانيين من القطاع الخاص".وأضاف أنه "يمكن الحكم على إيران إنترناشيونال من خلال إنتاجها والسياسة التحريرية الضمنية، و هي سياسة لا تعكس وجهات نظر أي حكومة وتهدف إلى توفير الأخبار والآراء التي تهم جميع المتحدثين بالفارسية".

تتلقى "Iran International TV" تمويلًا مباشرًا من البلاط الملكي السعودي، في الوقت الذي تتورط فيه بالترويج للإرهاب واختلاق السيناريوهات لمناكفة إيران

من الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها إيران انترناشيونال لانتقادات شديدة، فق قد أعطت القناة في السابق تغطية حية واسعة لمظاهرة لجماعة مجاهدي خلق (MeK)، وهي منظمة تسعى لتغيير النظام في إيران ولها صلات بالمملكة العربية السعودية. وقد أدى الجدل حول تغطية مظاهرات "جماعة خلق" إلى توقف القناة عن تعاونها مع مهدي جامي، الصحفي الذي أشار إلى استياء داخلي حول قرار البث.

في هذا السياق يجدر القول أيضًا إلى أن قناة أخرى مثل Manoto TV ، تُعد من القنوات القريبة في سياساتها العامة ممن أسمتهم الغارديان "بالملكيين"، وذلك لتحدثها دومًا عن إيران ما قبل الثورة الإسلامية وتصويرها لهذا العصر على أنه عصر فاتن. وهي أيضًا من القنوات التي لم تُفصح عن مصادر تمويلها منذ العام 2012، ولم ترد على طلبات التوضيح الخاصة بهذا الشأن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السعودية وإيران.. إنه النفط

إسرائيل في الإعلام السعودي المنزعج من فلسطين.. هنا تل أبيب!