12-مارس-2025
جنوب السودان

شبح عودة الحرب الأهلية يخيّم على جنوب السودان (رويترز)

أعلن قائد الجيش الأوغندي، موهوزي كينيروجابا، أمس الثلاثاء، عن نشر بلاده قوات خاصة في العاصمة جوبا، بهدف 'تأمينها'، وفق تعبيره.

ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد التوتر بين رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، ونائبه ريك مشار، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق البلاد، المستقلة حديثًا عن السودان، مجددًا إلى أتون الحرب الأهلية.

وخلال الأيام الأخيرة، شهد جنوب السودان، الغني بالنفط، تزايدًا في التوترات، بعد اعتقال حكومة سلفاكير عددًا من كبار المسؤولين العسكريين المتحالفين مع مشار، إلى جانب وزيرين في الحكومة، أُطلق سراح أحدهما لاحقًا، فيما لا يزال الآخر رهن الاحتجاز.

وتُعد هذه الاعتقالات، إلى جانب الاشتباكات المسلحة التي اندلعت حول مدينة الناصر بولاية أعالي النيل، تهديدًا حقيقيًا لاتفاق السلام الموقع عام 2018، والذي أنهى حربًا أهلية دامت خمس سنوات وأودت بحياة نحو 400 ألف شخص.

بعد اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان في عام 2013، نشرت أوغندا قواتها في جوبا لدعم قوات سلفاكير ضد قوات ريك مشار، ولم تنسحب القوات الأوغندية، بعد ذلك، إلا  في عام 2015، لكنها عادت مرة أخرى لتنتشر من جديد في العاصمة جوبا عام 2016

التدخل الأوغندي:

أعلن قائد الجيش الأوغندي، موهوزي كينيروجابا، في سلسلة منشورات على منصة 'إكس'، بعضها نُشر ليلة الإثنين، والبعض الآخر صباح الثلاثاء، قائلًا: "قبل يومين، دخلت وحدات من قواتنا الخاصة إلى جوبا لتأمينها"، مضيفًا في منشور آخر: "نحن في قوات الدفاع الشعبي الأوغندية (الجيش الأوغندي)، لا نعترف إلا برئيس واحد لجنوب السودان، هو فخامة سلفاكير، وأي تحرك ضده يُعد إعلان حرب ضد أوغندا".

يشار إلى أنه بعد اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013، نشرت أوغندا قواتها في جوبا لدعم قوات سلفاكير في مواجهة قوات ريك مشار، قبل أن تسحبها عام 2015. غير أن القوات الأوغندية عادت للانتشار مجددًا في العاصمة جوبا عام 2016، عقب تجدد الاشتباكات بين الفرقاء الجنوبيين.

ومع توقيع اتفاق السلام في 2018، انسحبت القوات الأوغندية كجزء من ترتيبات التسوية، التي يبدو أنها مهددة بالانهيار في ظل تصاعد التوترات وعودة شبح الصراع إلى البلاد.

تخشى أوغندا، وفقًا لوكالة "رويترز"، من أن يؤدي اندلاع حرب شاملة في جارتها الشمالية إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين الجنوبيين إلى أراضيها، مما قد يتسبب في حالة من عدم الاستقرار على حدودها، وفي أسوأ السيناريوهات، قد يمتد العنف المسلح إلى داخل أوغندا نفسها.

ولم يوضح قائد الجيش الأوغندي، موهوزي كينيروجابا، ما إذا كان الانتشار الأخير للقوات جاء استجابة لطلب رسمي من حكومة الرئيس سلفاكير، أو إلى متى ستبقى القوات الأوغندية في جنوب السودان.

المواجهات العسكرية في مدينة الناصر:

أسفرت المواجهات الدامية في مدينة الناصر بين قوات جيش جنوب السودان والمجموعات المسلحة في المنطقة، إلى مقتل العديد من الضباط والجنود، حسب وكالة أسوشيتد برس، وتعتبر المواجهات الحالية هي الأعنف من نوعها منذ عدة أشهر، وسط توقعات بتفاقم الأوضاع سواءً.

يشار إلى أنّ مروحة تابعة للأمم المتحدة، تعرضت للاستهداف، بينما كانت تنفذ مهمة إجلاء إنسانية، وأدى الاستهداف الذي تعرضت له المروحية إلى مقتل أحد طاقمها وإصابة اثنين من المرافقين.

وأدانت الأمم المتحدة في بيان أصدرته بالمناسبة، هذا الهجوم معتبرة أنه يمثّلأ "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعكس انعدام الأمن المتزايد في جنوب السودان".

دعوة أممية لتجنب التصعيد:

وجّهت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية دعوة إلى فرقاء الأزمة لوقف إطلاق النار وتجنب التصعيد، والجلوس بدلًا من ذلك على طاولة الحوار من جديد لاحتواء الوضع، وتفعيل اتفاقية السلام الموقعة 2018.

ولفتت شبكة بي بي سي البريطانية، إلى وجود ضغوط إقليمية ودولية على فرقاء الأزمة، لمنع انجراف المواجهات نحو حرب شاملة، والالتزام بدلًا من ذلك باتفاق السلام.