09-ديسمبر-2022
Mo Salah The ONE

من الفيلم

إنها حدوتة ولد من الأرياف صعد من الريف المصري إلى العالمية، ولد لعيب حريف وحالة لا يمكن أن تتكرر بسهولة، أطلقت عليه ألقاب مثل "فخر مصر" وأيضًا "فخر العرب" وباللهجة العامة المصرية يوصف بكونه "ما فيش زيه" أي لا مثيل له. لاعب من طراز كبير قيل فيه من قبل العديد من محللي كرة القدم "رجل من الصعب أن يخطئ أمام المرمى" وهو "سلطان الكرة الإنكليزية". بابتسامته الجميلة وبشرته السمراء وملامحه الجميلة سرق محمد صلاح قلوب المصريين والعرب والكثير من متابعي كرة القدم حول العالم.

يضيء فيلم "Mo Salah The ONE" على الدروس التي يمكن تعلمها من تجربة صلاح، بدءًا من انطلاقته المصرية والأفريقية، وصولًا إلى ليفربول عام 2017 وحصده عشرات الألقاب

يضيء الوثائقي "Mo Salah The ONE" على الدروس التي يمكن تعلمها من مسيرة محمد صلاح، بدءًا من انطلاقته المصرية والأفريقية، فرحيله إلى نادي بازل السويسري، ثم الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي، وصولًا إلى ليفربول عام 2017 وحصده عشرات الألقاب.

دروس مستفادة يقدمها لنا الوثائقي (135 دقيقة) من خلال سيرة محمد صلاح، تبدأ من الثقة بالنفس والتفكير الإيجابي والتفاؤل بالخير والتركيز والإيمان بالنفس واتباع الإحساس، والاستماع للصوت الداخلي والصبر والتحمل وعدم الوقوع في ما يبديه الآخرون من آراء سلبية حيالنا.

لا يؤمن محمد صلاح بالنحس وما شاكله ويقول "العمل هو فقط ما يثمر". يعطي محمد صلاح قيمة كبيرة للعمل الجاد التدرب وقد استأجر منزلًا خاصًا لذلك وبدأ بالتدرب على نقاط ضعفه. بالنسبة له يجب على الدوام تحفيز الجسد والعقل على إعطاء المزيد ومحاولة الوصول إلى الكمال في اللعبة: "لو حد قال إنك سريع، اشتغل أكثر على نفسك إنك تكون أسرع". بهذه المعادلة يمكن فهم التطور المستمر والهائل حققه محمد صلاح في أدائه وأجبر الكثيرين على تغيير رأيهم فيه، وفرض نفسه رقمًا صعبًا في ليفربول والدوري الإنجليزي والكؤوس الأوروبية.

يتطرق الوثائقي إلى حياة محمد صلاح العائلية. يشير إلى دور الدعم العالي في مسيرة الإنسان نحو النجاح. الحب والمساندة، الأب والأم والأخ والزوجة والأولاد. عناصر لوصفة نجاح محمد صلاح وهم أشخاص خارج الأضواء لشخص سرق كل الأضواء في مسيرته كلاعب كرة قدم. يمر الوثائقي على محطات عدة أخرى في مسيرة محمد صلاح ومنها أعماله الخيرية، توضعه وأخلاقه واحترامه وإنسانيته، علاقته الفريدة مع الأطفال، دفاعه عن الحق. ببساطة يمكن القول إن محمد صلاح رجل يحمل من النبل ما يكفي لينجح وليكون قدوة.

يقول أثناء تسلمه كأس أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي "أوعا تبطل تحلم". الولد الذي عاش في الأرياف وكان راتبه 5 دولارات في الشهر، وصل راتبه في عام 2022 إلى حوالي ثلاثة مليون دولار أمريكي، وبلغت قيمته السوقية عام 2021 حوالي 130 مليون دولار أمريكي وأصبح بذلك أغلى لاعب عربي وأفريقي. وهذه النتائج حصيلة السعي وراء أحلامه والسعي الدؤوب لتحويل الهزائم إلى إنتصارات.

لكن المسيرة لم تكن سهلة، فقد كانت مضنية على الشاب، بدءًا من النقد الجارح والآراء السلبية في أدائه عام 2011، وصولًا إلى استغناء تشيلسي عنه وإعارته لعدة أندية أوروبية. يقول صلاح "حلم كل لاعب أن يلعب أكثر وقت ممكن لا أن يجلس على دكة الاحتياط". ترك صلاح الدوري الإنجليزي لكنه أصر على العودة وصرح بالقول "قررت أرجع للدوري الإنجليزي علشان الكل يشوف إمكانياتي في اللعب".

شاركت مصر في نسخة مونديال عام 1930 ببطاقة دعوة وجهت إليها في حينها، وفي عام 1990 كانت المرة الأولى والوحيدة التي تتأهل مصر إلى فعاليات كأس العالم، ومن ثم انتظروا 28 عامًا لإعادة الإنجاز التاريخي والتأهل لكأس العالم بقيادة محمد صلاح ورفاقه بعد تسجيله هدفين، أحدهما بضربة جزاء، في المباراة التي جمعت بين المنتخب المصري ومنتخب الكونغو، وانتهت بنتيجة 2-1 لصالح المنتخب المصري سجلهما محمد صلاح، وعلى إثر ذلك تأهل المنتخب المصري لكرة القدم إلى نهائيات مونديال 2018 في روسيا لأول مرة منذ عام 1990.

الشعب المصري عاشق لكرة القدم، ويعد صلاح أيقونة مصرية، لذلك كانت الآمال معلقة عليه، لا سيما أن المنتخب المصري وصيف بطل أمم أفريقيا، وهناك العديد من الفرق المشاركة في كأس العالم فازت مصر عليها

غير أن سنة 2022 جاءت حزينة على المصريين، تفاصيل صغيرة أضاعت أحلامهم الكروية، فقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من جعل هذا العام الأفضل في تاريخ الرياضة المصرية، لكنّ سوء الطالع جعلها سنة سوداء لكرة القدم المصرية، على صعيد الأندية والمنتخب، وعلى نجمها الأول وأحد أفضل اللاعبين في العالم محمد صلاح.

ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق، وسوء الحظ رافق محمد صلاح، سواء في الدوريات الأوروبية حيث خسر نهائي دورة الأبطال وخسارة الدوري الإنجليزي، وانسحب سوء الحظ إلى مشواره مع المنتخب المصري بعد خسارة الأخير نهائي كأس الأمم الأفريقية أمام السنغال بضربات الترجيح.

المواجهة مع السنغال استمرت حيث تواجه الفريقان في تصفيات كأس العالم، وكانت مباراة فاصلة انتهت بخسارة المنتخب المصري أمام المنتخب السنغالي بضربات الترجيح للمرة الثانية، وأضاع محمد صلاح فرصته في التسجيل من خلال ضربة الترجيح مما أثر على أداء اللاعب المصري حتى في نادي ليفربول.

الشعب المصري عاشق لكرة القدم، ويعد صلاح أيقونة مصرية، لذلك كانت الآمال معلقة عليه، لا سيما أن المنتخب المصري وصيف بطل أمم أفريقيا، وهناك العديد من الفرق المشاركة في كأس العالم فازت مصر عليها في مواجهات سابقة مثل الكاميرون والمغرب.

الخيبتان الكبيرتان التي تعرض لهما المنتخب المصري أمام السنغال، كانت لهما آثار سيئة على الجمهور المصري الكبير، لكن الخاسر الأكبر كان محمد صلاح الذي عانده الحظ في تحقيق أول ألقابه مع المنتخب الوطني، بالإضافة إلى غيابه عن مونديال قطر 2022.

تراجع مستوى صلاح بشكل ملموس. إحدى الإحصائيات أظهرت أن صلاح سجل 23 هدفًا وصنع تسعة في 26 مباراة مع ليفربول قبل كأس الأمم الإفريقية، وانخفضت أرقامه التهديفية بشكل واضح بعد البطولة، حيث اكتفى بتسجيل سبعة أهداف وصناعة ستة في أول 21 مباراة مع فريقه. سوء الحظ تبع محمد صلاح حين رفضت الفيفا الطعن الذي قدمه الاتحاد المصري لكرة القدم بسبب السلوك السلبي للجمهور السنغالي في حينها، واستخدام الليزر للتشويش على معنويات وأداء اللاعبين المصريين.