07-نوفمبر-2022
الأوروغواي

"Getty" طموحات كبيرة للأوروغواي في كأس العالم 2022

تستعد الأوروغواي لتسجيل تواجدها الـ 14 في نهائيات كأس العالم، بعد أن حجزت لها مكانًا بين المتأهلين إلى مونديال قطر 2022، بحلولها ثالثًا في تصفيات قارة أميركا الجنوبية، وراء البرازيل والأرجنتين.

الأوروغواي

يعد منتخب أوروغواي لكرة القدم من بين الأقوى على الساحة العالمية على مر الزمن، ويوجد في سجلاته إنجازات كبرى عديدة، أهمها لقبين في بطولة كأس العالم توج بهما في عامي 1930  1950، كما فاز بكأس كوبا أمريكا في 15 مناسبة.

الأوروغواي

بريق الكرة الأوروغويانية خف قليلًا في السنوات الأخيرة، لكنه لم ينقطع يومًا عن تقديم المتعة من خلال صناعة أجيال عظيمة سابقة، وأسماء مميزة ستكون حاضرة بالتأكيد في قطر بداية من 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حيث يستهل "السيليستي" مشوار استعادة الأمجاد من المجموعة الثامنة التي تضم أيضًا كل من، البرتغال وغانا وكوريا الجنوبية.

طريق "السماوي" إلى قطر

لم يكن طريق منتخب أوروغواي إلى المونديال القطري سهلا أمام كتيبة المدرب دييغو ألونسو، التي ورغم البداية القوية بفوزين على تشيلي وكولومبيا، إلا أنها عانت في فترات متفاوتة قبل أن تحسم أمر التأهل في الجولة ما قبل الأخيرة، عقب فوزها على بيرو بهدف وحيد أحرزه جيورجيان دي أراسكايتا في العاصمة مونتيفيديو.

الأوروغواي

لعب "الأزرق السماوي" خلال التصفيات 18 مباراة، واستطاع أن تحقيق الفوز في 8 منها وتعادل في 4 وخسر 6 مباريات، محرزًا أمام منافسيه 22 هدفًا وتلقت شباكه نفس العدد من الأهداف. حصد المنتخب الأوروغوياني في النهاية 28 نقطة وضعته في المركز الثالث، خلف البرازيل المتصدرة (45 نقطة)، والأرجنتين (39 نقطة)، في حين احتلت الإكوادور المركز الرابع بـ 26 نقطة وحجزت آخر مقاعد المونديال عن أمريكا الجنوبية.

البطل المونديالي الأول

باستثناء ثمان نسخ غابت عنها، كانت أوروغواي حاضرة بشكل شبه دائم في النهائيات العالمية، منذ أن منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" شرف استضافة النسخة الأولى على أراضيها بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلالها.

الأوروغواي
الأوروغواي بطلة النسخة الأولى من كأس العالم 1930

البداية كانت قوية عندما نالت أوروغواي لقب المونديال الأول عام 1930، عقب تصدرها المجموعة الثالثة في المرحلة الأولى، ثم الفوز في نصف النهائي على يوغوسلافيا (6-1)، قبل أن تواجه جارتها الأرجنتيني في المباراة النهائية وتهزمها بأربعة أهداف لاثنين على ملعب "سنتيناريو" في مونتيفيديو.

قاطعت أوروغواي مونديال 1934 في إيطاليا بسبب رفض أغلب المنتخبات الأوروبية المشاركة في المونديال الذي أقيم على أراضيها، وانسحبت أيضًا من نسخة 1938 التي نظمتها فرنسا، دعمًا لموقف دول القارة اللاتينية في الاعتراض على عدم منح الأرجنتين حق استضافة البطولة.

الأوروغواي
الأوروغواي بطلة مونديال 1950

أوروغواي عادت لتظهر في العرس الكروي العالمي عندما احتضنت البرازيل نهائيات 1950، ونالت اللقب الثاني لها أمام أعين نحو 200 ألف متفرج تواجدوا بمدرجات ملعب "الماركانا" في نهائي حسمه "السيليستي" لصالحه بهدفين لهدف وسط دموع الملايين من أنصار "السيليساو" الذين كانوا يمنون النفس في لقب عالمي أول، فبات يعرف هذا الحدث بكارثة الماراكانا.

الأوروغواي
هدف الأوروغواي في نهائي الماراكانا 1950

بعد 4 أعوام وفي نسخة سويسرا عام 1954، أنهى منتخب الأوروغواي رحلته في المركز الرابع، ليغيب بعدها عن مونديال 1958 ويظهر بمشاركة مخيبة في نهائيات 1962 التي ودع منافساتها من الدور الأول، ثم تواجد في مونديال إنجلترا 1966 وخرج من دور ربع النهائي، قبل أن يقدم أداء لافت في بطولة المكسيك 1970 ويصل إلى النصف نهائي الذي خسره فيه أمام نظيره البرازيل البطل في ذلك العام.

الأوروغواي
الأوروغواي وإنجلترا في كأس العالم 1954

في مونديال ألمانيا عام 1974 ودعت أوروغواي من دور المجموعات، وفي نسختي 1986 و 1990 اكتفت بالتأهل إلى دور الـ 16،  ثم خرجت من دور المجموعات في المونديال الآسيوي الذي أقيم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.

الأوروغواي
الأوروغواي وفرنسا في كأس العالم 2002

الأوروغواي قريبة جدًا من الوصول إلى المباراة النهائية في مونديال جنوب إفريقيا 2010 لكنها خسرت في نصف النهائي أمام هولندا بهدفين لثلاثة وحلت رابعة للمرة الثانية في تاريخها.

الأوروغواي
الأوروغواي وغانا في كأس العالم 2010

وفي نسخة البرازيل عام 2014 ودعت البطولة من دور الـ 16 بعد هزيمة مفاجئة من كولومبيا بهدفين نظيفين، أما في مشاركتها الأخير بروسيا 2018  فقد بلغت ربع النهائي، قبل تخرج على يد فرنسا التي انتصرت بثنائية وأكملت طريقها لتحرز اللقب في النهاية.

منتخب طموح يحلم بالثالثة

تدخل أوروغواي مونديال قطر 2022 بعيدة تمامًا عن ترشيحات الفوز باللقب، لكنها دائمًا ما تكون الرقم الصعب أمام أقوى المنتخبات، خصوصًا وأنها هذا العام تضم مجموعة من اللاعبين الشباب المحترفين على أعلى مستوى في أوروبا، إلى جانب عناصر خبرة من طينة العمالقة في عالم المستديرة.

الأوروغواي

عقب 15 عامًا من تدريب منتخب أوروغواي، ترك اوسكار تاباريز منصبه في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 ليحل مكانه الشاب دييغو ألونسو، الذي سرعان ما أعاد الاستقرار "للسيليستي" بعد فترة من التخبط خلال التصفيات تحت قيادة "المايسترو".

الأوروغواي

ويتمتع ألونسو بخبرة كبيرة على مستوى الأندية، حيث قاد فريقي "بينيارول" و"بيا بيستا" في الأوروغواي، بجانب "أولمبيا" و"غواراني" في الباراغواي، وإنتر ميامي الأمريكي، و"مونتيري" و"باتشوكا" المكسيكيين اللذان قادهما إلى التتويج بدوري أبطال الكونكاكاف.

نجح ألونسو في تحقيق سلسلة من الانتصارات، قادت أوروغواي إلى أن تكون من بين الـ 32 منتخبًا المتواجدين في العرس القطري، وخلق أجواء إيجابية بين اللاعبين جعلت من المنتخب أكثر تماسكًا وقوة داخل المستطيل الأخضر.

الأوروغواي

خلال إحدى المؤتمرات الصحفية، قال ألونسو: "نرغب في أن نكون أبطال العالم. لدينا الكثير من الحماس ونؤمن في قدراتنا، وطالما نشارك في المونديال فسنرغب في الفوز به"، تصريحات كانت الغاية منها رفع الثقة وسقف الطموح لدى عناصر المنتخب، لكنها في الوقت نفسه لم تأت عن عبث.

الأوروغواي

لدى ألونسو عدة خيارات مميزة في كل مركز بين الدفاع وخط الوسط والهجوم، وحتى في حراسة المرمى، الأمر الذي يُعطي أوروغواي الحق في التفكير بالظفر بالكأس العالمية كباقي الخصوم الآخرين.

الأوروغواي

ويتواجد لحماية عرين "السيليستي" المخضرم فيرناندو موسليرا حارس مرمى غلطة سراي التركي، وفي الدفاع هناك دييغو غودين صاحب التجربة الكبيرة مع أتلتيكو مدريد وإنتر ميلان، وخوسيه خيمينيز لاعب الأتلتي، وماتياس فينا المتألق مع روما، وماتياس أوليفيرا من نابولي، إضافة إلى مدافع برشلونة رونالد أروخو الذي تعرض لإصابة خطرة في أيلول/سبتمبر ومن غير المعلوم إذا ما كان سيلحق بالمونديال أم لا.      

الأوروغواي

أوروغواي محظوظة بخط الوسط الذي تمتلكه بتواجد فريدريكو فالفيردي، الذي خطف كل الأضواء في ريال مدريد، ورودريغو بنتاكور المايسترو مع توتنهام هوتسبير، ولوكاس توريرا من غلاطة سراي، ماتياس فيتشينو ذو الأدوار الهجومية الناجحة مع لاتسيو.

الأوروغواي

أما في خط الهجوم فتمتلك أوروغواي واحدًا من الأقوى والأخطر في المونديال القادم، بحضور لويس سواريز الغني عن التعريف والقناص المرعب ادينسون كافاني، إلى جانب داروين نونيز نجم ليفربول الجديد الصاعد بقوة ليكون أحد الأبرز على الساحة العالمية. 

الأوروغواي

في ظل تواجد هذه الأسماء فإن حظوظ منتخب أوروغواي بمونديال قطر ستكون كبيرة لعبور الدور الأول، وربما الذهاب بعيدا لتحقيق شيء ما يرضي جماهير الأزرق السماوي، الطامحة إلى معانقة الأمجاد الكروية من جديد. الأوروغواي تفتتح مبارياتها في كأس العالم، بلقاء كوريا الجنوبية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، ثم تواجه البرتغال بعدها بأربعة أيام، قبل أن تختتم دور المجموعات بلقاء غانا يوم 2 كانون الأول/ديسمبر.