20-أغسطس-2015

الباب الشرقيّ للبحر الأسود في الشّمال الشّرقيّ لتركيّا (Getty)

تطلّ مدينة أوردو على البحر الأسود. إنها الباب الشرقيّ للبحر الأسود في الشّمال الشّرقيّ لتركيّا. المدينة السّاحرة بجغرافيّتها وطبيعتها الخلّابة، عاصمة البندق، حافظت على غناها الثقافيّ وجمالها الطّبيعيّ رغم التحولات.

أخيرًا، ازداد اهتمام المسؤولين الأتراك بمنطقة البحر الأسود، الّتي لم تلحظها النّهضة السّياحيّة الّتي شهدتها تركيا خلال العقد الماضي، ذلك رغم طبيعتها الخلابة. في الأساس، اعتمدت تركيا على تطوير المناطق الجنوبية، التي تعتبر الهدف الرئيسي للسياحة الأوروبية. السائح الأوروبي، عادةً، يبحث عن الشمس والبحر، ولكن بعد أن أصبحت تركيا وجهة السّياحة العربيّة تغيّرت المعايير. فالعرب لا يبحثون عن الشمس والشواطئ نظرًا لطبيعة بلادهم الجغرافية. ومن هنا بدأ الاهتمام بتلك الطبيعة السّاحرة وتجهيزها لاستقبال الأعداد الكبيرة من الباحثين عن الطبيعة والهدوء لقضاء عطلهم.

ازداد الاهتمام الرسمي بأوردو بعد تعرفها إلى السياح العرب

أوردو تعتبر من أهم تلك المدن المطلّة على البحر الأسود، والأصح، جوهرة البحر الأسود. تلقب بالكثير من الأسماء لما تمتلكه من ميزات فريدة، وأهمها أنها "عاصمة البندق" لأنّها المدينة الأولى عالميًا في إنتاج وتصدير البندق. جبال أوردو تحتضن أكبر مخزون بندق بالعالم. كلّ حبّة بندق من ثلاثة بالعالم، سيكون مصدرها تلك المدينة، فحقول البندق تغطّي الجبال والوديان وتعتبر مصدر دخل العائلات القرويّة.

اقرأ/ي أيضًا: أجمل الأماكن السياحية في تركيا

وإلى جانب البندق الشهير، يقال للمدينة "مدينة الأكسجين، أرض الهدوء، وقلب الشمال". وهنا، يقام مهرجان البندق الذّهبي سنويًا في المدينة، خلال شهر أيلول/سبتمبر ليستقطب الكثير من السّائحين العرب والأجانب. ذلك من خلال إبراز الثّقافة والتّراث الخاصّ من مأكولات وملابس تراثيّة وعروض موسيقيّة فنيّة. وبطبيعة الحال، يكون البندق تحديدًا مركز هذا المهرجان، كما يقام مهرجان ربيع أوردو في عشرين أيّار/ مايو من كلّ عام، ويشارك فيه الآلاف احتفالًا بالرّبيع. والربيع ليس طارئًا، إذ يعود تاريخ المدينة إلى ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد ويعني اسمها أوردو في اللّغة التّركيّة معسكر الجيش. وعلى بعد سبعة عشر كم هناك حقل "برشامبه" الَّذِي يستضيف احتفالات رياضة المصارعة الزّيتيّة منذ عام 908 حتّى يومنا هذا.

أثناء مناولته الماء لزواره، يقول محمود، بائع البندق الَّذِي يلتقي بالسائحين من كافّة الجنسيّات، ببشاشة معهودة "عندما تشربون ماء المدينة يزيد عشقكم لها". ويعتقد أن أوردو بجمالها وسحرها وغروبها وشلالاتها باتت تستقطب الكثير من السّائحين الَّذِينَ يهربون من ضجيج المدن باحثين عن هدوء الطبيعة وأنغام أشجارها. يبدو ريفيًا صادقًا، ويعقب بشغفٍ لافت "أوردو كلّها مزرعة من أشجار البندق". وشغف الرجل ليس مجانيًا، فالبندق مصدر دخل العائلات القرويّة، بإنتاج سنوي يزيد عن ستّمائة ألف طنّ من قطع النقولات الشهية. وللبندقّ حسب رأي محمود، قيمة معنويّة شعبيّة. كلّ سكّان المنطقة يعتزّون به، ويتبادلونه كهدايا. إنه بمثابة النّفط  الطَّبِيعِي بالنّسبة إليهم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مقبرة العالية.. مفخرة الموتى في الجزائر 

سياحة "على قد الحال".. كيف تزور اليابان بأقل التكاليف؟