أوراكل تكشف عن أكبر "حاسوب فائق" للذكاء الاصطناعي في العالم

أعلنت شركة أوراكل عن إطلاق ما وصفته بأنه أكبر حاسوب فائق مخصص للذكاء الاصطناعي في العالم، وذلك خلال مؤتمر Oracle CloudWorld 2025 في لاس فيغاس. ووفقًا لموقع "تيك رادار"، فإن هذا الإعلان يمثل لحظة فارقة في سباق شركات التكنولوجيا الكبرى لتوفير منصات حوسبة قادرة على تلبية الطلب المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة.

بنية ضخمة وأرقام مذهلة

الحاسوب الجديد، الذي تم بناؤه بالتعاون مع شركة NVIDIA، يعتمد على أكثر من 64,000 وحدة معالجة رسومية (GPU) من طراز H100، موزعة على 16,000 عقدة حوسبة. هذه البنية الهائلة تم نشرها في مراكز بيانات Oracle Cloud Infrastructure (OCI) في الولايات المتحدة، وتحديدًا في منطقة US West.

هذا الإعلان يمثل لحظة فارقة في سباق شركات التكنولوجيا الكبرى لتوفير منصات حوسبة قادرة على تلبية الطلب المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة

وفقًا لأوراكل، فإن هذا النظام قادر على توفير أداء حوسبي يتجاوز 700 إكسافلوبس (ExaFLOPS) في مهام الذكاء الاصطناعي، وهو رقم يضعه في صدارة الحواسيب الفائقة عالميًا من حيث القدرة المخصصة لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) ونماذج الرؤية الحاسوبية.

لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الضخامة؟

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيدًا، مثل GPT وGemini وClaude، والتي تتطلب موارد حوسبة هائلة لتدريبها وتشغيلها. وقد صرّح جريج لافندر، كبير مسؤولي التكنولوجيا في أوراكل، أن هذا الحاسوب الفائق "صُمم خصيصًا لتدريب النماذج العملاقة بسرعة وكفاءة، مع تقليل التكاليف مقارنة بالأنظمة التقليدية".

أوراكل لم تكتفِ بالإعلان عن العتاد، بل كشفت أيضًا عن شراكات مع شركات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي مثل Cohere وCharacter.AI، والتي ستستخدم هذا الحاسوب لتدريب نماذجها. هذه الخطوة تضع أوراكل في منافسة مباشرة مع عمالقة الحوسبة السحابية مثل أمازون AWS ومايكروسوفت أزور، اللتين تستثمران بدورهما في بنى تحتية مماثلة بالتعاون مع شركات مثل Anthropic وOpenAI.

البعد الاقتصادي والتقني

من الناحية الاقتصادية، يشير هذا الإعلان إلى أن أوراكل تراهن على أن الطلب على الذكاء الاصطناعي لن يتباطأ، بل سيتسارع، مما يبرر استثمارها في بنية تحتية بهذا الحجم. أما تقنيًا، فإن استخدام وحدات H100 من إنفيديا، والتي تُعد من أقوى وحدات المعالجة الرسومية في السوق، يعكس التوجه نحو تسريع التدريب وتقليل استهلاك الطاقة مقارنة بالأجيال السابقة.

استعراض عضلات أم ضرورة استراتيجية؟

رغم أن الإعلان يحمل طابعًا استعراضيًا من حيث الأرقام، إلا أن الواقع يشير إلى أن الشركات التي لا تملك بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي ستتراجع في سباق الابتكار. أوراكل، التي كانت تُعتبر لاعبًا ثانويًا في مجال الحوسبة السحابية، تحاول الآن أن تعيد تموضعها كمزود رئيسي للبنية التحتية الذكية، مستفيدة من خبرتها في قواعد البيانات وعلاقاتها مع المؤسسات الكبرى.

إعلان أوراكل ليس مجرد خبر تقني، بل هو مؤشر على تحولات أعمق في بنية الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث أصبحت القدرة على تدريب النماذج العملاقة معيارًا جديدًا للقوة التكنولوجية.