تظاهر المئات في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المُحتل احتفالًا بسقوط نظام بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا بعد دخول فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، فجر أمس الأحد، حيثُ رفعوا أعلام الثورة السورية، ورددوا الأغاني الوطنية التي تؤكد انتمائهم إلى سوريا، وسط تمركز لدبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد جرادات، إن الأهالي وصلوا إلى "بيت الشعب" في مجدل شمس لليوم الثاني للاحتفال بسقوط نظام الأسد في سوريا، مضيفًا أن سكان مجدل شمس يؤكدون على أنهم جزء من الشعب السوري، وأظهر مقطع فيديو رُفع فيه لافتة كتب عليها "الجولان يشارك الوطن سوريا أفراح النصر"، فيما كان علم الثورة السورية يتدلى على بناء "بيت الشعب"
في حديثها لوكالة الأنباء الفرنسية، تصف ميس إبراهيم شعورها بسقوط نظام الأسد بالقول: "نحن جزء من الشعب السوري ونحن سعداء جدًا اليوم"، مضيفة "نريد رؤية سوريا حرة وأصواتًا مختلفة وأشخاصًا مختلفين"، مؤكدةً على أن السوريين دفعوا "ثمنًا باهظًا" خلال العقود التي حكمت فيها عائلة الأسد البلاد بالحديد والنار، وأعربت عن أملها أن يؤدي فرار الأسد "إلى إنهاء الحروب وإحلال السلام".
سكان بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المُحتل الذين تظاهروا احتفالًا بسقوط نظام بشار الأسد أكدوا على انتمائهم إلى وظنهم الأم سوريا
من جانبه، يرى علاء الصفدي، الذي قتل صهره في سجون نظام الأسد، أن السكان الدروز الذي يعيشون في الأراضي المحتلة أو سوريا أو لبنان أو الأردن، هم مجتمع "واحد"، مؤكدًا على أن "جميعهم مرتبطون ومترابطون". ولم يخفِ الصفدي التعبير عن سعادته بسقوط الأسد، معتبرًا أنه "في غضون عامين، سنتمكن من الخروج من هنا بحرية واحتساء القهوة في مقاهي دمشق".
أما ريا فخر الدين التي كادت أن تغلبها الدموع فرحًا عندما سمعت بخبر سقوط الأسد عند الساعة السادسة صباحًا، فقد وصفت شعورها بالقول "كدنا لا نصدق الأمر"، نافية شعورها بالقلق من المستقبل بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق، مؤكدة أن "ما حدث لم تقم به جماعة إسلامية، بل الشعب السوري".
سكان مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يواصلون الاحتفال بعد سقوط نظام بشار الأسد #سوريا #ردع_العدوان @JaradatAhmad1 pic.twitter.com/88BUrZO3fV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 9, 2024
من جهته، يقول ياسر خنجر إنه يريد إرسال رسالة إلى الرئيس الأميركي المُنتخب، دونالد ترامب، يخبره فيها أن مرتفعات الجولان لا تزال تابعة لسوري، وذلك بعدما اعترف ترامب رسميًا في العام 2019 بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، مضيفًا "لهذا السبب نحن سعداء بسقوط بشار الأسد، فهو لم يطالب بتحرير الجولان"، معربًا عن أمله في أن تتغير الأمور الآن.
وكانت إسرائيل قد احتلت مرتفعات الجولان التي ينتمي غالبية سكانها إلى الطائفة الدرزية عقب نهاية حرب السابع من حزيران/يونيو عام 1967، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، وتقع مجدل شمس في هضبة الجولان على مفترق طرق أربع دول هي سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن، ويعيش فيها حوالى 25 ألف إسرائيلي إلى جانب حوالى 23 ألف سوري، يقول معظمهم إنهم سوريون، فيما يصفنهم الاحتلال بحكم أمر الواقع على أنهم مقيمين.