10-أغسطس-2017

أركيب كويندزي/ أوكرانيا

جئنا من الجبال

من حيث ينبت العنب الأحمر، واللوز المرّ، والبلّوط بثماره التي تُنبئ بالدوار

نزلنا

وما كان بيننا من يجيد الكلام عن أصوات الحياة المصنَّعة

والمعادن المكدّسة، والإسمنت المسلح

نحن أبناء بيوت الطين

أصدقاء أعشاش الطيور

وجحور الأفاعي

وبيوت النمل...

نحن أصدقاء فئران الحقول

والكلاب السائبة

/

الذين كُنتُم تهزأون من ثيابنا

ومن شعورنا المشعّثة

ومن أسناننا المهترئة

وأيدينا الخشنة

 

نسير بينكم اليوم

لا تفرّقنا عنكم ملابس ولا لغات

نشرب من ذات الكؤوس التي تشربون منها

ونمارس الجنس كما تفعلون

ونضجر مثلكم تمامًا

نحملُ

مثلما تفعلون

أوراقًا، وكتبًا

وجوازات سفر

وهدايا لأصدقائنا

ونحملُ أيضًا

إذا كُنتُم قد نسيتم

دمًا ثقيلًا

وأحلامًا بالرجوع إلى بيوت الفئران التي تركناها مفتوحةً وراءنا

بينما تبحثون عن معدنٍ جديدٍ

وإسمنت مسلّح...

/

نعرف جيدًا أننا أبناء جيل مفخّخٍ

ليس فينا زاويةٌ فارغةٌ من الفخاخ       

نمشي في شوارع المدن الحديثة

مدججين بالدهشةِ

مأخوذينَ

كأنما ولِدنا توًّا

ونكتشف شيئًا فشيئًا معنى هذا العالم...

/

لنقل ذلك بشكلٍ واضحٍ

الآن

في جعبتنا ملايين الخيبات

نستحقّ أن نعترف لأقرانِنا من الأجيالِ الأخرى

ممن لم يعرفوا معنى أن يولدَ المرءُ ساكِتًا

أن يعيشَ سكاتًا

صموتًا

صمًّا

لا يقولُ ولا يشيرُ ولا يتفوّهْ

نملكُ أن نصرخَ الآنَ

أن نحتجّ على الملأ... ونحزنَ بهدوء

أنتم لا تعرفون أبدًا

معنى أن نأخذَ صورًا، ولو كاذبةً، مع الحياةْ.

/

لا تعرفونَ معنى الخجل الأبديّ الذي يعترينا

لأننا ننبهرُ بكلّ هذاِ النعيمِ.

 

ولأننا

أبناء الشوارع العاديّةِ

 

نريدُ أن نقول وبكلّ جرأةٍ

الآنَ

طزّ...

 

اقرأ/ي أيضًا:

القيامة الآن

سباق مع الرصاصة