30-يوليو-2017

عمل فني في إسطنبول لـ دوريس سالسيدو/ كولومبيا

  • إلى إسطنبول وكامل الماء

 

المدن الثلاثة التي أدمنتها.. مُحرّمٌ عليّ دخولها.. أو الدنو من حدودها المائية، أو الجويّة

حتى لو صيرني الشّوق طيرًا، لصادتني الغيوم ببرقها.. وأدمتني.

 

دمشق أولًا

مدينة البدايات، وسِفر العِطر والولادة

لدمشق كل القصائد، والخطوط.. لم تُكتب بعد.

"لا تستطيع الحديث عن مدينتين إحداهما دمشق".

 

بيروت ثانيًا..

سفر للانسلاخ عن المشيمة، والتحامٌ للماء بالماء.. عنوة.

"على رمال بيروت تعمّدت وحدي.. بالملح والماء"

 

إسطنبول ثالثًا

مدينة المدائن

خاتمة الحكايات 

مرساة لكل أسفار الحياة

وسفرٌ للعبور.

على الألم..

"من هناك ركبت البحر... حتى تمزقت الحدود من حجم الهزيمة "

 

إسطنبول تعني:

"نهمًا حميميًا إلى النساء اللواتي يختزن الليل في العينين".

 

قصر آيا صوفيا العظيم.. بناه الإمبراطور جستنيان، وصرخ فيه:

يا سليمان الحكيم اشهد.. لقد تفوّقت عليك.

الصعود إلى كورتلوش.

الغرفة الفقيرة من كل شيء.. عدانا.. الأحذية الكثيرة "وسائد الليل الوحيدة"

إلقاء صاحب المنزل لأغراضنا.. كتبنا، باكرًا، على قارعة الطريق.

الموسيقى التي توزّع نفسها.. وتنظم اللحن.. بارتجال البديهة،

طوال الأرصفة الممتدة في شارع الاستقلال، وبين ساحة تقسيم وبرج غلطا.

قداح الشّاي وطاولات الزهر في البوليڤارد.

 

الباب العالي "قصر توبكابي"

الجامع الأزرق، والمآذن التي تشبه حراب زيوس.

الجراند بازار.. حنينٌ فوضويٌّ إلى الأسواق ذات السقوف الدائرية.

المِثليون المنتشرون مثل أعواد الكبريت على جسد الشوارع.. يشتعلون.. بأنفسهم.. بكامل الاعتزاز.

"هنا مدنٌ لتحتمل الجميع"،

كما تحتمل كل الطقوس في يومٍ صيفيٍ واحد، في تموز

الماريوانا الرخيصة في أزقة طرلاباشي، ومنزل الشّاب كوكي، الذي انشقّٓ عن كلّ البلاد، واتّجه إلى الغابات الثلجية في السويد.. ككل الذئاب الشماليّة.

العبور فوق مضيق البوسفور "أمينونو".. والنوارس التي تلقي التحية

المتاحف.. والمتحف الأثري، تحديدًا الذي يختزل كل العصور والحضارات

بأكثر من مليون قطعة أثرية.

أغاني إبراهيم تاتلس.. الذاكرة التي تعود تلقائياً إلى فيلم "أزرق.. أزرق" وسيبيل كان.

 

كل ما جاء بعد إسطنبول، كان مالحًا، وغريبًا يا أميّ، حتى الشّاي.. لم يعد حلوًا

 

اقرأ/ي أيضًا:

ش.. ك.. ر.. ا

في رثاء التفاصيل الصغيرة