20-مايو-2019

أنتوني تابيس/ إسبانيا

أنا لا أعلم إن كنت أستغرق في الأشياء

أمّ أن الأشياء باتت تستغرق فيَّ

أكثر من اللازم.

 

تستلقي الجمادات المحيطة حولي على ظهرها

وتنظر إليَّ بنصفِ عينٍ

ملوحة بأيدٍ مبتورةٍ لا تكفّ عن الارتجاف

وتشرع في الحديث معي بوجه عابسٍ

 كما لو أنّ لا شيء في العالم يروقها!

 

للأشياء الساكنة سطوة مخيفة على الأمكنة.

 كلّما حاولت الإفلات منها،

تجر أذيال الزمن إلى الوراء

حيث العبثية في كلّ ما حدث

أو سيحدث...

وأشعر كثيرًا أنّ لديها القدرة في الإنصات ليّ حين يبدو العالم فارغًا ومملًا

على النحو الّذي يصير فيهِ الحديث مع الحائط

-مثلًا-

مجديًا بشكلٍ لا بأس بهِ من الحياد.

 

أستطيع أن أشعر بطواحين الهواء وهي تمّد أذرعها للريحِ

في محاولةِ مصافحةٍ خائبة.

وأن أسمع أنين أعواد الكبريت وهي تحترق

لتضيء بصدقٍ حتى آخر ذرّة.

قصاصات الورق الّتي تستجدي قلمًا يُمسد رأسها

أقلام التلوين، والدبب الصغيرة الّتي تنكفئ على بطنها

كلّما ردمت باب الغرفةِ بقوّة!

كلّ شيء فيها يمكنه أن يفوق الإحساس بأشياءٍ أخرى

لا تصدر سوى أصوات نشاز تلغي هيبة السكون المطلق

الّذي يدفن وجهك في قعر الماضي بسرعةٍ مُريبةٍ

تلقي بالزمنِ في أقربِ سلةٍ للمهملات!

 

اقرأ/ي أيضًا:

خوف امرأة

رسالة متأخرة