10-فبراير-2018

كونتي في إحدى مباريات الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي (دارين والش/Getty)

بعد نجاحه في قيادة منتخب إيطاليا إلى ربع نهائي يورو 2016 في فرنسا، من خلال تحقيق نتائج مهمة كالفوز على أسبانيا بطلة النسختين الأخيرتين، والخروج بصعوبة بالغة أمام ألمانيا، رغم ضعف التشكيلة الإيطالية وغياب عديد النجوم، قرر أنطونيو كونتي أن يأخذ إجازة طويلة من التدريب. اتصال هاتفي من رقم مجهول غيّر خطط المدرب الذي كان يقضي إجازته على شاطئ البحر. المتصّل كان رومان إبراموفيتش، مالك نادي تشيلسي الإنجليزي، والعرض هو القدوم لستامفورد بريدج وبدء مغامرة جديدة مع النادي اللندني.

أحدث كونتي ثورة حقيقية في تشيلسي في بدايات تدريبه للنادي من خلال اعتماد طريقة 3-5-2  وهو ما أهله للفوز بالدوري الإنجليزي

نجح الملياردير الروسي في دغدغة مشاعر كونتي. مدرب إيطالي آخر سيتولى قيادة تشيلسي. مواطنه روبرتو دي ماتيو قاد الفريق للتتويج الوحيد بدوري أبطال أوروبا 2012. البطولة التي سيغيب عنها تشيلسي في موسم كونتي الأول بعد احتلال مركز متأخر في الدوري إثر انحدار النتائج بشكل كارثي تحت قيادة جوزيه مورينيو، مع كل ما رافقها من حديث عن "تخاذل" اللاعبين بعد تدهور علاقتهم مع مورينيو.

اقرأ/ي أيضًا: أرسين فينغر وأرسنال.. الحب المستحيل

اشتهر كونتي في السابق باستخدام طريقة 3-5-2 سواءً مع جوفنتوس أو مع منتخب إيطاليا. في المباريات الأولى تخلى عن طريقته المعروفة تماشياً مع طبيعة الدوري الإنكليزي. حقق النادي نتائج سيئة توّجت بخسارة قاسية ضد أرسنال بثلاثية نظيفة. أحدثت الخسارة هذه صدمة كبيرة في تشيلسي، وتسلل الشك الى اللاعبين والإدارة.

اتخذ كونتي قراراً حاسماً وعاد لطريقة لعبه المفضلة. أحدث التغيير ثورة حقيقية في النادي. وحقق الفريق سلسلة انتصارات متتالية،. بدأ الفريق بالاقتراب شيئاً فشيء من الصدارة. هزموا مانشستر يونايتيد برباعية نظيفة. كان للفوز هذا نكهة خاصة جداً لأنها كانت ضد مورينيو بالذات. اعتلى الفريق الصدارة وتشبث بها حتى نهاية الدوري، الدوري الذي حسمه تشيلسي بفارق مريح عن منافسيه.

النقطة السوداء في هذا الموسم تجلّت في خلاف كونتي مع دييغو كوستا، هداف الفريق، على خلفية مناقشة هذا الأخير لعرض ضخم للانتقال إلى الصين.

في الموسم الأول أيضاً، نجح تشيلسي في الوصول إلى نهائي كأس إنكلترا، الذي خسره أمام أرسنال. أثنت جماهير البلوز على عمل كونتي في موسمه الأول. النقّاد انقسموا في ما بينهم في ما يخص تقييم عمله، البعض أعطاه علامة مرتفعة، فيما رأى البعض الآخر أن التقييم الحقيقي سيكون في الموسم الثاني، خاصة أن تشيلسي كان مرتاحاً من المباريات الأوروبية في الموسم الأول، وهذا تفصيل ومعطى في غاية الأهمية.

في صيف 2017، تكسّرت الجرة كلياً بين كونتي ودييغو كوستا. أُجبر المهاجم الإسباني على خوض التدريبات مع الفريق الرديف. حسم كونتي قراره. لا مكان لكوستا مع الفريق. تعاقد الفريق مع مهاجم ريال مدريد، ألفارو موراتا، لتعويض مواطنه. استقدم الفريق كذلك رودجر من روما وتيمو باكايوكو من موناكو وزاباكوستا ودرينك ووتر. خرج كونتي بالعديد من التصريحات التي تنتقد إدارة النادي بسبب عدم تلبية مطالبه في الميركاتو. ورأى أن الإدارة اكتفت بجلب اللاعبين المتوفرين بالسوق على حساب حاجة النادي الحقيقية.

نزف تشيلسي الكثير من النقاط في المباريات الأولى في الدوري هذا العام وقد برر كونتي ذلك بعدم تعاون إدارة النادي مع طلباته خلال الميركاتو الشتوي

نزف الفريق اللندني الكثير من النقاط في المباريات الأولى في الدوري. ومع الوقت خسر صدارة مجموعته في دوري أبطال أوروبا لمصلحة روما. أوقعته القرعة مع برشلونة القوي في الدور الثاني. مانشستر سيتي يبتعد في الصدارة. كونتي يقف عاجزاً عن إيجاد الحلول.

اقرأ/ي أيضًا: اليونايتد يقدّم لمورينيو هدية عيد ميلاده.. تعرف على حكاية "سبيشيال ون"

الفريق الذي امتاز دفاعياً في العام السابق يتلقى أهدافاً بالجملة. مستوى موراتا خيّب آمال عشاق البلوز. دخل كونتي في مشادة كلامية حادة مع مورنيو، الأمر الذي لم يرق للجماهير التي كانت تريد منه أن يركز على عمله مع الفريق، والابتعاد عن المشاحنات التي تشوش على عمل المجموعة.  تدهورت نتائج الفريق بشكل مخيف في الفترة اللاحقة. هزيمة  جديدة أمام أرسنال أخرجت الفريق من مسابقة كأس الرابطة. وعاد كونتي مجدداً لانتقاد الإدارة في الميركاتو الشتوي.

خسر الفريق على أرضه ضد بورناوث برباعية، مباراة برشلونة القادمة تشكل كابوساً حقيقياً لجماهير النادي. إقالة كونتي باتت مرجحة أكثر من أي وقت سابق. الإشاعات تقول إن لويس أنريكي، مدرب برشلونة السابق، سيكون هو البديل.

ويستعد كونتي ليطوي تقريبًا صفحته مع تشيلسي والخروج من الباب الضيّق لقلعة ستامفورد بريدج. فالتتويج في العام السابق لن يشفع له على الأرجح. سيبحث كونتي عن تجربة جديدة في مكان آخر ليسترد ماء وجهه وليظهر علو كعبه التدريبي مرة أخرى. فيما سحاول تشيلسي بناء نفسه مرة أخرى، والعمل للعودة من جديد إلى القمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ديربي شمال لندن.. تاريخ من الكراهية في كرة القدم الإنجليزية

أغلى 5 صفقات في الميركاتو الشتوي بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى