29-أكتوبر-2016

المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب (ماثيو هولست/أ.ف.ب)

مع تزايد التقارير واستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن خسارة المرشح الجمهوري دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية، يتزايد الخوف وسط مؤيدي ترامب عما سيحدث إذا حرم مرشحهم من الوصول إلى البيت الأبيض. يقلق البعض من أنه سوف يتم نسيانهم مع مخاوفهم وإحباطهم، بينما يعتقد البعض أن البلاد قد تكون متجهة إلى صراعٍ عنيف، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

يقول أحد مؤيدي ترامب ويبلغ من العمر 25 عامًا، إنه إذا خسر ترامب فإن ذلك قد يقود إلى "حرب استقلالٍ جديدة"

يقول هالبروك، وهو أحد مؤيدي ترامب ويبلغ من العمر 25 عامًا، إنه إذا خسر ترامب لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وهو ما يقلق أنه سوف يحدث من خلال انتخاباتٍ مزورة، فإن ذلك قد يقود إلى "حرب استقلالٍ جديدة".

"سوف تتجه الجماهير نحو مقرات المجالس التشريعية"، قال هالبورك، والذي يعمل بمركزٍ لخدمة العملاء. "سوف يفعلون كل ما هو ضروري للإطاحة بها، لأنها لا تنتمي إلى ذلك المكان".

اقرأ/ي أيضًا: ليس الوحيد..ترامب يرغب في سرقة نفط الشرق الأوسط

وأضاف: "إذا احتدم الأمر وأصبح علينا الإطاحة بكلينتون بأي وسيلةٍ ممكنة فإن ذلك سوف يحدث".

وتابعت الصحيفة أن مقابلاتٍ مع أكثر من 50 مؤيدٍ لترامب بمؤتمراتٍ انتخابية في ست ولايات على مدار الأسبوع الماضي كشفت عن تغيرٍ كبير عن المزاج العام المرح الذي كان سائدًا في وقتٍ سابق من العام عندما أثارت نجاحات ترامب الانتخابية وصعوده كمرشحٍ جمهوري غير تقليدي حماسًا كبيرًا. بدت الجموع متحفزة وعلى حافة الانفجار.

وبينما شكك بعض الناخبين على نحوٍ قاطع في استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز كلينتون، فإن آخرين صرحوا بتصورٍ مروع عما سوف يكون عليه الوضع حال فوزها.

"إنني لن أفعل ذلك، لكنني متخوف من أن البلاد قد تشهد تمردًا"، قال رورج بيلاث، وهو معلمٌ متقاعد. "لم أرَ البلاد على تلك الحال من الانقسام في أي وقتٍ مضى، فقط أبيض وأسود، لا توجد أرضية وسط. تقول حملة كلينتون إننا أقوى معًا، لكننا لسنا معًا. لم تكن البلاد بذلك الانقسام في أي وقتٍ مضى. إنني أنظر إلى ثورة في الوقت الحالي".

إعادة فتح التحقيق في قضية البريد الإلكتروني

في غضون ذلك، أعلن أمس مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) جيمس كومي، في خطابٍ أرسله إلى الكونجرس، أن المكتب قد أعاد فتح التحقيق في قضية الرسائل الإلكترونية لكلينتون. وهي القضية التي اتهمت فيها كلينتون باستخدام خادم خاص غير مؤمن في رسائلها الإلكترونية ما قد يضر بالأمن الأمريكي.

 وأحدثت خطوة إعادة فتح التحقيق، التي تأتي قبل 11 يومًا فقط من الانتخابات، هزةً كبيرة في الأوساط السياسية الأمريكية بسبب توقيتها الحساس الذي قد يؤثر على نتيجة الانتخابات.

وقال كومي في الخطاب الذي تلقاه رؤساء اللجان المختلفة بالكونجرس إن المحققين يفحصون رسائل إلكترونية تم اكتشافها مؤخرًا "تبدو ذات صلة" بقضية البريد الإلكتروني لكلينتون.

أحدثت خطوة إعادة فتح التحقيق مع كلينتون في قضية الرسائل الالكترونية هزة كبيرة في أمريكا بسبب توقيتها الحساس قبل الانتخابات

"أثناء التحقيق في قضيةٍ منفصلة، علم المكتب بوجود رسائل الكترونية تبدو ذات صلة بالقضية"، كتب كومي إلى رؤساء لجان الكونجرس. "إنني أرسل إليكم ذلك الخطاب لأعلمكم بأن فريق التحقيق قد أبلغني بذلك الشأن يوم أمس، وقد وافقت على أنه ينبغي على مكتب التحقيقات الفيدرالي اتخاذ خطواتٍ مناسبة في التحقيق للسماح للمحققين بمراجعة تلك الرسائل ليقرروا ما إذا كانت تتضمن معلوماتٍ سرية، بالإضافة إلى تقييم أهميتها بالنسبة إلى التحقيق".

وتعرض كومي إلى انتقاداتٍ لاذعة من حملة كلينتون والأعضاء الديمقراطيين بالكونجرس بسبب إرسال الخطاب في توقيتٍ لا تفصله سوى أيام عن موعد الانتخابات. وفي أول رد فعل من حملة كلينتون، قال رئيس حملتها الانتخابية جون بوديستا: " أن نرى شيئًا مثل ذلك قبل 11 يومًا فقط من الانتخابات الرئاسية هو أمرٌ خارج عن المألوف".

اقرأ/ي أيضًا: أمريكا..كيف تغيرت آراء الجمهوريين والديموقراطيين؟

وقالت ديانا فاينستاين، عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا ونائب رئيس لجنة الاستخبارات بالمجلس، إنها "صُدمت" عند قراء خطاب كومي. "إن إعلان كومي جاء تمامًا في صالح الحملة السياسية لدونالد ترامب"، قالت فاينستاين في بيانٍ أصدرته في ذات اليوم.

بل إن السناتور الجمهوري رون جونسون قد حث كومي على الإفصاح عن المزيد من المعلومات: "اتساقًا مع التزامك بالشفافية مع الكونجرس والجمهور، أطلب منك أن يوفر مكتب التحقيقات الفيدرالي أكبر قدر ممكن من المعلومات بشأن تلك التطورات دون إحداث ضرر بالتحقيق الجاري"، كتب جونسون في خطابٍ إلى كومي.

من جانبها، قالت كلينتون في بيانٍ مقتضب لها إن "من حق الشعب الأمريكي أن يحصل على الحقائق الكاملة في الحال"، مضيفةً أنه "من الضروري أن يشرح المكتب الواقعة محل التحقيق، أيًا ما كانت، دون أي تأخير".

وحسب مسؤولين بوكالات إنفاذ القانون على صلةٍ بالأمر فإن النائب العام لوريتنا لينش ونائبتها سالي ياتس قد اعترضتا على قرار جيمس كومي بإعلام الكونجرس بفحص المكتب الذي يرأسه لرسائل إلكترونية مرتبطة بالخادم الشخصي لكلينتون، وفقًا لما نشره اليوم موقع سي إن إن.

لكن كومي قرر تجاهل اعتراضهما وأرسل الخطاب يوم الجمعة على أي حال، ما أحدث زلزالًا ضرب السباق الرئاسي قبل 11 يومًا من الانتخابات وبعد حوالي أربعة أشهر من إعلانه أنه لن يوصي بتوجيه اتهاماتٍ جنائية إلى المرشحة الديمقراطية على خلفية استخدامها لخادمٍ خاص.

واعترف المسؤولون بأنه لم يكن هناك الكثير يمكن للينش وياتس القيام به بالنظر إلى الضجة التي أثارها لقاء لينش المثير للجدل خلال الصيف مع الرئيس السابق بيل كلينتون.

واعترضت لينش وياتس بعد إرسال كومي لإشعارٍ مسبق إلى كبار المسؤولين بوزارة العدل قبل إرسال الخطاب إلى المشرعين، حسب مسؤولين تم إحاطتهم بالأمر. لم يوقع مسؤولو وزارة العدل على قرار كومي ولم يسع هو إلى الحصول على موافقتهم، قال أحد المسؤولين.

بدلًا من ذلك، اتخذ كومي قرارً مستقلًا بمخالفة الممارسات المتبعة بوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي التي تقضي بعدم الإعلان عن أي تحقيقاتٍ حساسة سياسيًا خلال 60 يومًا من موعد الانتخابات، أضاف المسؤول.

شرح كومي في وقتٍ لاحق قراره بإبلاغ البنتاجون بالمعلومات في خطابٍ للعاملين بالمكتب.

"نحن لا نخبر الكونجرس بشأن التحقيقات الجارية في المعتاد، لكنني أشعر هنا بواجبٍ بالقيام بذلك نظرًا إلى أنني أدليت بشهادتي عدة مرات في الأشهر الأخيرة بأن التحقيق قد اكتمل"، قال كومي. "كما أعتقد أيضًا أن عدم إكمال التحقيق سيكون من قبيل تضليل الشعب الأمريكي".

كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب وحلفاؤه قد أثاروا قضية التحقيق مرارًا في الأيام والأسابيع الأخيرة، حيث وجه ترامب انتقاداتٍ لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كان أبرزها في المناظرة الرئاسية الثالثة، لإغلاقه التحقيق دون توجيه اتهامات إلى غريمته في السباق الرئاسي.

وتأتي إعادة فتح التحقيق في نهاية أسبوع شهد تقاربًا بين المرشحَين في استطلاعات الرأي مع استمرار المرشحة الديمقراطية في التقدم بعدة نقاطٍ مئوية في أغلب الاستطلاعات، حيث يرجح أن تضعف من فرص كلينتون في الفوز بالمنصب الرئاسي.

اقرأ/ي أيضًا:

كيف سيتعامل مرشحو الرئاسة الأمريكية مع سوريا

 لماذا ترامب هو مرشح الأحلام لداعش؟