29-يوليو-2021

اللقاء المزمع عقده في بنغازي تليه جملة من القرارات تم الاتفاق عليها (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

نجحت وساطة مصرية مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق لعقد لقاء بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة واللواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث كشفت تقارير صحفية أن اللقاء سيتم في مدينة بنغازي شرق ليبيا، خلال الأيام القليلة المقبلة يتبعه تنفيذ جملة من التفاهمات تم الاتفاق عليها.

نجحت وساطة مصرية مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق لعقد لقاء بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة واللواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث كشفت تقارير صحفية أن اللقاء سيتم في مدينة بنغازي

اللقاء المزمع عقده في بنغازي تليه جملة من القرارات تم الاتفاق عليها، حيث تقوم حكومة الوحدة الوطنية بضخ مبلغ مليار دينار ليبي وهو ما يعادل 200 مليون دولار بشكل عاجل في خزينة الرجمة، المنطقة الواقعة شرق مدينة بنغازي وهي المقر العسكري لحفتر، لتمكينه من تسديد الأجور المتأخرة للمليشيات التي تتبعه والمرتزقة الذين يقاتلون معه مقابل تمرير الميزانية الجديدة لحكومة الوحدة الوطنية من قبل مجلس النواب، والسماح  للحكومة ببسط سيطرتها على مناطق شرق البلاد للتمهيد لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي المقرر إجراؤه في 24  كانون الأول/ديسمبر المقبل.

اقرأ/ي أيضًا: هيكلة حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا ومخاوف بشأن التزام حفتر بالاتفاق السياسي

نفس المصادر أكدت أن الوساطة المصرية تعثرت خلال الفترة الماضية بسبب خلافات بين الطرفيين، بعدما كان مقررًا أن يحضر كل من الدبيبة وحفتر حفل تدشين قاعدة بحرية بمنطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي لمصر، لكن هوة الخلافات كانت كبيرة بسبب اشتراط حفتر بتحمل حكومة الوحدة الوطنية حجم  المديونيات المترتبة عليه والتي تقارب الـ 6 مليارات دينار ليبي، مقابل تمرير ميزانية الحكومة في مجلس النواب وتمكينها من دخول مناطق شرق ليبيا، إلا أن رئيس الحكومة أكد على استحالة تنفيذ هذا الشرط.

لكن المفاوضات انتهت بالاتفاق على حل وسط، تقوم خلاله حكومة الوحدة الوطنية بضخ مبلغ مليار دينار كدفعة أولى وبشكل فوري، على أن يتبعها ضخ ملياري دينار على دفعتين، ليسدد حفتر رواتب  ميلشياته والمرتزقة التي تقاتل مع قواته، وأشارت المصادر إلى أنه من المقرر أن يتبع اللقاء المرتقب بين الدبيبة وحفتر في بنغازي اجتماع وزاري موسع في المدينة، وذلك تأكيدًا على التفاهمات التي تم التوصل إليها.

وتذهب تلك المصادر إلى أن قبول رئيس الحكومة بشروط اللواء المتقاعد يعود للضغوطات الداخلية التي يواجهها داخل معسكر غرب ليبيا والمتمثلة في التباينات والتجاذبات بين المجموعات المسلحة في غرب البلاد بالإضافة للضغوطات الدولية المفروضة عليه من جهات عدة.

ويواجه الدبيبة ظروفًا صعبة سواء مع حلفائه في غرب البلاد أو مع الأطراف الدولية التي لها تأثير بالشأن الليبي، إذ يتم الضغط عليه للتوصل إلى صيغة تؤدي إلى حصول جميع الأطراف المتنازعة على مكاسب قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في كانون الأول/ديسمبر المقبل في الوقت الذي لم يحسم فيها قراره بمسألة الترشح للانتخابات الرئاسية.

 وكان الدبيبة قد اعترف بصعوبة توحيد المؤسسة العسكرية بالرغم من التواصل مع حفتر، معتبرًا في تصريح له، أن الأمور ليست سهلة، وقال: "بالطبع هناك تواصل مع حفتر، فهو شخص عسكري صعب، لكننا نتواصل معه والأمور ليست سهلة"، وتعهّد بإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر/ كانون الأول، لكنه حذّر من "تمسك بعض القائمين على المجلس التشريعي بالسلطة"، وأشار إلى أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيرشح نفسه لمنصب الرئاسة من عدمه، مرحبًا في نفس الوقت بأي اتفاق لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، وهو ما ذهب إليه  السفير والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي صرح  بأن الولايات المتحدة تتشاطر الأفكار ذاتها مع الشعب الليبي بشأن التدخل الأجنبي، داعيًا إلى مغادرة القوات الأجنبية البلاد في أسرع وقت.

يذكر أن مجلس الأمن عقب جلسة عقدت مؤخرًا، طالب جميع الدول الأعضاء بالامتثال لقرار حظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا منذ عام 2011، والعمل على مساعدة السلطات الليبية في اخراج المرتزقة وسحب المقاتلين الأجانب من البلاد، ودعوة جميع الأطراف الليبية والجهات الفاعلة ذات الصلة لاحترام ودعم تنفيذ وقف إطلاق النار. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش، خلال الجلسة، إن القوات التابعة لحفتر في الشرق ومنذ أشهر لا تسمح لحكومة الوحدة الوطنية بالسيطرة على المنطقة الشرقية.

كان الدبيبة قد اعترف بصعوبة توحيد المؤسسة العسكرية بالرغم من التواصل مع حفتر، معتبرًا في تصريح له، أن الأمور ليست سهلة

وكانت ليبيا قد شهدت في كانون الثاني/يناير الماضي، انفراجًا سياسيًا بعد اتفاق الأطراف المتصارعة على صيغة بموجبها تسلمت سلطة انتقالية، تضم حكومة وحدة وطنية ومجلسًا رئاسيًا، مهامها لقيادة البلاد إلى حين اجراء الانتخابات، لكن حفتر عرقل الاتفاق وبقى يتصرف بمعزل عن حكومة الوحدة الوطنية في المناطق الخاضعة لسيطرته شرق وجنوب البلاد ويقود مليشيات مسلحة مدعومة بوحدات من المرتزقة، ويطلق على نفسه لقب "القائد الأعلى للقوات المسلحة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 برعاية النظام السوري.. نقل المرتزقة إلى حفتر مستمر رغم الاتفاق السياسي