18-أكتوبر-2022
كاظم الساهر

كاظم الساهر

"أنا وليلى" واحدة من أجمل أغاني كاظم الساهر. أحبها كثيرون. أطربت عشاق القيصر وشجتهم. تحدث فيها عن قصة حب ماتت في مهدها على أعتاب الفقر. بعد أن اختارت ليلى أن تترك الشاب الفقير.

رحلة البحث عن الشاعر

بدأت قصة الأغنية مع كاظم الساهر عندما قرأ كلماتها على صفحة المساهمات الشعرية في جريدة شبابية. وكانت لا تحمل اسم كاتبها. أعجبته كثيرًا وقرر البحث عن صاحبها. استمرت رحلة البحث هذه ما يقارب الخمسة أعوام. قابل الساهر خلالها كثيرين ادعوا أنهم الكتّاب الأصليون للقصيدة. لا سيما أن صاحبها كان مجهولًا حتى ذلك الحين.

بدأت قصة أغنية "أنا وليلى" مع كاظم الساهر عندما قرأ كلماتها على صفحة المساهمات الشعرية في جريدة شبابية

 

استخدم كاظم ذكاءه على طريقة أكمل القصيدة، فاستطاع أن يختبر إصحاب الادعاءات ليتأكد من صاحبها. وفي كل مرة كان الكاتب يفشل في إكمال أنا وليلى. حتى قاده أحد الاصدقاء إلى صاحب القصيدة الأصلي. وكان الشاعر حسن المرواني. وهو شاب عراقي من منطقة الزعفرانية. كتب كلمة قصيدة أنا وليلى في حب صديقته بالجامعة. فاستأذنه كاظم وغنى القصيدة وأطلقها عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين في ألبوم أسماه على اسم القصيدة.

معاناة عاشق جسدها الساهر. لم تكن القصيدة مجرد كلمات كتبت لحظة إلهام. لكنها نابعة من قصة حقيقية عاشها الشاعر بكل تفاصيلها، حتى أنه ألقاها للمرة الأولى أمام محبوبته. فحسن المرواني أحب ليلى التي كانت صديقته في الجامعة. وكان يظن أنها تحبه إلى أن تفاجأ في سنة التخرج بإعلان ليلى خطبتها لابن عمها. الذي الذي قال المرواني إنها فضلته عليه لأنه كان آنذاك فقيرًا معدمًا، بينما كان ابن عمها غنيًا.

وفي حفل التخرج قدمه صديقه بأنه يريد إلقاء بعض الأبيات. ليقف حسن ويلقي أبيات قصيدته على مسامع الجميع قائلًا "ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي/ واستسلمت لرياح اليأس راياتي. جفت على بابك الموصول أزمنتي/ ليلى وما أثمرت شيئًا نداءاتي".

نظر إلى ليلى متابعًا: "أضعتُ في عرض الصحراء قافلتي/ وجئتُ أبحث في عينيك عن ذاتي. وجئت احضانك الخضراء منتشيًا/ كالطفل أحمل أحلامًا بريئاتِ. غرست كفك تجتثين أوردتي/ وتسحقين بلا رفق مسراتي".

وختم كلماته قائلًا: "من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي/ إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي"، لتغلبه دموعه هنا فيبكي وينهي إلقاءه ويختفي نهائيًا. بينما كتب أصدقاؤه الكلمات وعلقوها على جدار جامعة بغداد. وفهمت ليلى أن هذه القصيدة موجهة لها. بينما بقي المرواني مختفيًا إلى أن وجده القيصر.

ليلى تعاتب الساهر

صاحبة الشخصية الحقيقية في القصيدة عتبت على الفنان العراقي بعد سماعها الأغنية. وروت أنها حين سمعتها للمرة الأولى كانت تقود السيارة. وكانت معها ابنتها فأخبرتها أن هذه القصيدة كتبها زميلها في الجامعة لها. لكنها تألمت حين سمعت قصة القصيدة التي يذكر فيها أن ليلى تركته لأنه فقير الحال. إذ يقول: "لو كنت: ذا ترف ما كنت رافضة حبي/ ولكن عسر الحال فقر الحال ضعف الحال مأساتي".

أوضحت ليلى الحقيقية أن الشاعر الذي كتب لها "أنا وليلى" لم يصارحها بحبه لها قط إلى أن القى القصيدة على مسامعها في حفل طلابي ففهمت أنه يحبها

وعبرت ليلى في مقابلة صحفية عن انزعاجها من هذا المقطع. موضحة أن الشاعر لم يصارحها بحبه لها قط إلى أن القى القصيدة على مسامعها في الحفل ففهمت أنه يحبها. لكنها كانت آنذاك مخطوبة لابن عمها. الذي أصبح زوجها وأبًا لبناتها فيما بعد.

لم يكن الساهر أول من غنى القصيدة، بل سبقه العديد من المطربين لغنائها. كان اولهم أكرم طوزلو في ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين. أي قبل قرابة أربعة وعشرين عامًا من غناء القيصر لها. لكنها اشتهرت بصوت كاظم واعتبرت من أعظم ما غناه في تاريخه الفني. ربما لأنها حملت قصة معاناة حقيقية برع الساهر في تجسيدها.