05-أبريل-2017

الماكيير محمد عشوب (فيسبوك)

محمد عشوب، رغم ولادته في أسرة متدينة، إلا أنّه لم يجد مانعًا في أن يصبح "ماكيير"، متخصصًا في الماكياج. ورغم أنّ والده كان إمام مسجد وعائلته أزهرية، اقترب من الفنانات والفنانين، والرؤساء.. هو يريد أن يعيش حياة النجوم فقط، ويقترب ليرى.

رغم ولادته في أسرة متدينة إلا أنه لم يجد مانعًا في أن يصبح "ماكيير"، واقترب من الفنانات والرؤساء، إنها قصة عشوب "الماكيير" الشهير

منذ اليوم الأول في حياة محمد عشوب الفنية، اختار أن لا يكون شخصًا عابرًا، فعندما كان في المرحلة الثانوية تعرف على المخرج المصري حسام الدين مصطفى، وأشهر أعماله "الرصاصة لا تزال في جيبي"، وخلال تصوير فيلم "بقايا عذراء" توطدت العلاقة بينهما. وأثناء التصوير طلب من الماكيير الخاص به تعليمه الماكياج، ولمّا سأله: لماذا اخترت هذا الطريق لي؟.. كان الرد ساخنًا وجاهزًا: "أنت فنان ولديك حساسية مفرطة وستكون أهم واحد في مصر في مجال الماكياج".

اقرأ/ي أيضًا: معارض صور السيلفي في 2017: كارداشيان كمادّة فنّية

إنه محمد عشوب. كانت النبوءة أن يصبح أهم واحد في مصر في الماكياج، لكنه اختار أن يستحوذ على دور أكبر. فلم يكتفِ بوضع المساحيق على وجوه الفنانات، وحضور حكاياتهنّ، فاتَّجه إلى السياسة حتى أصبح محمد عشوب صديقًا وماكييرًا للرئيس.

لم يكن فيلم "طباخ الريس" بعيدًا عنه، فقد روى قصة طباخ يعمل في القصر من القلائل المسموح لهم بلقاء الرئيس، والاقتراب منه، حتى قال ما لا يجب أن يقوله، فأغضب الجميع منه.. وابتعد.

هذا بالضبط ما جرى مع محمد عشوب، فبعد التقاطه صورة مع الرئيس الأسبق، حسني مبارك بدقائق، وصل شخص بارز إلى مكتبه بالقصر لإزالة الصور، وبعد ضغوط، ترك عمله بالرئاسة، وانتهت علاقته. سُئِل لماذا؟، فكانت إجابة محمد عشوب سريعة وغامضة: "حذَّروني قبل ذلك بقليل، وقالوا لي: "لو اختلفت مع زكريا عزمي اخلع أحسن يجيبلك مصيبة"، وبالفعل، تصيَّد لي زكريا، رئيس ديوان مبارك، الأخطاء حتى خرجت من القصر بلا رجعة".

ويؤكِّد: "فيلم (طباخ الريس) يحكي قصتي.. فكنت أتحدث مع مبارك بشجاعة وصراحة في كل شيء، ويتبادل معي الحديث، لدرجة أنه كان لا يصدقني أحيانًا بسبب الحاشية التي فرضت سياجًا حديديًا حوله".

امتدت علاقات عشوب بالمشاهير لسنوات مما سمح له بأن يجمع أسرارهم ويدونها ويكشف عنها مع الزمن واعتبر شاهدًا على ما جرى وراء الكواليس

لدى محمد عشوب ذكريات كثيرة مع مبارك، لدرجة أنه، كما يقول، لم يكن يشعر بالخوف أو الرهبة خلال وضع الماكياج له أو عند التعامل معه: "أشعر أنني أمام إنسان عادي أو صديق وأتبادل الضحكات والنكات معه". ثم يعرج إلى تفاصيل دقيقة في علاقات "الماكياج": "إذا شعرت للحظة أنني أمام الرئيس لن أستطيع أن أضع يدي على وجهه".

اقرأ/ي أيضًا: برامج الـ"Make Over".. هوس الجمال والتنميط

إلى جانب مبارك، أعاد محمد عشوب إنتاج السادات في وجه أحمد زكي، وهو الماكيير الخاص بالفيلم، الذي قدَّم شخصية الرئيس الراحل، ويروي عن ذلك أن السيدة سكينة السادات عندما شاهدت أحمد زكي لأول مرة في منزلها بمكياج السادات، شهقت وترقرقت الدموع في عينيها، وقالت: "هو السادات بعينه!".

امتدّت علاقات محمد عشوب بالفنانين والمشاهير لسنوات، مما سمح له بأن يجمع أسرارهم، ويدوّنها ويكشف عنها مع الزمن فقد كان شاهدًا على ما يجري وراء الكواليس.

ومن بين ما شهد عليه أن عبد الحليم حافظ، صديقه المقرّب، أحب فنانة، لم يكشف اسمها ونفى أن تكون سعاد حسني، قبل وفاته وكان يتمنى أن يتزوجها، وتم الاتفاق على الزواج بعد عودته من فرنسا، لكن القدر أسدل الستار على حياته قبل ذلك بقليل. أمَّا بالنسبة إلى سعاد حسني، فكما رأى وروى محمد عشوب، قد كان علي بدرخان، المخرج والسيناريست، حبها الحقيقي الذي نالته في آخر حياتها، رغم رفض أمه زواجه منها تمامًا، لأنها كانت تريد أن يتزوج وينجب من إحدى بنات العائلة.

هذا هو محمد عشوب.. "طبّاخ الريس" الحقيقي. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

يا نساء العرب.. لا تكن أجمل مع جويل!

زيت أرغان.. الذهب السائل للباحثين عن الجمال