18-نوفمبر-2015

عدنان معيتق/ ليبيا

لا أتمناني مَلاكًا،
يَحرس الفردوسَ
ويتبوأُ منزِلةَ رِضوان!
الأجواءُ الداخليّةُ تُقلق!

لا أتمناني شيطانًا،
يبتهجُ فرحًا
حينما تنجحُ وقيعتهُ بين السُلطانِ والحدائقْ!
القصر المنيف..
شُيِّدَ قبلَ عامْ
والحدائقُ مشروعٌ يتأرجحْ!

سأُخرِجُ أحماليَ
مِنْ قوالبِ التعريف المُنمَّق
ولنَّ أُغلقَ البابْ ورائي..!
قدّ تخرجُ طفلتيْ بعد ساعةٍ مِنْ خروجيْ
مُرتديةً مِعطفَ الهُبوطْ!!

أنا ابنُ هذا الشهر 
نوفمبر! 
عَلىَ متنه جئتكم مسافرًا 
مِنْ بلادِ الشرودِ البعيدْ.

أنا ابنُ هذا الشهر 
نوفمبر!
استخرجتُ مِنْ غموضِ الموتِ 
جِسرًا ينفضُ الماءَ 
بصرخةْ.

أنا ابنُ هذا الشهر
نوفمبر!
قدّ اختارني بائسٌ وحُلمٌ رديء لا تتحققُ حريّتهْ 
واختاره في الشهرِ المُقابلِ سيفٌ لا يُفلّْ.

أنا ابنُ هذا الشهر 
نوفمبر!
مداولات قضيّةِ تقرير المصيرْ
(مصيري)
تجرىَ داخلَ أروقةِ هيئة الأممّْ 
وسطَ تعتيمٍ إعلاميّْ

أنا ابن هذا الشهر 
نوفمبر !
أحرقت سجائريْ المُختَلَسة 
وأطفأتُ شبقيَ المندلع .

أنا ابن هذا الشهر 
نوفمبر !
راهنتُ عَلىَ إثارةِ الأجسادِ المرصودةْ
كتبت رِهاناتي الخاسرة عَلىَ لافتاتِ الشوارعِ المعكوفةْ
ورسبتُ في أوّلِ امتحانٍ مسكوبُ الثمن .

انا ابن هذا الشهر 
نوفمبر!
أُدميتْ قدمايَ في أوّل صعودِ للسُلَّم 
نقاطُ التفتيش تعرض الرِشوةَ للمرور.
لمروري بالذّاتْ
أنا ابن هذا الشهر 
نوفمبر !
وفي نوفمبر فقط
ترسوْ أحلامُ الصبايا عَلىَ قارعةِ اليابسة!
*

أنا كُلّكِ الناقصُ.. 
أنا يدكِ الثالثةْ، وعينكِ البارحة.. 
والغدُ المُتقافزُ!
أنا الريحُ التي زَفَرتِها وتمنيتِ عَوْدةَ الغائبينَ معها.. 
حَامِلينَ غُبارهم في حقائبَ صُنعت مِنْ غيومْ 
أنا عُقبُ السيجارةِ التي أهملتِ هامِشيّتها 
سَخِرتيْ حينما احترق كِبدُها ولعًا!!!

كُلُكِ أنا
جُزءٌ مِنْ الكونْ!!
*

إكرامُ الميّتِ ، 
تكفينهُ بقُبلةٍ يدُسّها جيّدًا،
ووقتَ القحطِ تكون غيومًا وأمطارًا!!
*

أُشبِهُهْا بعضَ الشيءْ،
تقتربُ بعضَ الوقتِ!

تحقق عواملِ اللقاءْ مرهونٌ 
بمدىَ سقوطِ الشمسِ كُلّ يومْ .
*

حُوصرتُ بالقُبحِ،
قبلَ الميلادِ 
قبلَ الموتِ الثانيْ،
قبلَ آخرتي الرابضةْ
قبلَ تكبيرِ الآذانِ 
قبلَ سَوقِ السجناءِ نحو المجهولْ 

الجمالُ ها هُناكَ 
ينتظرنيْ،
سيستقبلني في الاتجاهِ المُعاكِسْ 
وأنتمْ عائدونْ.

اقرأ/ي أيضًا:

نحو تلك الثقوب السوداء

وصيّة جدّي