22-مارس-2017

أمينة رزق في لقطة من فيلم العار

في عيد الأم الذي يتزامن في العالم العربي مع مطلع فصل الربيع، للسينما العربية أمها أيضًا التي تستذكرها بين الحين والآخر، ما يمنحها نصيبًا من المناسبة وحضورًا رغم الغياب في هذا العيد.

فالممثلة أمينة رزق كانت أغدقت خلال مسيرتها الفنية والإنسانية أو الأصح الفنية-الإنسانية مشاعر الحنو والعطف على الممثلين أمام الكاميرا وخلفها في معظم الأدوار التي لعبتها إن لم يكن كلها، خصوصًا وأن مخرجي عصرها كانوا قد رأوا فيها الصورة المحبّبة للأم العربية بعامة والمصرية على وجه الخصوص فمنحوها من الأمومة السينمائية إلى جانب القلب. اللقب.

"أم السينما المصرية" لم تنجب إلا في الأفلام، فكان بين أولادها عدد كبير من الوجوه التي عرفتها الأجيال في أفلام الأبيض والأسود

هل ما أسند لأمينة محمد رزق المتحدرة -بحسب ما تشير المعلومات المتناقلة عنها- من عائلة محافظة، يعود إلى مجموعة القيم التي نشأت عليها في مطلع القرن الماضي وفي زمن عادى ناسه الفن واعتبروا ولوجه خروجًا على الأعراف؟ ربما يصحّ ذلك.

وربما أيضًا سيكون من المنطقي مقاربة الأمر من زاوية اختيار المكان والمكانة المناسبة لها في الأعمال السينمائية لجهة ملامحها ومظهرها الخارجي وقدراتها التمثيلية التي كانت تبلورت على "مسرح" الفنان يوسف وهبي ونضجت في السينما بين فيلم وفيلم ودور ودور. علمًا أن أول أدوار الأمومة كانت لعبته رزق "باكرًا" في سن الخامسة والثلاثين.

و"أم السينما المصرية" أمينة رزق لم تنجب إلا في الأفلام، فكان بين أولادها عدد كبير من الوجوه التي عرفتها الأجيال في أفلام الأبيض والأسود أولًا، ومن ثم بالألوان.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Beauty and the Beast".. هل يستحق المشاهدة؟

وأمينة رزق في تأديتها لهذا الدور لطالما حافظت على الطيبة "الفطرية" في عينيها والحنان الذي تغذيه نبرة صوتها الراقية والنقية ومظهرها الذي ينم عن رصانة ورجاحة عقل وموقف، دون أن يعني ذلك تكرارًا في إطلالاتها بل تجديدًا كرسّته النصوص المختارة بعناية وطواعية رزق نفسها وقدرتها على تقديم الجديد في الدور نفسه بالإفادة من اختلاف ظروفه ومعطياته.

فـ"ماما أمينة" كما لقبها معظم من عملوا معها، لم تتزوج طيلة حياتها بخلاف فنانين كثر كانوا "مزواجين" وعرفوا بزيجاتهم المتعددة المتواصلة أو المؤقتة رغم أن بعضها كان في حقيقة الأمر واقعًا والآخر شائعات اختلفت أهدافها باختلاف مصادرها.

"ماما أمينة" كما لقبها معظم من عملوا معها، لم تتزوج طيلة حياتها بخلاف فنانين كثر عرفوا بزيجاتهم المتعددة المتواصلة

وربما لم تسلم أمينة رزق من الشائعات كغيرها من الفنانين في ذلك الحين إلا أن أيًا منها لم يُؤكد، أقلّه بالنظر إلى سيرتها الذاتية التي لم تلحظ في أي محطة من حياتها إشارة متزوجة أو مطلقة أو أرملة، باستثناء الإشارة إلى أن "عذراء السينما" كانت عاشت قصة حبّ وُصفت بالكبيرة مع أستاذها في الفن و"الحياة" يوسف وهبي دون أن تصل قصتهما إلى خواتيم سعيدة.

واللافت أن قلّةً من نجمات السينما علقن في الأذهان بدور الأم دون غيرها، وهن قدّمن بطولةً في كل مساحة "فنية" أعطيت لهن مهما صغرت أو كبرت، ومن هؤلاء كريمة مختار، وقبلها زينب صدقي وعلوية جميل وماري منيب، إلا أن الأبرز في هذا المجال تبقى أمينة رزق لبراعتها في تأدية الأدوار التراجيدية التي تشبه الواقع وتحرّك المشاعر وتترك أثرًا في القلب وفي الذاكرة.

اقرأ/ي أيضًا:
My Paradise: الألم والوقوف أمام مرايانا المهشمة
فيلم "Life".. أحد أكثر أفلام 2017 المنتظرة