04-يناير-2025
قسد

الضغوط تتزايد على "قسد" (جيتي)

أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الجمعة، عدم وجود أي خطط أو نوايا لإقامة قاعدة أميركية في منطقة عين العرب التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.

وتعليقًا على أنباء متداولة عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في كوباني الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قالت نائبة المتحدث باسم الوزارة، سابرينا سينغ: "اطلعتُ على بعض تلك الأخبار، لا توجد خطة لبناء قاعدة عسكرية في كوباني (عين العرب)".

وأكدت مجددًا أن الجنود الأميركيين متواجدون في سوريا لهزيمة تنظيم داعش، مشيرة إلى أنه "لا توجد حاليًا خطة أو نية لإنشاء أي قاعدة في كوباني. لست متأكدة من مصدر هذه الأنباء".

ويتقاطع التصريح الأميركي مع معلومات حصلت عليها "الترا صوت" من مصادر محلية في المنطقة، كانت قد شككت في بناء القاعدة في هذا الوقت لعدة أسباب أوردناها في تقرير سابق.

صحفي سوري: تزعزعت الثقة بقوات "قسد" في مناطق سيطرتها، من قبل السكان ومن قبل عناصرها، ما قد يزيد نسبة الانشقاقات من صفوفها

لكن بالتوازي مع استمرار التوتر في شمال شرق سوريا بين قوات "قسد" وفصائل الجيش الوطني السوري، وفي ظل الاستهداف التركي المكثف لمواقع عسكرية في شمال سوريا، هبطت طائرة شحن في قاعدة أميركية في بلدة الشدادي جنوب الحسكة، في إطار التعزيزات العسكرية لقواعدها هناك، وذلك ليلة الجمعة-السبت.

وبحسب مصادر محلية، نفذت طائرات مسيّرة تركية غارات جوية استهدفت نقاطًا عسكرية لقوات "قسد" في محيط سد تشرين، وقرب معمل السكر بريف بلدة مسكنة، وفي محيط بلدة صرين بريف حلب الشرقي، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات بين الجيش الوطني السوري و"قسد" في محيط سد تشرين، وتبادل القصف، الذي تخطى ريف حلب ليصل إلى ريف الحسكة، حيث أسقط "الوطني" ثلاث طائرات مسيّرة تابعة لـ"قسد" يوم الجمعة.

كما شهدت مدينة تل أبيض شمال الرقة فعالية شارك فيها المئات، وتلا خلالها متحدث باسم وجهاء المدينة بيانًا طالب فيه بطرد "قسد" من مناطق سيطرتها في الحسكة ودير الزور والرقة، في محاولة شعبية للضغط على "الوطني" و"دمشق" من أجل توحيد الخارطة السورية.

خيارات "قسد" محدودة جدًا في مواجهة الضغط المتزايد عليها، والضغط يأتي من الداخل الكردي ومن الأطراف الداعمة

الصحفي السوري مصعب الحامدي قال لموقع "الترا صوت" إن خيارات "قسد" محدودة جدًا في مواجهة الضغط المتزايد عليها، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل إن الضغط السياسي عليها من الداخل الكردي ومن الأطراف الداعمة لها لا يقل حدة عن ذلك.

وأشار الحامدي في هذا الإطار إلى أن النفي الأميركي لخبر بناء القاعدة، والذي كان على ما يبدو مجرد مسرحية هدفت إلى تهدئة الشارع المتخوف من عملية عسكرية، سوف يزعزع الثقة أكثر بقوات "قسد" في مناطق سيطرتها، ليس فقط من قبل السكان، بل من قبل عناصرها، ما يعني أنه قد يزيد الانشقاقات في صفوفها، وهي كثيرة ومتواصلة منذ سقوط نظام الأسد.

وبخصوص التعزيزات الأميركية الجديدة إلى مناطق سيطرة "قسد"، رأى الحامدي أن هذه التعزيزات مرتبطة بشكل أساسي بمحاربة تنظيم داعش، خاصة مع وجود مخاوف من أن التصعيد العسكري المتواصل قد يدفع التنظيم إلى زيادة نشاطه، أو يؤدي إلى هروب عناصر التنظيم المحتجزين في سجون "قسد" لأي سبب كان.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تتولى إدارة المعسكرات والسجون التي يُحتجز فيها عناصر تنظيم داعش وأسرهم. وفي تصريحات أدلى بها عقب اجتماعه مع نظيرته البلجيكية يوم الخميس الماضي، قال فيدان أيضًا إنه "يتعين تسليم مسلحي التنظيم المسجونين في سوريا إلى الدول التي يحملون جنسياتها".

وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، قد دعا خلال زيارته لدمشق يوم الجمعة، الأكراد الذين يقودون ما يُعرف بقوات "قسد" إلى "تسليم السلاح والاندماج في الحياة السياسية". ويقول الحامدي إن الدعوة الفرنسية مهمة، وهي رسالة ضغط قوية على "قسد"، لأن فرنسا من الدول المهمة المساهمة في حرب تنظيم داعش من خلال التحالف الدولي، كما أن باريس من العواصم الرئيسية التي فتحت أبوابها لاستقبال المسؤولين الأكراد في إدارة "قسد" خلال السنوات الماضية.