11-أغسطس-2022
Death Valley floods 2022

جرفت السيول المفاجئة عشرات السيارات في المنطقة (NPR)

أكّد خبراء الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة أن الأمطار التي التي هطلت مؤخرًا في "وادي الموت" الواقع في ولاية كاليفورنيا وتسببت بسيول وآثار مدمّرة على البنى التحتية والأبنية والممتلكات، هي حدث نادر بالكاد يقع مرّة واحدة كل 1000 عام في تلك المنطقة القاحلة.  

دلفت العاصفة المطرية في غضون 3 ساعات كمية من مياه الأمطار تعادل ما يقرب من 75% من المتوسط ​​السنوي للهطل المطري في المنطقة

وكان الوادي المعروف باسم "وادي الموت"، والذي يقع شرق وسط كاليفورنيا، قد تعرض لهطل مطري غزير غير مسبوق يوم الجمعة الماضية، وقد بلغ معدل الهطل المطري في المنطقة مستويات اقتربت من المستويات القياسية المسجّلة. ففي غضون ثلاث ساعات فقط من الهطل المطري، سكبت العاصفة كمية من المياه تعادل ما يقرب من 75% من المتوسط ​​الإجمالي السنوي للأمطار في المنطقة، وذلك وفقًا للخبراء في مرصد الأرض التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا. تلك الأمطار الغزيرة المفاجئة ألحقت أضرارًا كبيرة في المتنزه الوطني في "وادي الموت"، كما أدت إلى تقطع السبل بمئات الزوار ذلك اليوم في المتنزه، وما تزال معظم الطرق غير سالكة عبر الوادي.  

دانييل بيرك، أحد أشهر خبراء الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة، وصف ما شهدته ولاية كاليفورنيا نهاية الأسبوع الماضي بأنه "حدث تاريخي"، وأن يحدث مرّة كل 1000 عام، وذلك للدلالة على أن مثل هذا الهطل المطري الغزير في منطقة "وادي الموت" القاحلة لا تتجاوز احتمالية حصوله 0.1 بالمئة في أي عام.  

في المقابل، فإن علماء آخرين يرون بأن مثل هذه الوقائع المناخية التي كان يُعتقد أنها نادرة للغاية، آخذة في الازدياد مؤخرًا. فقد اكتشف العلماء أن الظواهر الجوية المتطرفة، التي تحصل بسبب أزمة التغير المناخي، باتت غير مستبعدة الحصول في مناطق في الغرب الأمريكي، المعروفه بظروفه المناخية الجافّة. فمن المتوقع أن يتخلل فترات الجفاف عواصف مطرية قوية ومدمرة، كتلك التي شهدها "وادي الموت" يوم الجمعة الماضية، في ظل استمرار ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض. 

يذكر أن الحوض الجغرافي في الذي يقع ضمنه "وادي الموت" في كاليفورنيا الأمريكية يوصف بأنه "أرض الشدائد"، وذلك لأنه المكان الأكثر جفافاً وإقفارًا في أمريكا الشمالية، وهو معروف بدرجات الحرارة المرتفعة فيه، حيث سجّل الوادي أعلى درجة حرارة معروفة في العالم، بلغت 54.4 درجة مئوية.